منصرفات الحفر الفنية تسيل في شوارع “فلة”… القرية بلا مواصلات والشوارع ترابية والطرق الزراعية معدومة .. ضعف الكهرباء يؤثر على ضح مياه الشرب وسكان الحي الجنوبي يشترونها من الصهاريج ..

مازالت قرية ” فلة ” الجميلة التي تشبه شجرة الفل تقبع على تلك التلة المطلة على القرى المجاورة تنتظر تحقيق الأمنيات .. فبرغم الطبيعة الخلابة إلا أنها تفتقر إلى وجود الكثير من الخدمات حيث يشعر قاطنوها بالغبن باستمرار مقارنة بالخدمات الموجودة في القرى القريبة منها  والتي تشكل أساسيات الحياة الكريمة للأهالي فيها .

“العروبة ” زارت القرية والتقت الأهالي وتعرفت على الواقع الخدمي  فيها والتي يأمل سكانها استكمال الخدمات  قريباً كما التقينا رئيس بلدية الشرقلية علي الأحمد ومديرة المكتب الفني المهندسة ميادة أحمد .. فالقرية تتبع إداريا لبلدية الشرقلية إضافة لقرى – القناقية وتليل.

شوارع تملؤها الحفر

منذ دخولنا القرية لاحظنا أن الشوارع كلها ترابية باستثناء الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدخل القرية والذي تم تعبيده ( حسب الأهالي ) منذ حوالي 40 عاماً وحالياً ملأته الحفر الكثيرة ويحتاج إلى مد قميص إسفلتي كونه يعيق حركة مرور السيارات خاصة في فصل الشتاء حيث تمتلئ تلك الحفر بمياه الأمطار و تعيق حركة المشاة نظراً  لتراكم الطين و لاحظنا أنه قبل مدخل القرية يوجد تجمع سكاني ( رأس النبع ) وهم من الوافدين الذين لجؤوا إلى القرية خلال الحرب وعددهم  10  عائلات.. وإن الشارع المتفرع من الطريق الرئيسي للقرية والذي يصل إلى منازل تلك العائلات مازال ترابياً وهو بطول 200 متر ويمتلئ برامات المياه والطين شتاءاً بشكل يعيق حركة طلاب المدارس في الوصول إلى مدرستهم وهذا ما أكده أحد القاطنين في هذا التجمع ( رأس النبع ) والذي شرح لنا معاناتهم اليومية جراء ذلك .

المنصرفات في الشوارع

اشتكى الأهالي من عدم وجود شبكة صرف صحي حتى الآن رغم المطالبات المتكررة منذ سنوات ونوهوا أن الوضع يزداد  سوءاً يوماٌ بعد آخر كونهم يعتمدون على حفر فنية تتكرر  فيها الاختناقات باستمرار و تسيل منصرفاتها في الشوارع أو الأراضي الزراعية مسببة  تكاثر البعوض والحشرات صيفاً والروائح الكريهة معرضة أهالي القرية لكثير من الأمراض.

كما أشار قاطنو رأس النبع أن مياه الأمطار تختلط مع مياه المنصرفات متدفقة في الشوارع بشكل لا يحتمل .

التيار الكهربائي ضعيف

أوضح الأهالي أن شبكة الكهرباء قديمة والتيار الكهربائي استطاعته ضعيفة وحتى الآن يعاني القاطنون في( رأس النبع ) من ضعف التيار ( 100 فولت) فقط مما يحرمهم الكهرباء حتى للإنارة ورغم وجود  محولة في الجهة الشمالية للقرية إلا أنها بحاجة لمحولة أخرى..

وأشار البعض أن ازدياد ساعات التقنين يؤثر على ضخ مياه الشرب وحتى مع وجود بعض الآبار في القرية التي لم يتمكن أصحابها من ضخ المياه لعدم وصل التيار الكهربائي لأكثر من 20 دقيقة وطالبوا أيضاً بإنارة الشوارع وخاصة الواقعة على أطراف القرية .

شبكة حديثة

علمنا أن شبكة المياه حديثة ورغم ذلك مازال أهالي الحي الجنوبي في القرية يعانون من عدم وصول مياه الشرب إلى منازلهم حتى الآن , علماً أنهم يتزودون مياه الشرب من قرية الشرقلية , الأمر الذي يجعلهم يشترون المياه من الصهاريج مما يرهق كاهلهم مادياً نتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة .

زيادة عدد الشعب الصفية

زرنا المدرسة الابتدائية الوحيدة في القرية وهي مدرسة ( مجمعة ) حيث يتم دمج كل صفين مع بعض مما يؤثر على سير العملية التعليمية واستيعاب التلاميذ للمنهاج ( حسب الأهالي ) .

مديرة المدرسة الابتدائية ثراء إبراهيم قالت : نعاني نقصاً بعدد الشعب الصفية وعدد التلاميذ في تزايد مستمر , كما نعاني من الحالة الفنية السيئة للمقاعد الموجودة والمدرسة بحاجة لزيادة عدد المقاعد كوننا نضطر أحياناً إلى الاستعانة بالكراسي القديمة ورغم المطالبات الكثيرة لكن دون جدوى .

كما تحتاج المدرسة لخزان مياه جديد وغرفة حراسة إضافة إلى مظلة وإكمال رصف الباحة ليستطيع التلاميذ اللعب فيها وممارسة الرياضة..

كما أشارت أن مناهل الشرب تقع بجانب الحمامات مما يعرض التلاميذ لخطر انتقال الميكروبات التي تؤثر على صحتهم .

وأضافت: يتابع طلاب الإعدادي والثانوي تحصيلهم العلمي في مدارس الشرقلية أو القناقية وهم مضطرون لدفع  أجور النقل يومياً لسيارة خاصة لعدم توفر المواصلات بين فلة والقرى المجاورة لها.

الطرق الزراعية شبه معدومة

أوضح الأهالي أن الطرق الزراعية شبه معدومة إلا بعض الطرق التي تم شقها منها طريق المقبرة الذي قام الأهالي بشقه منذ 15 عاماً وحتى الآن لم يتم تعبيده رغم تخديمه للعديد من المنازل أيضا وهناك بعض الطرق الزراعية الترابية منها طريق فلة –العوصية وفلة- القناقية- القبو مما يحرم المزارعين الوصول إلى أراضيهم والمعاناة في العمل فيها وجني المحاصيل سنوياً .

كما أشاروا لعدم وجود الطرق التي تربط فلة بمنطقة الحولة أيضا وغيرها من القرى إلا عن طريق قرية الشرقلية فقط .

نقطة طبية

طالب الأهالي بنقطة طبية على الأقل تقدم الخدمات الاسعافية واللقاحات للأطفال وأشاروا إلى توفر الكادر التمريضي الذي يعمل عدد منه في مركز الشرقلية وحتى المراكز القريبة الأخرى .

وسائط نقل

معاناة يومية يعيشها أهالي فلة (طلاب- موظفون )لعدم توفر وسائط نقل وهم مضطرون للذهاب إلى الشرقلية حتى يتمكنوا من الذهاب إلى المدينة ومن الصعوبة الظفر بمقعد في أي وسيلة نقل صباحاً وعند الظهيرة وتمنوا أن يتم تخصيص ولو سرفيس واحد يعمل على خط فلة –حمص لنقل الطلاب والعمال إلى حمص والعودة ظهراً مما يخفف من تكبد الأهالي الأعباء المالية اليومية جراء نقل أبنائهم من القرية إلى الشرقلية ثم حمص يومياً .

مرة أسبوعياً

يتم جمع أكياس القمامة من شوارع فلة مرة أسبوعياً بواسطة الجرار الزراعي التابع للبلدية وتمنى الأهالي أن يتم تنظيف بقايا القمامة بشكل كامل عند ترحيل الأكياس حرصاً على الصحة العامة

نوعية مقبولة

أوضح الأهالي انه يتم استجرار الخبز من مخبز القناقية ونوعية الخبز مقبولة ويتم التوزيع عن طريق المعتمد.

وأن مركز توزيع الغاز في الشرقلية لعدم وجود معتمد في فلة مما يجعل السكان مضطرين لدفع أجور النقل لتصل الاسطوانات إليهم.

رئيس البلدية علي الأحمد قال :تبعد مزرعة فلة حوالي 25 كم عن مركز المدينة ويبلغ عدد سكانها مابين 600-800 نسمة يقع تحتها خزان مياه لقربها من سد الحولة وهي تفتقر للكثير من الخدمات نسعى إلى تأمينها حسب الإمكانات المتوفرة.

مديرة المكتب الفني المهندسة ميادة أحمد قالت :تم إصدار مخطط توجيهي مصدق منذ عام 2007 للقرية وذلك لتسهيل منح تراخيص بناء والتسوية للمخالفات ومنح إجازات الاستخدام (مياه-كهرباء)وفي عام 2020 تم الرفع الطبوغرافي تمهيداً لتنظيمها  وحالياً تتم إجراءات الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المعنية لاستكمال إصدار المخطط التنظيمي لقرية فلة .

وبالنسبة لشبكة الصرف الصحي قامت مديرية الخدمات الفنية عام 2021 بتنفيذ المرحلة الأولى وذلك بتنفيذ خط رئيسي في الطريق الرئيسي وإيصاله لخارج القرية وبلغت كلفته 45 مليون ليرة  وفي عام 2023 قامت بلدية الشرقلية بدراسة وتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع وهي تفرع رئيسي /دخلة / رئيسي شمال القرية وإيصال المصب لنقطة التصريف حيث ستصبح الشبكة قابلة للاستثمار بعد الانتهاء من التنفيذ وبلغت كلفة المشروع /40/ مليون ليرة  وقد توقف العمل بالمشروع لأسباب مالية ويتم حالياً محاولة الانتهاء من الأعمال بالمشروع المذكور

وأضافت : بالنسبة لشوارع القرية فجميعها بحاجة إلى تزفيت وسوف يتم البدء بتزفيتها حالما يتم الانتهاء من تأسيس البنى التحية للطرقات علماً أن شبكات مياه الشرب والهاتف والكهرباء منفذة وأوضحت أن كل الشوارع التي تم تخديمها بشبكة صرف صحي سيتم إبلاغ الأهالي القاطنين فيها بالعمل على إلغاء الحفر الفنية والعمل على تطبيق قانون  نظافة الوحدات الإدارية  وسنتابع شكوى أهالي الحي الجنوبي من قلة المياه مع الوحدة الاقتصادية.

وأكدت أن البلدية تدعم الأهالي بحاجة القرية لتركيب مركز تحويل لتقوية التغذية بالتيار الكهربائي  فيها.

أما بخصوص التجمع السكاني المسمى (رأس العين ) فقالت: هو عبارة عن مجموعة من الأبنية أشادها الأهالي الوافدين من قراهم فاستقروا في منتصف المسافة بين قريتي الشرقلية وفلة ويتم تخديمها بالنظافة وشبكة الكهرباء وسوف يتم إدراجها ضمن خطة المجلس البلدي  بالتخديم حسب الأولوية .

بشرى عنقة

 

المزيد...
آخر الأخبار