مع اقتراب عيد الفطر.. شراء أو صنع حلويات العيد غصة في القلوب .. القدرة الشرائية شبه معدومة في ظل الأسعار الجنونية… أصحاب محال: المواد الأولية حلقت عالياً
باتت فترة الأعياد ثقيلة على الغالبية العظمى من المواطنين نتيجة الغلاء وعجز معظم العائلات عن شراء مستلزمات العيد من الحلويات والألبسة والأحذية.. حيث تشهد محال الحلويات ارتفاعا كبيرا في الأسعار و ركوداً ملحوظا قبيل أيام من عيد الفطر..
وارتفاع مستلزمات صناعة الحلويات سبب إحجام غالبية الأسر عن صناعة بعض أصناف الحلويات في المنزل وخاصة الأصناف التي تدخل في إعدادها المكسرات كالفستق الحلبي و الجوز وغيرها…
“العروبة” جالت في بعض الأسواق والتقت بعض المواطنين للحديث عن مستلزمات العيد ومدى قدرتهم على تأمينها لعائلاتهم..
يقول أبو فادي بابتسامة تلفها غصة مؤلمة أنه اتفق مع عائلته على شراء كيلو واحد من صنف (البيتفور)فقط للضيوف..
وأضاف : لم نجرؤ على التفكير في صناعة أي نوع من الحلويات حتى (القراص) التي ينتظرها أولادي من العيد للعيد فسعر كيلو السكر مابين 14 ألف ليرة، وكيلو الدقيق سعره يتراوح مابين 8000 – 10000 وكيلو السمنة النباتي ارتفع من 30 ألف ليرة وما فوق.. ناهيك عن باقي المستلزمات.. و كيلو عجوة التمر ارتفع من 24 إلى 35 ألف ليرة.. إن فكرنا بصنع أي نوع من (المعمول).. مبينا أنه ووفقا للأسعار الحالية فإن أغلبية الأهالي استغنوا بشكل تام عن شراء الحلويات، و امتنع آخرون عن صنعها في منازلهم، نتيجة غلاء المواد الغذائية بأنواعها وخاصة المتعلقة بصناعة الحلويات.
بينما أشارت أم عبد الله أنها ستشتري كافة مستلزمات العيد من الحلويات هذا العام، بعد استلامها مبلغا جيدا من ابنها المقيم خارج القطر ورغم ذلك استنكرت غلاء أسعار الحلويات أثناء جولتها في السوق فسعر المعمول بالفستق 200 ألف ليرة و الغريبة والبرازق 100 ألف ليرة و البقلاوة (صنف وسط) 400 ألف ليرة.. والبقلاوة (إكسترا) 650 ألف ليرة سورية.
وتقول أم شادي (موظفة) :سأقوم بصناعة بعض الكعك والبيتفور بعدما حصلت على سلة غذائية من ضمن محتوياتها الزيت والدقيق والسكر مبينة أنه لو لم تحصل على سلة الإعانات ، لكانت غير قادرة على إعداد أي صنف من الحلويات لأن الأولوية هي تأمين الطعام لعائلتها وأكدت أن إعداد بعض أصناف من البيتيفور والكعك وبكميات قليلة يكلّف أكثر من 200 ألف ليرة ، ورغم ذلك تتمنى رؤية فرحة العيد في عيون أولاده وبدون حلويات الفرحة لا تكتمل..
يقول عبد القادر (صاحب محل حلويات) : بالرغم من ازدحام الأسواق قبل العيد لكن حركة البيع ضعيفة.. فقط للفرجة واستطلاع الأسعار وارتفاعها بشكل ملحوظ…
وبرر سبب الارتفاع أنه نتيجة الزيادة بسعر المكونات والحشوات الداخلة في الإنتاج التي تضاعفت عن الفترة السابقة، مبيّناً أنّ الارتفاعات الجديدة والمستمرة قد زادت على الحرفيين أيضا بعد ارتفاع سعر المازوت وكيلو الكهرباء الصناعي… مشيرا إلى انخفاض مبيعات وكميات العرض لدى بعض الحرفيين وأصحاب محال الحلويات جراء تراجع نسبة الشراء حتى للعائلات المقتدرة التي اتجهت للاكتفاء بشراء كيلو واحد من نوع واحد مبينا أن هذا يؤثر على نسبة الأرباح وتغطية أجور العمال التي ازدادت بالمقابل بالإضافة إلى هجرة حرفيي المهنة إلى الخارج.
و أوضح أن أسعار الحلويات الفاخرة تتجاوز 700 ليرة للكيلو الواحد… مثل المبرومة والبقلاوة , ما يعادل ضعف راتب موظف ، مما يجعل الشريحة المستهلكة لهذه الأصناف قليلة.. وأضاف : الحلويات الشعبية أيضا ارتفعت أسعارها لتصل إلى 100 -150 ألف ليرة.. علما أن الحلويات تصنف إلى شعبي- ممتاز- إكسترا وتختلف ما بين المصنوعة بالسمن الحيواني أو بالسمن النباتي والفرق من حيث طعمها وسعرها هو نوع السمن الذي يدخل في صناعتها… وهذا إضافة إلى ما ذكرناه يفسر وجود أصناف مرتفعة الثمن رغم قلة الطلب.
بقي أن نقول:
الشريحة الواسعة من المواطنين ليست مبالية بارتفاع أسعار الحلويات والألبسة وغيرها من مستلزمات العيد، لأن الأولوية هي تأمين طعام عائلاتهم.. فهل سيستطيع الموظف الذي يتقاضى شهريا مابين 250 – 400 ألف ليرة شراء كيلو حلويات بنصف مليون ليرة ؟؟…
بشرى عنقة