نقطة على السطر …سوريا الكرامة والحرية

لعل أكثر ما جمع السوريين ووحد كلمتهم في تأييد ودعم الثورة السورية هو إسقاط حكم الطاغية  الديكتاتور المجرم بشار الأسد وتخليصهم من حقبة عم فيها الفساد والخراب والدمار، ولم ينج فيها البشر ولا الحجر، وهذا الانجاز التاريخي سيبقى ديناً  في أعناقنا إلى أمد يثبت فيه الجميع أنهم شعب يستحق كل هذه التضحيات وبأنهم أهل للحرية والتي هي حق وليس ترفاً أو رفاهية ..
ومعلوم كيف أن هذا الحق ” الحرية ” تشوه معناها كلياً زمن الطاغية فإما أن تكون معنا أو نكون ضدك، حرفيا ، وبالنهاية ، الشعب السوري بمكوناته جميعاً (مع أو ضد ) خرج منهكا ، خاسرا  لأمانه واطمئنانه، مشرداً بغربته، مكبلا  بأوجاعه ومثقلا  بالفقر والقهر والعوز….
وبين الأمس واليوم كانت الولادة  ميلاد سوريا الحرة، سوريا الأسطورة ، سورية “طائر الفينيق” نهضت  من تحت الركام في انبعاث جديد .. لتصنع من الألم قوة ومن الأمل هدفاً بحياة جديدة يسودها الأمن والسلام …
لحظة مفصلية في حياتنا كسوريين، متفقون أو مختلفون في بعض التفاصيل لكن يبقى الوجع واحداً، وبالإرادة القوية والإدارة الذكية نتخطى آلامنا ونضمد جراحنا، فندوب أربعة عشر عاماً من حصار وجوع وعقوبات وذل ، بين ضحية وجلاد ، ليس بالسهل تخطيها أو محوها بسهولة , ما يجمعنا إنسانيتنا وانتماؤنا لهذه الأرض فلنجسدهما بأجمل ما فيهما من وئام والتئام وسلام …
كلمة تبني وكلمة تهدم ،  أربعة عشر عاماً كانت درساً لنا وكفيلة بجعل كل واحد فينا محللاً ومتابعاً من الدرجة الأولى، نعرف حق المعرفة من له مصلحة في التجييش والتأجيج الطائفي والهدم لا الإصلاح .
من خسر امتيازاته وتضررت مصالحه، أصحاب النفوس الضعيفة والكسب غير المشروع، هؤلاء لا يروق لهم أن تقوم لسوريا قائمة ، وشعارهم        ” فرق تسد” يتعارض مع النهوض والتعافي و التشاركية في بناء الوطن …
والنعيق الذي نسمعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخطابات الكراهية والإقصاء هذا كله موظف لضرب وحدتنا وتفكيك نسيجنا الاجتماعي،  وبث الفرقة والاقتتال بين مكونات الشعب السوري ..
الكلمة أمانة، وحري بنا أن نكون على قدر من الوعي والمسؤولية في الحفاظ على السلم الأهلي والمحافظة على استقرار ورفعة بلدنا ،وسيبقى نهوض البلد وبنائه هاجس الأحرار، فلنكن أهلاً للثقة وقلباً واحداً في سوريا الوطن , سوريا الكرامة والحرية .

حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار