عشق الموسيقي ايليا منصور آلة الناي منذ الصغر حتى أنه إذا نفخ فيها أعطاها من روحه ووجدانه وتقاسم معها كل حالاته ولم يتوقف عند ذلك بل أخذه طموحه للخوض في بحر الموسيقا وعلومها ليوسع دائرة معارفه ومهاراته الموسيقية مكملا دراسته في مجال الإرشاد النفسي .
عائلة فنية
وعن بداياته و سر تعلقه بآلة الناي ونشاطاته الموسيقية حدثنا قائلا : نشأت في عائلة فنية تهتم بالموسيقا وقد تلقيت الدعم و التشجيع الكافي من أفراد عائلتي وخصوصا من والدي وكان أخي يعشق ويحب سماعها ويمتلك معرفة واسعة في هذا المجال, وهذا الجو الموسيقي اثر بشخصيتي وزرع حب الموسيقا في نفسي وساهم في صقل موهبتي وتوسيعها وقادني تدريجيا إلى تعلم العزف على آلة الناي و تعلم أصول وقواعد الموسيقا، فشغفي بالموسيقا كان الدافع القوي لتحقيق النجاح ووصولي إلى هذه المرحلة .
فقد بدأت العزف منذ كنت في الثانية عشرة من عمري و أحببت آلة الناي كثيرا، وبعد أن أنهيت دراستي الثانوية انتقلت لدراسة الموسيقا في دمشق فتخرجت من معهد شبيبة الأسد للموسيقا بدرجة ممتاز وبشهادة خبرة على آلة الناي كما درست في معهد صلحي الوادي للموسيقا وتخرجت بدرجة ممتاز وأيضا درست الصولفيج وتتلمذت على يد الآنسة كارون باغبودريان ومن خلال تجربتي الموسيقية كان هناك بعض الصعوبات التي واجهتني خلال مسيرتي الموسيقية وهي الاختلاف في مستوى التدريس الذي تلقيته و هذا ما لمسته من خلال تجربتي .
اختلاف كبير
وعن سبب اختياره لآلة الناي من دون الآلات الموسيقية الأخرى قال : لدي عشق لايوصف بيني وبين هذه الآلة الساحرة التي تكاد أن تكون قطعة من جسدي؛ فصوتها جميل للغاية بالإضافة لعذوبته ونقائه ، كل هذه العوامل جذبتني ودفعتني إلى تعلم العزف عليها وكشف أسرارها
. ورأيت بهذه الآلة اختلافا كبير ا يختلف عن بقية الآلات و اخترتها لما تملكه من شجن وحنين ، كما أنها تعبر عما في داخلي من مشاعر وأحاسيس أترجمها بجمل موسيقية وما يميز هذه الآلة أيضا أنها لا تأخذ فقط من مشاعر الحزن بطابعها كعزف بل أيضا تأخذ منحى الفرح وطابع السعادة .
من الأنشطة الرائعة
وعن مقومات العازف الناجح قال :عزف الناي يعتبر من الأنشطة الموسيقية الرائعة وعلى العازف أن يتوفر فيه شروط مناسبة منها كيفية وضع الأصابع بطريقة صحيحة على الناي وهي خطوة في غاية الأهمية ويجب على العازف إتقانها من اجل الحصول على اللحن المطلوب وكل عازف لا تتوفر فيه هذه الشروط لا يمكن أن يعتمد كعازف ماهر لهذه الآلة الساحرة والتعامل مع آلة الناي دقيق جدا ويتطلب من العازف الدقة .
وعن نشاطاته الموسيقية قال :من نشاطاتي الموسيقية السابقة أنني كنت عضوا في فرقة الفنان عاصي الحلاني في عام 2015 وعضو في فرقة نبض الموسيقية في دمشق .
وعن أهمية الموسيقا في حياتنا قال :تكمن أهمية الموسيقا في حياتنا بأنها غذاء للروح والنفس ونحن بحاجة لسماعها دائما سواء في أوقات الفرح أو الحزن.
كما أنها تترجم أفكار العازف بجمل موسيقية نستطيع من خلالها الولوج لقلب المستمع والعكس صحيح ،والموسيقا الحالية برأيي تقسم إلى قسمين القسم الأول الموسيقا الشعبية والتي يتجه اليها الجمهور في وقتنا الحالي التي تعتمد على الإيقاع، أما القسم الثاني وهو الموسيقا الراقية أو ما نسميها الموسيقا الكلاسيكية الشرقية واقصد بالقديم أي الموسيقا التي كانت سائدة في فترات زمنية من خلال سماع فيروز وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي ونصري شمس الدين ونجاة الصغيرة الخ من عمالقة الطرب القديم ، وهذا النوع يتجه إليه الشباب الذي يمتلك ذائقة موسيقية ويهمه الكلمة واللحن و يخلط بين الحداثة الموسيقية وقدمها والموسيقي الذي يستمع لهذه القامات الفنية الغنية بالثقافة الموسيقية حتما سينعكس على تطور مستواه الموسيقي وهذه الموسيقا الراقية تعكس المستوى العام للذوق والموهبة والإبداع الذي كان موجوداً في السابق المستوى الذي لم يعد موجوداً الآن .
فرصة مناسبة
وعن طموحاته المستقبلية قال :طموحاتي كبيرة وأتمنى ان أصل إلى العالمية وأرافق آلة الناي على اكبر خشبات المسارح و أمل أن أجد الفرصة المناسبة التي تساهم في إبراز موهبتي وطاقتي وإمكانياتي الموسيقية .