آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية تذهب هدراً , كونها تفتقر الى أهم شريان من شرايين الحياة ألا وهي الطرقات الزراعية الرئيسية والفرعية وأخص بالذكر تلك الأراضي الموجودة على كتف المرتفعات الجبلية الوعرة والبعيدة عن مساكن المزارعين ..
إذ أن الأفكار تتوارد وتذهب يميناً وشمالاً وبشكل سلبي بسبب الصعوبة في الوصول إليها عن طريق السيارات لنقل الإنتاج الى الأسواق المحلية الموسمية هذا إذا ماظلت المنتجات بخير الى وقت القطاف أما إذا حدث حريق ما تتصاعد حدته فتتحول الأراضي الى مساحات سوداء قاحلة..
كون الفلاح يحاول شق طريقه وسط النيران بالمعاول وبالأدوات اليدوية البدائية ليزيل أكوام الحجارة والأشواك المتربصة في الطريق يلاقي خلال هذه العملية صعوبات جمة لتتم عملية الإطفاء ببطء شديد يشبه دبيب السلحفاة وذلك لصعوبة وصول سيارات الإطفاء الى تلك الأراضي المعزولة , ليقضي الحريق على جل المساحات الخصبة والصالحة للزراعة والتي كانت تمد الفلاح بسبل عيشه فتتحول الى أرض بور وكتلة رماد تجعل فرائص الفلاح ترتعد لضياع مجهود عام كامل كان يأمل خلاله بالرزق الوفير ..
كل هذه الأمور تتطلب اعادة النظر بالمخططات الزراعية بالسرعة القصوى وتشكيل لجان تضع مخططات طرقية زراعية قيد التنفيذ وبطريقة جديدة ومدروسة ويلغون خلالها الطرقات القديمة التي رسمتها حوافر الدواب وأرجل الفلاحين والذي كان الفلاح يحمل على ظهورالحمير منتوجاته ..
فإذا ما حصل ذلك فسنشهد تحسناً اقتصادياً ومعيشياً لمئات بل لآلاف المزارعين الذين يخسرون مواسمهم أو هم لا يزرعونها أصلاً بسبب الصعوبة في الوصول إليها راجلين
هذا مطلب محق ينظر إليه المزارع ولسان حاله يلهج بالدعاء لتدخل الطمأنينة الى قلبه الواجف ولتقديم حياة لائقة به بدل أن يصغي بقلق دائم الى صوت الطبيعة القاسي ويخشاه ..
فدعم الفلاح بكافة الطرق واحد من المقومات الاجتماعية والاقتصادية في مواجهة الفقر والحاجة والبطالة .
نرجو من مجالس البلدات متابعة هذه القضايا الهامة التي تقع على كاهلهم وعليهم تحمل مسؤولياتهم تجاهها …
عفاف حلاس
المزيد...