حملة « سوا بترجع أحلى» التطوعية .. تنظيف وتجميل مدخل حمص الشمالي ….غرس ثقافة العمل التطوعي في نفوس الشباب وحثهم على القيام بواجبهم تجاه وطنهم

انطلقت في شهر آب حملة « سوا بترجع أحلى» التطوعية والتي استمرت مدة عشرة أيام قام فيها الشباب المتطوعون بتنظيف و تزيين مدخل مدينة حمص الشمالي لإعادة المظهر الحضاري إلى المنطقة التي طالها الإرهاب و خربتها اليد المجرمة خلال سنوات الحرب على سورية. ..
حول هذه الحملة والنشاطات والمهام التي نفذت كان لجريدة العروبة جولة ميدانية أجرينا خلالها جملة من اللقاءات مع المشاركين في هذه الحملة تعرفنا فيها عن دور هذه النشاطات في تعزيز الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وأهمية العمل الجماعي في إعادة إعماره …

نفض غبار الحرب
التقينا علي عباس عضو قيادة منظمة شبيبة الثورة الذي أوضح أن هذه الحملة التطوعية امتدت على ساحات الوطن و بدأت مؤخرا في محافظة حمص بمشاركة مئات المتطوعين الذين جاؤوا من مختلف المناطق لافتا إلى أن العمل تطوعي يشمل تنظيف مدخل حمص الشمالي بدءاً من عقدة تير معلة و حتى دوار المطاحن على جانبي الطريق و يتضمن إزالة الأعشاب وتنظيف الطرقات و ترحيل الأنقاض من مخلفات الإرهاب في المنطقة …
وأكد : أن الشباب المشاركين يعملون بحماس كبير وهمة عالية و أن هذه الحملة بدأت بمئات المشاركين و من المتوقع أن تنتهي بآلاف المتطوعين ، وهذا ما أثبته الواقع فيما بعد وعلى مدار الأيام التالية للحملة.
وأضاف: للحملة هدفان الأول هو غرس ثقافة العمل التطوعي عند الشباب و الثاني مساهمة هؤلاء الشباب بإعادة الإعمار ونفض غبار الحرب عن سورية .

توازياً مع انتصارات الجيش
عمر العاروب رئيس المكتب التطوعي العام بالاتحاد الوطني لطلبة سورية قال: حملة « سوا بترجع أحلى» حملة وطنية تطوعية انطلقت في صيف 2018 في عدة مناطق من سورية و خلال العام الحالي انطلقت في دمشق و ريف دمشق حيث تم تجميل مدخل دمشق الشمالي بطول 10 كيلومتر و المحطة الثانية في هذا الصيف هي محافظة حمص و قد بدأنا بتجميل وتنظيف المدخل الشمالي للمدينة هذا المدخل الذي بقي مغلقا لفترة طويلة بفعل الإرهاب و اليوم بعد أن طهر الجيش العربي السوري هذه المناطق وفتح الطريق ، جئنا نحن شباب سورية لنكمل ما بدأ به الجيش العربي السوري ولكي نوجه رسالة تقول: سورية ستبنى بهمة و سواعد شبابها.

حياة جديدة
المهندس باسل جوهرة من مديرية الخدمات الفنية بحمص ذكر أن المديرية شاركت في الحملة من خلال تقديم مؤازرة للعمل الطوعي الذي يدعم أي فكرة تساعد بتحسين مداخل المدن و الطرقات و إعطاء حياة جديدة بعد الحرب التي تعرضت لها بلدنا موضحا أن مشاركتهم كانت من خلال تقديم مجموعة من الآليات «تريكسات و قلابات» لإنجاز هذا العمل.

عمل جماعي وأسرة واحدة
بتول يونس – رئيسة مكتب الملتقيات والعمل الوطني – قالت : منذ بداية الحملة كان إقبال الشباب للاشتراك فيها كبيرا ويوما بعد يوم كان هناك المزيد من المتطوعين من اتحاد شبيبة الثورة واتحاد الطلبة ، وما يميز هذه الحملات التطوعية هو التعاون الكبير الذي يسود بين الشباب المتطوعين والقائمين على الحملة والمشرفين عليها وهذا يؤدي بالتالي إلى كسر الحواجز مابين هذا الفريق الذي يشكل مع نهاية كل عمل جماعي أسرة واحدة ..
وأضافت : من جانب آخر لوحظ الفرق الكبير الحاصل في المنطقة عبر تحويل الخراب والدمار فيها إلى منظر جمالي غيّر واقع المنطقة قبل الحملة وبعدها ..
وما يلفت النظر هو تعاون المجتمع المحلي مع الحملة من خلال مساعدة الأهالي للمتطوعين وخصوصا الأطفال الذين تواجدوا مع مرور الحملة من أمام سكنهم .. وأكدت أن القيام بهذه الحملة وغيرها من الأعمال والنشاطات التطوعية هو متابعة لعمل الجيش العربي السوري وانتصاراته التي نفتخر بها ونعتز ..

تضافر للجهود
مصعب بكور – عضو قيادة فرع اتحاد شبيبة الثورة – رئيس مكتب الأنشطة التربوية والرياضية قال : كلفنا بالاهتمام بالقطاع الجنوبي الممتد من دوار المطاحن إلى ثانوية ابن رشد ، وقد تضافرت جهود الشباب لإعادة البسمة والتألق إلى هذه المنطقة بعد أن دمرها وخربها الإرهاب ،أما الهدف منها فهو غرس ثقافة العمل التطوعي في نفوس الشباب وحثهم على القيام بواجبهم تجاه وطنهم أولا وتجاه هذه الحملة التي اشتركوا بها طواعية .
وأضاف : هذه الحملة اشترك بها الرفاق الشباب من كل أنحاء المحافظة ( مدينة وريف ) وكذلك من المناطق المحررة في الريف الشمالي أما العدد الإجمالي للمشاركين فقد كان في حالة تزايد يوميا ، حيث مع كل يوم جديد يشترك المزيد من الرفاق الشباب وكانت البداية في اليوم الأول مع حوالي 300 متطوع من الرفاق والرفيقات من اتحاد شبيبة الثورة واتحاد الطلبة وكان العمل على فترتين صباحية ومسائية تتخللهما استراحة يتناول فيها المشاركون وجبة غداء ويتشاركون في النشاطات والمواهب … ونحن نعتبر أن هذا العمل متابعة لانتصارات جيشنا البطل في ريفي حماة وإدلب .

متعة العمل الجماعي
ميار البارودي – عضو فرع حمص لاتحاد شبيبة الثورة – قال : بداية لابد أن نؤكد أن هذه الحملة هي حملة تطوعية – بيئية ناجحة ومتميزة ساهمت بتكريس ثقافة التطوع في عقول الشباب ونمت لديهم الأفكار التطوعية وقد اقتبس شعار الحملة وحددت أهدافها من قول السيد الرئيس بشار الأسد عندما حررت غوطة دمشق من رجس الإرهاب : « سوا منعمرها» وشعار الحملة « سوا بترجع أحلى» وستبقى سورية عامرة بالفرح والانتصارات ، بهمة الشباب الوطني المندفع فقد توافد الشباب للاشتراك بالحملة بأعداد جيدة وكان في كل يوم يتزايد العدد وذلك بسبب المتعة بالعمل الجماعي المشترك والنتائج الجميلة التي تحققت ، و نتيجة هذه الحملة تكونت بين مجموعات الشباب المشاركين حالة اجتماعية ترابطية رائعة.
وأضاف : من الجميل جدا أن يكون لدينا هذا الفكر التطوعي والنشاط الدائم والمتميز من قبل الجيل الصاعد لتجميل هذه المدينة التي صمدت 8 سنوات بوجه الإرهاب ، وهي حاليا آمنة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري البطل .

رسالة حقيقية
نهاد طهماز- عضو قيادة فرع حمص لاتحاد شبيبة الثورة – رئيسة مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية قالت : تعتبر هذه الحملة تجسيدا للانتصار الكبير الذي حققه الجيش في سورية وتطهير الأرض السورية من الإرهاب ، وهي فرصة ومساحة جيدة ليعيش الشباب مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم ووطنهم ، أيضا تعتبر رسالة حقيقية وحاسمة لكل من أراد أن يضرب وحدتنا الوطنية , بأن شباب هذا الوطن صامدون ومصممون على إعادة إعمار بلدهم , لذلك انطلقت الحملة بكافة المحافظات السورية التي تحررت من الإرهاب .
وأضافت : أما ما يخص الحملة بحمص فقد تميزت بالحالة الاجتماعية التي يعيشها الشباب مع بعضهم وهي بذلك ليست تجميل للمدينة فقط بل تجميل للعلاقات الاجتماعية التي يسودها التعاون والألفة والمحبة ، وأشارت إلى أن الحملة قسمت المتطوعين إلى عدة فرق وكان فريقنا ضمن فرقة المعلوماتية والإعلام وهو مؤلف من عدد من الرفاق والرفيقات مهمتهم – بالإضافة للعمل ضمن الحملة – هي توثيق نشاطات الحملة إعلاميا ومعلوماتيا أي تشكيل « داتا» لكل جهة أو هيئة مشاركة في هذه الحملة ، بالإضافة لوضع برامج لحضور وتواجد الشباب المتطوعين ، وتوثيق كل الأعمال ، وقد قمنا بالمشاركة بوضع اللمسات الأخيرة مع نهاية الحملة «دهان الأرصفة , وتعليق صور لشعارات الحملة .»
منوهة بأن : الحملة ستتابع في باقي المحافظات فهذا العام كانت في دمشق وريفها وحمص وربما تستكمل في حلب ، والشيء المميز هو اندفاع الشباب ورغبتهم بالقيام بأعمال لم يقوموا بها من قبل كطلاء الأطاريف في الشوارع وتقليم الأشجار … وهذا لم يمنعهم من الاستمتاع بوقتهم وخاصة بأوقات الاستراحة ما بين الفترتين حيث مارسوا هواياتهم وبعض الأنشطة الفنية والحوارية والثقافية ..

حملة تنموية
زاهر يازجي قال : هذه الحملة هي حملة تنموية تستهدف كل المحافظات السورية ، وأول تجربة كانت في مدينة حلب وقد استهدفت المناطق التي تم تحريرها من قبل أبطال الجيش العربي السوري لمحو آثار الإرهابيين في المناطق المحررة ، ثم امتدت الحملة إلى دمشق وريف دمشق واليوم وصلت إلى حمص..
وأضاف : تستهدف الحملة مدخل حمص الشمالي لأن هذه المنطقة تعرضت للتخريب على يد العصابات الإرهابية التي كانت تسيطر على كامل الطريق وتعيث فيه فسادا وقد تم دحرها من قبل أبطال الجيش ,لذلك فكل متطوع في هذه الحملة يعتبر أنه يتابع ويستكمل ما قام به الجيش من عمليات عسكرية لإعادة الحياة إلى هذا الطريق وهو من عقدة تير معلة إلى دوار المطاحن وبمسافة (10) كم على جانبي الطريق.
وأكد : أن ما تم القيام به هو رسالة هامة للشباب المتطوعين يؤكدون فيها أنهم مع الجيش العربي السوري تحت راية قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ، وقد أخذوا أدوارهم في هذه الحملة التنموية ضمن خطة إعادة الإعمار .

تجسيد للوحدة الوطنية
شعيب الخضر – أمين رابطة الرقامة الشبيبية ، مسؤول الآليات والإقامة في الحملة قال : هناك علاقة تشاركية مع جهات القطاع العام التي قامت بتقديم آليات النقل العادية والثقيلة ، وتقديم كافة التسهيلات والاحتياجات في مقر الحملة وكذلك تقديم وجبات الطعام عن طريق مطعم صحي ضمن الحملة حيث يتناول الرفاق والرفيقات المشاركين وجبات الطعام ضمن الخيمة التي تجسد الوحدة الوطنية حيث يجتمع تحتها كل المشاركين بالحملة من قياديين ومشرفين ورفاق متطوعين . ..

مع المتطوعين الشباب
معظم من التقيناهم كانوا سعداء بمشاركتهم في هذه الحملة التي اعتبروها واجبا وطنيا عليهم واحتفالا بانتصارات الجيش ومهمة مقدسة وخطوة صحيحة في طريق إعادة الإعمار.
جعفر علي – طالب ثانوي قال : الحملة كانت بمثابة حلم انتظرته طويلا فأنا في الفريق الإعلامي وأنا أحب مهنة الإعلام وجاءت الفرصة من خلال توثيق الحملة عبر أفلام قصيرة للأعمال والنشاطات التي نفذت ، وقد أتاحت لي هذه المشاركة التعرف على أشخاص موهوبين بنفس الاختصاص فتبادلنا الخبرات وشكلنا فريقا وتعاهدنا أن نكمل بعد الحملة ما بدأناه لننمي موهبتنا ونخدم بلدنا .
شيراز المحمد – طالبة جامعية قالت : دائما أعمل مع الشباب ومن خلال دراستي أخطط لأنشطة تلبي احتياجاتهم , وبمشاركتي هذه أستطيع التعرف على متطلبات المجتمع الذي أعيش فيه وخاصة بمرحلة إعادة الإعمار.
يارا أبو هواش – طالبة ثانوي قالت : الحرب الإرهابية التي عشناها جعلتنا نغير طريقة تفكيرنا في الكثير من الأمور , وبهذه الحملة جاءت الفرصة للتعرف على طريقة تفكير الأشخاص بشكل حقيقي ، وأهم فائدة لهذه الحملة هي الحالة الاجتماعية الرائعة التي عشناها لذلك نؤكد « سوا بترجع أحلى».
ثائر – طالب هندسة معلوماتية سنة خامسة قال : عندما رأيت إعلان الحملة اعتقدت أنني لا أستطيع المشاركة فيها , ولكن عندما علمت أن هناك جانبا معلوماتيا فرحت لأنه سيكون لي دور وأقدم أشياء مهمة وجيدة للحملة .وأضاف : لقد عملت بمتعة فأنا متطوع أولا وأمارس اختصاصي مع هوايتي معا.

سورية ستعود أفضل
عدد من المتطوعين قالوا : لقد ساهمنا في إزالة آثار الحرب عن وطننا ومدينتنا ورسمنا صورة جميلة تليق بسورية.. وأوضحوا أن مشاركة شباب سورية في حملة “سوا بترجع أحلى” تأكيد أن سورية ستعود أفضل بفضل الانتماء الوطني لشعبها, وبينوا أنه لا بد من إعادة الحياة إلى مدننا و إنجاز أعمال تطوعية ومنها المشاركة بمثل هذه الحملة الوطنية التي تستهدف معظم المحافظات لإعادة ألقها وبريقها.

متابعة منار الناعمة

المزيد...
آخر الأخبار