الشاعر حابس الملحم :هاجس الكتابة يأتي استجابة للحالة الشعورية ..
ولدت الموهبة لدى الشاعر منذ الصغر إذ سقاها من فيض قراءاته المتنوعة في عيون الشعر العربي قديمه وحديثه ،من هنا كان للشاعر حابس الملحم انطلاقته،حيث حدثنا عنها قائلا في حوار أجريناه معه : كنت أستمتع بقراءة الشعر الجاهلي منذ صغري ،وفي المرحلة الإعدادية بدأت أبحث في بحور الشعر العربي المكون الأول لكل شاعر ،فكتبت أولى قصائدي من وحي ذلك الشعر وتأثيره فنشرت عام 1990 قصيدة بعنوان/همسة الحزن/ وحول المواضيع التي تطرق لها قال..إن هاجس الكتابة يأتي استجابة للحالة الشعورية التي يعيشها الشاعر فإذا جاء الليل ولم أنم فاعلم أن هناك ولادة جديدة أقدم للمولود أشهى الطعام وألذ الشراب..هكذا هي مولودتي الجديدة ..قصيدتي..وأضاف : أنا الذي أحزنني حال الوطن أثناء الحرب الكونية التي شنت عليه فولدت قصائدي الوطنية ،وأقلقني الوضع الاقتصادي والغلاء والفساد فكتبت قصائد بهذا الصدد،كذلك هناك القصائد الغزلية الوجدانية التي أبث فيها مشاعري وشوقي للحبيب وأصف لواعج الحب والحنين فالمرأة هي الأم والحبيبة والأخت فكيف لا يكون لها حصة في شعر الشاعر،هي مشاعر هفهافة يعبر عنها الشاعر بكل شفافية.
وعن تأثير الطبيعة ملهمة الشعراء قال:ترعرعت في بيئة ريفية بعيدة عن الضجيج والصخب وهذا ما أعطاني مجالا واسعا للتأمل في الطبيعة الخلابة بكل مكوناتها ..أتأمل في الزهور فأناجي بها مواجعي ،أبث أشواقي للشجر ،للثمار ،للعشب ، للتربة ،للعصفور،لكل ذرة في الكون المحيط بعالمي المعيشي ،فصادقت في شعري كل الفصول جسدتها في قصائدي أشخاصا أناجيهم ويناجونني،وليس الطبيعة البكر فقط، وإنما كان لمدينة حمص دورها وحصتها إذ دبجت فيها أجمل قصائدي حملتها تمنياتي لها بالصحة والعافية .
وعن أنواع الشعر التي تناولها في شعره قال..كتبت القصيدة العمودية لكني أحيانا أكتب شعر التفعيلة ،وبعض القصائد النبطية خصصت بها الوطن الحبيب ومواجعه ..
وأما عن دور الإعلام في تنشيطه للحركة الثقافية كافة قال: يلعب الإعلام دورا مهما في تسليط الضوء على الحركة الشعرية والشعراء فتسيل من خلاله القصيدة على كل لسان وتجعل الشاعر معروفا لدى القراء،كما ينشط مخيلة الشاعر ليبدع وينتج وفي هذا كله مع بعض النشاطات الأخرى دعم للإبداع الثقافي بشكل عام. وعن إصداراته الشعرية قال..صدر لي منذ فترة قريبة ديواني /ارسميني كي أنام/ ويتناول هذا الديوان قضايا وطنية واجتماعية وغزلية وإنسانية متنوعة بلغة سهلة رشيقة شفافة بعيدة عن التكلف والغموض وهناك ديوان آخر قيد الطباعة،،ومازال وحي الشعر يتدفق .
عفاف حلاس