تنتظر الكثير من الأسر حتى منتصف هذا الشهر لتبدأ مؤونة” المكدوس” لظنهم أن الأسعار ستنخفض كما كانت تكثر الأقاويل حول انخفاض الأسعار لبعض السلع، لكنهم صدموا بأن الأسعار بقيت على حالها لمعظم المكونات، وارتفعت أكثر لبعضها، وأهمها زيت الزيتون وحشوة المكدوس (وفليفلة وجوز ولوز وووو)
“العروبة ” استطلعت آراء السيدات حول مدى تمكنهن من صناعة مؤونة المكدوس التي اعتدن عليها في كل عام أم الاقتصار على كميات محددة وربما الاستغناء عنها .. فكانت اللقاءات التالية..
تقول أم مصطفى إنها قامت بحساب التكاليف بالورقة والقلم ابتداء من ثمن كيلو الباذنجان 2500 – 3000 ليرة نوع (الحمصي) أي 10 كغ 25-30 ألف ليرة، وكيلو الفليفلة 6000-7000 آلاف ونحتاج إلى 7 كيلو بسعر 42 ألف ليرة إضافة إلى أوقية لوز بسعر 35 ألف ليرة، وليتر زيت نباتي بسعر 23 ألف إضافة إلى أوقية ثوم بسعر 6000 ليرة أي تصل كلفة تحضير 10 كيلو باذنجان إلى أكثر من 120 ألف ليرة دون حساب تكلفة الغاز اللازمة لسلق الباذنجان .
السيدة إسعاف قالت : الغلاء حرمنا من معظم أصناف المؤونة وليس المكدوس فقط والذي كان بمتناول يد العائلات الفقيرة واليوم نحن غير قادرين على صناعته…
وأضافت : لقد أجلت همي مع المكدوس حتى انتهاء همّ المدارس، أملاً بانخفاض سعر الباذنجان والفليفلة وغيرها من المكونات…
السيدة ثراء أشارت أنها اضطرت لتقليل حشوة المكدوس بسبب ارتفاع التكاليف، واستعاضت عن الجوز بوضع( اللوز المكسر) كون سعره أقل من اللوز العادي… مشيرة أن الأسر باتت تجد حلولا أرخص لكنها تبقى بعيدة عن متناول شرائح واسعة من الأسر، حيث يستخدم البعض الفستق وهو رخيص نسيباً ويتراوح بين 40 – 50 ألف ليرة، وأضافت : أصبحنا نستخدم الزيت النباتي بدل زيت الزيتون بسعر 25 ألف ليرة للتر، ونشتري الفليفلة الحمراء ونطحنها وننشفها بالمنزل مما يخفف علينا قليلا من التكاليف المادية …
السيدة ريم قالت :كنت أضع 50 كيلو من الباذنجان مؤونة مكدوس مع 23 كيلو فليفلة لكن الآن الظروف لاتسمح بهذه الكمية إطلاقا… كوني معتادة على نوع الباذنجان الأبيض (بذرة مصرية) وحاليا وصل سعر الكيلو الباذنجان إلى 3500 ليرة، وأي أسرة تحتاج على الأقل إلى 25 كيلو ، وهذه الكمية بعد السلق والكبس تنخفض إلى نحو 6 كغ تقريبا ، منوهة أنه حاليا يباع الكيلو المسلوق والمكبوس الجاهز للحشو مابين 32 – 45ألف ليرة ، وهذا الخيار متاح أمام الأسر الميسورة فقط .
السيدة أم مهند قالت : دائما وفي مثل هذه الأيام نعيش هاجس المؤونة الشتوية والسعي لتأمينها في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد وصعوبة تأمين ثمنها بالنسبة للكثير من العائلات التي تحرص على تواجد أنواع من المؤونة اعتادت وجودها كل شتاء وخاصة المكدوس وأكدت أن زيادة أسعار مكونات المكدوس حرمت معظم الأسر من تواجده على موائدهم.. والبعض الآخر اكتفى بكميات قليلة حتى لا يحرم أفراد الأسرة منها…
أحد الباعة قال : مازال الطلب على الباذنجان ضعيفا قياسا للعام الماضي وبكميات صغيرة بسبب الغلاء فقد باع كيلو الباذنجان العام الماضي بـ800 ليرة واليوم أدنى نوع باذنجان يبدأ من 1800 حتى 2800 في حال الفرز وكذلك الفليفلة والثوم ارتفعت بفارق كبير مما خفف إقبال المشترين.
بقي أن نقول:
احتل المكدوس لسنوات عديدة صدارة الأطباق على الإفطار للأسر وكانت مؤونة الطلاب في سكنهم الجامعي (ونحن منهم) مصدر تباهي لنا بطريقة صنع أمهاتنا له.. لذلك نحمل في ذاكرتنا مخزونا رائعا عن تلك الأيام لكن للأسف مع ارتفاع التكاليف باستمرار سيغيب عن موائد الكثيرين لكنه سيبقى الطبق الأشهى على الإطلاق…
بشرى عنقة