صاحب ومؤسس الديوان السوري المفتوح يكتب القصة القصيرة، والمقالة الأدبية، والنقدية وله مؤلفات مسرحية، والقصة القصيرة جدا، والمقالة الأدبية والنقدية وذلك بلغة دافئة.
يكتب بالدوريات والصحف الأدبية الورقية والإلكترونية إنه الشاعر حسن إبراهيم سمعون الذي التقيناه وأجرينا معه الحوار التالي.
ولدى سؤالنا الذي لابد منه عن البدايات التي تصنع الشاعر قال:
أنا من جيل كان يتباهى بما يعرف من معلومات وما يحفظ من الشعر وعواصم العالم وأسماء الأنهار والجبال وكان سقف أحلامنا راديو “ترانزيستور” لنستمع إلى أم كلثوم وبعض البرامج الإذاعية وواكب ذلك الجيل تنامي الشعور القومي و حركات المقاومة العالمية والوطنية فكان من الطبيعي أن أتأثر بهذا الجو خاصة وإن والدي رحمه الله كان من رجال الجيش العربي السوري فكان ملتزماً بقيم نضالية ….
كنت في الصف الثالث الابتدائي حيث أسند لي المعلم دورا في مسرحية قدمتها المدرسة بمناسبة استقلال الجزائر وشعرت عندها بتميز ما دفعني للاهتمام وكنت منتسبا لفوج الكشافة أيضا … أستطيع القول إنها بدايات شعور وإحساس جميل يدفع أي شخص للاهتمام بموضوع الكتابة ..
كان عندي دفتر أدون فيه ما يخطر ببالي وتابعت الكتابة وخصصت لكل سنة دفترا ومازلت أحتفظ بهم ..
في عام 1972 كتبت أول نص فيه ملامح شعرية وبعدها بعامين كنا قد تعلمنا العروض في الأول ثانوي وشدتني جدا هذه الموسيقا فصرت أكتب شذرات وأبيات … وبدأ اهتمامي بالعروض واستمرت الحال أكتب و أؤرشف ولم أفكر يوما بالنشر لأسباب عدة منها مشاغل الحياة وهموم العيش.
كنت أقرأ للأصدقاء ما أكتب وعلى النطاق الضيق حتى العام 2000 حيث انتشرت الحواسيب وتقنية الانترنت فبدأت أكتب وأنشر وفي العام 2004 أصبت بمرض قلبي فرض علي نمط من الحياة مختلف عن السابق .. فعدت إلى دفاتري ونبشتها وأعدت ضبط نصوصها وتنقيحها واقترح الأصدقاء والأهل ضرورة أن أطبع وأنشر وحدث ذلك ومازالت الرحلة مستمرة.
الشعراء والكتاب السابقون هم المنهل الغزير للشعراء الجدد يتأثر بهم الشاعر.. فقال عن ذلك:
ربما لا يوجد شاعر بعينه لكن أستطيع القول إنني تأثرت بالشعر الوطني الثوري المواكب للحركات التحررية والثورية التقدمية في أيامنا ووجدانيا وفكريا وروحيا أعجبت بشعر المكزون السنجاري و منتجب الدين العاني ومترجمات طاغور وكازانتزاكس ، كان لهؤلاء أكبر الأثر في تغذية شعري وإمداده بالموضوعات الجديدة والكلمة المعبرة و الموسيقا الجميلة
كل شاعر له أسلوبه الخاص في نسج الشعر فعن نوع الشعر الذي كتبه حدثنا قائلا:
من حيث الشكل أنظم الشعر العمودي والتفعيلة وأنواع المحكي الموزون أما من حيث المضمون فأكتب الشعر ذي الرسالة , فأنا أومن بوظيفة الشعر , ورسالته الفكرية والوجدانية الموجه للواقع الإنساني , وبضرورة أن يعكس ويصور ثقافة المجتمع وحالاته كلها على شكل بناء متكامل.
الموضوع الذي يشكل جسد القصيدة وبنيتها الفكرية له أهمية قصوى لدى الشاعر فحدثنا عنها قائلا:
كتبت في كل المواضيع الإنسانية العامة الملامسة للحقائق الكبرى من حب وخير وجمال وموت وولادة وكتبتها بواقعية بعيدا عن الفانتازيا وخاصة الوطنية منها وخلال الحرب الكونية التي شنت على سورية … الحرب فرضت على الأدب عموما قاموسا ومعجما لم يكن مطروقا وطرحت مفردات جديدة.
ولتاريخ سورية دور وخصوصية لدى الشاعر الذي قال:
أعشق تاريخنا السوري وأعتز به وقلما يخلو نص لي من تناص تاريخي مع أوابد سورية نفسه فنحن السوريين لدينا مانفخر به
وللمكان حيز في قصائده فقال : أنا من الذين يتوحدون مع المكان ويتماهون فيه باندماج مع المحيط وأشعر بأن المكان له حيثية روحية كذلك مفردات المكان وموجوداته وأستطيع الشعور بها وكأنها تخاطبني وتحدثني أي أقوم بأنسنتها
وتابع: أنا من عشاق الأساطير والملاحم وأمضيت وقتا طويلا بقراءتها فالأسطورة أرقى ما أنتجه العقل الإنساني الأول وضمنها وحملها أمانيه وأحلامه وتساؤلاته ولي نصوص كثيرة يتخللها تناص مع الأساطير وخاصة الميثيالوجيا السورية.
يذكر أن للشاعر حسن سمعون عدد من الدواوين الشعرية منها: إمضاء على الشاهد, مقامات التاسوعاء، قصار الصور، وله عدد من الدواوين المشتركة مع بعض الشعراء العرب والسوريين في الداخل والمهجر ومنها : رثاية النور، و مدي المواويل في تأبين الأديب طلعت سقيرق.
وهو مؤسس وصاحب مشروع الديوان السوري المفتوح الذي صدر الجزء الأول منه عام 2016 وضم شعراء من جنسيات عربية متعددة تغنت بسورية.
عفاف حلاس