صعوبات عديدة تعترض مربي النحل في حمص .. عزوف عدد كبير منهم وابتعادهم عن المهنة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج .. القوة الشرائية ضعيفة والأسعار لا تتناسب مع دخل المواطن..

أصناف جيدة من العسل  تمكن مربو النحل في حمص من إنتاجها وبأسعار تتراوح بين  150 و  200  ألف ل.س للكيلو الواحد لكن الإقبال على الشراء ضعيف بسبب الوضع الاقتصادي للمواطنين والذي يجعلهم يغضون النظر عن شراء مادة غذائية مهمة ..

رئيسة دائرة الوقاية بزراعة حمص الدكتورة محاسن السليمان ذكرت أن للدائرة  دوراً هاماً  في متابعة أمور النحالين في المحافظة من خلال تنظيم الدورات في مركز التدريب والتأهيل واللقاء  بهم والاستماع لاستفساراتهم حول تربية النحل وأمراضه وكيفية معالجتها بأفضل الطرق والحد منها قدر الإمكان ,إضافة إلى القيام بجولات ميدانية مستمرة للقاء النحالين من خلال الارشاديات الزراعية وتقديم الإرشادات والنصائح الضرورية حول تربية النحل ..

وبينت الدكتورة سليمان أن أعداد النحالين في المحافظة يبلغ حوالي 11000 نحال ..

وأكدت أن أسعار العسل الرائجة في الأسواق وسطياً تصل إلى 125 ألف ليرة للكيلو الغرام الواحد والاعتماد  على المخابر في جامعة البعث لتحليل العسل للتأكد من جودته

وتحدثت عن بعض طرق العلاج للأمراض التي تصيب النحل ومنها مرض النوزيما ويعالج عن طريق إضافة منقوع النباتات العطرية كالشيح أو الزعتر البري مع التغذية إضافة إلى مرض طفيل الفاروا والذي  يكافح بشكل دوري عن طريق إجراء الاختبار لتحديد شدة الإصابة بالشرائح الصينية ( الفلوفلينات) أو شرائح الزيوت العطرية ..

 المهندس ماهر الكردي يعمل في مجال تربية النحل بين لـ “العروبة” أن عدد مربي النحل تراجع خلال الأعوام الماضية ووصلت نسبة العازفين  عن التربية إلى 50% على مستوى المحافظة لأسباب عديدة أهمها ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل عام من أجور نقل خلال فترات المراعي وارتفاع أسعار الخلايا الخشبية والمواد الأولية والأدوية وحدوث حالات سرقة للخلايا في بعض المناطق كلها أسباب أدت  إلى عزوف الكثير من النحالين عن التربية مما ينعكس سلباً على الإنتاج ويؤدي لارتفاع سعر المنتج علما أن كلفة الخلية كاملة تصل إلى ما يقارب مليوني ليرة  والقدرة الشرائية لدى المواطن ضعيفة نتيجة الدخل الضعيف ..

وبين الكردي أن سعر الكيلو الغرام الواحد من العسل يتراوح بين 150 و 200  ألف ليرة ويختلف بين محافظة وأخرى وذلك حسب النوع وكلفة المنتج  ..

أما فيما يخص الأدوية أكد  الكردي  أنها غير متوفرة في الأسواق وإن توفرت تكون غير فعالة لذلك نناشد المربين استخدام الأدوية ذات المصدر الموثوق ..

وعن فترات المراعي أوضح الكردي أنها تنقسم إلى ثلاثة مراحل الأولى تبدأ من شهر شباط لغاية شهر نيسان بإنتاج عسل الحمضيات ويقصد هنا مربو مناطق الساحل لتوفر المراعي..

أما المرحلة الثانية تبدأ  من شهر نيسان وحتى بداية حزيران بإنتاج الخلايا لعسل اليانسون في منطقة حوض العاصي ,في حين تبدأ المرحلة الثالثة من شهر حزيران حتى شهر آب تنتج الخلايا عسل الشوكيات التي تتوفر في المنطقة الشرقية من محافظة حمص وحماة,بعدها يكون القرار للمربي باختيار المنطقة لتمركز خلايا النحل بعد الشهر الثامن من العام .

وأكد الكردي أنه بعد كل ذلك العناء للمربين تأتي معضلة التسويق فالأسعار لا تتناسب مع الكلفة أحيانا لأسباب عديدة تتعلق بنوعية  إنتاج الخلية للعسل  وجودة المراعي ونوع النحل لدى المربي مما يؤدي إلى العزوف عن التربية لدى الكثير من المربين ..

أخيراً  ..

 كان لمحافظة حمص مرتبة متقدمة في إنتاج العسل بمختلف أنواعه ولظروف كثيرة “استعرضناها في تقريرنا” تراجعت كميات الإنتاج بشكل كبير فهل ستشهد تربية النحل اهتماماً ودعماً يعيد لها ألقها ؟

محمد بلول

المزيد...
آخر الأخبار