حي الشماس… من الأحياء المنسية رغم الكثافة السكانية الأهالي يرمون أكياس القمامة في الشوارع لعدم وجود حاويات

حي الشماس من الأحياء الكبيرة والمكتظة سكانياً ، وبنفس الوقت من الأحياء المنسية من الخدمات رغم شكاوى قاطنيه المتكررة إلى الجهات المعنية , لكن دون جدوى ، فهل من المعقول أن تبقى شوارع هذا الحي ترابية رغم موقعه في مدخل حمص الجنوبي ، بالإضافة إلى سوء واقع النظافة لعدم وجود حاويات لجمع أكياس القمامة فيها ومن ثم ترحيلها ، وصعوبات أخرى كثيرة يعاني منها السكان ، وللإطلاع على الواقع الخدمي في الحي , التقينا المختار عبد السلام طعمة وبعض الأهالي ليحدثونا أكثر عن معاناتهم اليومية مع نقص الخدمات ……
يقول المختار: يمتد حي الشماس شرقاً من طريق الشام وصولاً إلى سكة القطار غرباً ، وشمالاً يحده حي المخيم ، وصولا ( لمحطة الشعلة للوقود) جنوباً ويضم أحياء ( شماس 1- شماس 2 – المدينة الجامعية – المساكن الغربية ) ويبلغ عدد سكان الحي ( 16800) نسمة .الطرق ترابية
ويتابع : بالنسبة للشوارع والطرقات معظمها ترابية من جهة المدخل الجنوبي, علما أننا تواصلنا مع مجلس المدينة , وقد تم وعدنا بأن ( عقد التعبيد ) تم توقيعه من قبل شركتين هما : قطاع خاص ( لحي الشماس 1 ) وقطاع عام ( شماس 2 ) وأرسلت الضبوط إلى محافظة دمشق للمصادقة عليها ، وخلال أسبوعين ستتم المباشرة بعملية تعبيد الشوارع ، آملين أن يتم الإسراع قبل حلول فصل الشتاء .
تجمع المياه
أما عن وضع شبكة الصرف الصحي فيقول : الشبكة جيدة نوعاً ما فعمرها الزمني ما يقارب العشر سنوات ، وبما أن شوارع الشماس مائلة باتجاه الغرب ، وخاصة في فصل الشتاء ( هطول الأمطار ) فإن المياه تصب وتتجمع في ( شارع 20 ) ليتشكل الكثير من رامات المياه التي تعيق حركة السيارات والمشاة , ونأمل من مجلس المدينة تعزيل الشوايات قبل حلول فصل الشتاء تفادياً لهذه المشاكل التي تسبب معاناة حقيقية لقاطني الحي .
الأمراس مقطعة
وأضاف : بعض شوارع الحي الأمراس الكهربائية فيها مقطعة ومتشابكة ( وصلات عديدة ) وأحياناً تطول ساعات انقطاع التيار الكهربائي بسبب الأعطال ، فالوضع بشكل عام للشبكة الكهربائية سيئ ، وتواصلنا مع مدير شركة الكهرباء ، ولم يكن هناك تجاوب بشكل كامل ، ونرجو من الشركة التعاون معنا ، وذلك بإرسال بعض العمال للكشف عن الأعطال خاصة ( الأعمدة) وإصلاحها ..
إنارة سيئة
أما إنارة الشوارع فهي سيئة أيضا , علما أنه تم التواصل مع دائرة الإنارة منذ شهرين، ووعدنا ( والكلام للمختار) بأن ترسل ورشة ، للقيام بعملية الإصلاح والصيانة، ولكن للأسف بقي الحال على وضعه (حبر على ورق ) , فعلى سبيل المثال طول الشارع ( 2 كم) لا يوجد فيه إلا مصباحان فقط , ويقاس ذلك على بقية الشوارع ، بالإضافة إلى انعدام الإنارة تماما في العديد من الشوارع نهائيا .
المياه شحيحة جداً
واشتكى الأهالي من قلة مياه الشرب بشكل عام وضعف الضخ , وأشاروا إلى انعدام وصولها للمنازل الواقعة على الخط الموازي لطريق الشام ، وخاصة أبراج ( 760 – 761 ) لأنها مرتفعة ، فالمناطق المنخفضة حصتها أكبر ، والمياه تأتي ما يقارب الساعتين أو الأربع ساعات فقط في بعض الشوارع وبعضها الآخر عدد الساعات أكثر ، وكالعادة تواصلنا مع مؤسسة المياه ، ولكن حتى الآن لا جديد .
قلة المواصلات
إحدى السيدات القاطنات في الحي حدثتنا عن معاناة السكان من قلة المواصلات قائلة: نقف بشكل يومي ما بين النصف الساعة أو أكثر بانتظار باص النقل الداخلي ، أما أيام العطل ( الجمعة – السبت ) نقف ما يقارب الساعة ، ناهيك عن أن تواتر الباصات مساء يكون سيئا أو شبه معدوما، فبعد الساعة ( 9 مساء ) من الصعوبة أن نجد عدداً كافياً من الباصات بالإضافة إلى أن بعضها لا يلتزم بالخطوط المسجل عليها , إضافة إلى أن عدد الباصات قليل جداً مقارنة مع الكثافة السكانية الموجودة في الحي …
و أشارت في حديثها عن مزاجية سائقي باصات الشركة الخاصة العاملة على خطوط الحي مع الركاب وطريقة التعامل الفظة , و وتمنت من الجهات المعنية تسيير خط سرفيس بحيث يمتد من دوار الرئيس وصولا إلى دوار تدمر ..
الحدائق
و يشير المختار إلى وجود حديقة كبيرة مساحتها 16 دونما و أحواض صغيرة, و أضاف : طالبنا مجلس المدينة بتحويل ساحة الشماس إلى حديقة للاستفادة منها ، والمشكلة أن حي المدينة الجامعية و المساكن الغربية تم تنفيذهما من قبل مؤسسة الإسكان و عندما نطالب مجلس المدينة بأية خدمات للحيين كالحدائق و التزفيت مثلا يكون الرد بأنه لم يتم استلامهما من مؤسسة الإسكان, لذلك نرجو الإسراع بتسليم المرافق العامة للحيين إلى مجلس المدينة و حل المشكلة العالقة بينه وبين مؤسسة الاسكان , وتعيين حارس للحديقة الكبيرة للمحافظة على نظافتها و منعاً من حدوث بعض السلوكيات الخاطئة التي لا يحمد عقباها ..
النت معدوم
تقول إحدى السيدات : شبكة النت معدومة في الحي و قد راجعنا شركة اتصالات حمص أكثر من مرة بالإضافة إلى تواصل المختار معهم و الرد أن الكبل الرئيسي قديم و يلزمه تبديل
الكمية غير كافية
أما الغاز فوضعه مقبول بشكل عام و عدد المعتمدين ثلاثة و يوزع مرة أو مرتين شهريا أي أسبوعيا يوزع ما بين 700- 800 اسطوانة , وهذه الكمية غير كافية مقارنة مع عدد سكان الحي الكبير لذلك تمنى الأهالي زيادة مخصصات بعض المراكز بشكل أكبر و خاصة أننا على أبواب فصل الشتاء..
صهاريج كبيرة
و يتابع المختار : بالنسبة للمازوت فقد صدر قرار من مجلس المحافظة بتشغيل صهاريج المحطات سعة 6000 ليتر في عملية التوزيع , و هذا لا يناسب حي الشماس و المساكن الغربية لأن معظمها أبراج و مكتظة بالسكان لذلك نرجو إبدالها بصهاريج كبيرة الحجم سعة 24000 ليتر لاستيعاب حاجة سكان الحي من المادة ..
نقص بعدد المعتمدين
يوجد في الحي : “10 ”معتمدين لتوزيع مادة الخبز , وتمنى الأهالي زيادة عددهم نتيجة لنقص المخصصات , وعدم وصول المادة للسكان كالقاطنين في بعض الشوارع مثل “ 22-23- 24” و البناء” “28 عند المدينة الجامعية “ و ساحة البعث في المساكن الغربية حيث توزع ما يقارب الـ“2000” ربطة خبز يومياً و لا تكفي حاجة الحي, ويتم استجرار الخبز من مخبز الشركة و نوعيته سيئة جدا , أما مخبز حمص الآلي أفضل نوعاً ما , إضافة إلى مخبز خاص نوعية الرغيف فيه جيدة
لا توجد حاوية
و تحدث المختار عن معاناتهم فيما يخص القمامة والية جمعها وترحيلها قائلا : هناك مشكلة حقيقية بالنسبة للقمامة نرجو إيجاد حل لها فالسيارة تأتي يومياً الساعة “ 8” صباحاً لمرة واحدة فقط و ترحل القمامة من أمام البيوت يدوياً لعدم وجود حاويات في الحي فهل يعقل عدم تواجد حاويات و لو عدد قليل على الأقل في حي كبير كحي الشماس ناهيك عن عدم نظافة الأرصفة بسبب عدم تعاون الأهالي و رمي القمامة في أوقات محددة , الأمر الذي يساهم في تراكم القمامة أمام المنازل , ناهيك عن تزايد الحشرات و القوارض بشكل كبير بالإضافة إلى عدم رش شوارع الحي بالمبيدات الحشرية إلا نادرا ، مما يزيد الطين بلة , ولكن إلى متى هذا الاستهتار بحياة المواطنين ؟!
العيادة السنية
و يضيف يوجد لدينا مركز الشماس الصحي و المشفى المتنقل فقط , لكن المركز لا يغطي حاجة الحي و خاصة أنه يعمل وردية واحدة صباحية ونرجو إضافة وردية مسائية و تفعيل العيادة السنية فيه ..
كثافة طلابية
توجد ثلاث مدارس ابتدائية و إعدادية و ثانويتين , و الواقع مقبول بشكل عام و لكن وردتنا بعض الشكاوى من الأهالي الذين طلبوا مساعدتنا “الكلام للمختار “ عن وضع الطلاب في مدرسة “أحمد ياسين “ تحديداً الدوام الثاني فترة ما بعد الظهر الذين تكتظ بهم الشعب الصفية وأن الكادر التدريسي ضعيف فيها مما ينعكس سلبا على سير العملية التعليمية ..
قرار جديد
تحدث المختار عن معاناة أخرى للأهالي قائلا :أصدر مجلس المدينة قراراً منذ فترة مفاده تحويل ترخيص المخازن أو المحال التجارية من منزلي إلى تجاري من “ 6000” ل.س للمتر الواحد إلى “ 54000” ل.س للمتر الواحد فهل يعقل أن يتساوى حي شعبي بدفع الرسوم مع حي آخر نشط تجارياً ؟!
هموم و شجون
بعض أهالي الحي نقلوا لنا بعض الصعوبات الحياتية التي يعيشونها منها مشاكل الصرف الصحي ،أحد القاطنين يقول خط شبكة الصرف الواصل بين منزلي والمجرور سيىء جداً بسبب تراكم البحص لأنه لم يزفت بعد ، و سيدة تقول نحن نفتقر لوجود مخبز خاص بحي الشماس.
و يتابع الأهالي : منذ سنوات ونحن موعودون بتعبيد الشوارع من قبل مجلس المدينة و ما زلنا ننتظر بل على العكس تحولت عملية التعبيد من حي الشماس إلى حي آخر ..
معوقات فنية
وبالنسبة لمشكلة عدم وجود حاويات في الحي أجابنا عماد الصالح مدير النظافة بالقول : هناك مجموعة من الأحياء في حمص ومنها جزء من حي الشماس أسلوب ترحيل القمامة فيها يعتمد على طريقة الجمع المباشر وطبعاً السبب يعود إلى معوقات فنية ، كضيق الشارع ، أو وجود سوق تجاري كما في حي كرم الشامي . وبالنسبة لحي الشماس تحديداً فأغلب شوارعه ضيقة وتمتد بشكل طولاني ,الأمر الذي يعيق وضع الحاويات لرمي القمامة فيها ،بالإضافة إلى أن هناك عدد من سيدات الحي يعملن بتوضيب الخضار ضمن البيوت ( كحفر الكوسا – الباذنجان – تنقية البامياء والملوخية ) وقيامهم برمي المخلفات في الشوارع في أوقات عشوائية ، ناهيك عن عدم تعاون الأهالي في رمي الأكياس بأوقات محددة ، الأمر الذي يزيد الأمور سوءاً وخاصة في فصل الصيف .
دراسة جديدة
كما تواصلنا مع مدير النقل وهندسة المرور بمجلس مدينة حمص وائل عبيد فيما يتعلق بمشكلة شركة النقل الداخلي الخاصة ،ومعاناة أهالي الحي في الانتظار لوقت طويل ، بالإضافة إلى مزاجية بعض سائقي الباصات ، وطريقة تعاملهم مع المواطنين ، فرد علينا موضحاً : بالنسبة لعقد الشركة الخاصة سينتهي بعد خمسة شهور ، بعدها من الممكن أن تكون هناك دراسة جديدة لتأمين وسائط نقل جديدة ، ومنها تسيير سرافيس وبالنسبة لسائقي الباصات ،فأية شكوى تردنا من المواطن ،فإننا نوجه إنذاراً لسائق الباص ونرفع كتاباً بحقه لإبعاده عن العمل في الشركة .
نقص الكادر
وعن المركز الصحي للحي ، أجابنا مديره الدكتور معن الخطيب أنه لا توجد إمكانية في تفعيل الدوام المسائي ، وذلك بسبب نقص في عدد الكوادر سواء من ( مستخدمين – عناصر تمريض – أطباء) .
ومن جانب آخر وجود المشفى المتنقل الذي يعمل على مدار الساعة يعوض النقص , إضافة للمركز الصحي في المساكن الشبابية الذي يعمل مساءاً .. أما بالنسبة للعيادة السنية فخدماتها متواضعة وبسيطة جداً بسبب قدم الجهاز ، وبنفس الوقت لا توجد ميزانية كافية لشراء جهاز جديد ومع ذلك فقد جاءت رئيسة لجنة المنطقة الصحية الثانية واطلعت على الوضع الحالي للجهاز ، ووعدت بإصلاحه ، لتفعيل عمل ونشاط العيادة السنية من جديد ، وتقديم الخدمات الطبية كاملة لأهالي الحي .
رهف قمشري
تصوير : إبراهيم الحوراني

المزيد...
آخر الأخبار