قرارات غير مدروسة من جديد

إن القرارات الصادرة مؤخرا والتي تتعلق بالعملية التربوية أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها الانفصام الواضح بين القرار والواقع التعليميّ في بلدنا ، فقد أصدرت وزارة التربية قراراً بالتزام طلّاب الشهادتين الثانوية والإعداديّة بالدوام المدرسيّ حتى شهر أيار ، والتقدّم بامتحان تجريبي للترشّح باسم المدرسة ، وهذا القرار يمكن أن يكون ايجابيا و فعالا في حال توفرت الشروط و الإمكانيات اللازمة لذلك و لكن هل يستطيع الطالب مراجعة هذه المناهج الضخمة فيما تبقّى له من وقت قبل الامتحان ؟!!
وهل ستلتزم المدارس قبل الطلّاب بمراجعة الموادّ وإجراء امتحانات شفهيّة وكتابيّة مفيدة للطالب ، تغنيه عن الالتزام ببرنامج مكثّف في منزله ، وتحميه من الإرهاق والتخبّط وإضاعة الوقت ؟!!
وهل يمكن لهذا الطالب الخارق مراجعة المادة كلّها في يوم أو يومين ليتقدّم للامتحان ؟!.
وهل هناك كوادر تدريسيّة كافية لتطبيق هذه الخطّة في جميع المحافظات ؟؟
كان من الأجدر أن يطبق هذا القرار في حال الانتهاء من عمليّة تغيير المناهج ، والانتهاء من وضع أسئلة تقيّم الطالب المجتهد الذكي الذي فهم المادة .
جميعنا يدرك أن نيّة الوزارة هي تحسين واقع الطالب ومساعدته إلى أبعد الحدود ، والحدّ من الدروس الخصوصيّة وبعض الدورات التي تنهك الأهل ماليّاً و تتجاوز طاقة احتمالهم .
كلنا أمل بأن تصدر قرارات ترتبط بالواقع التعليميّ للطلّاب والمعيشيّ للمدرّسين .. وتسهم بتطوير العملية التعليمية ضمن الإمكانات المتوفرة على أرض الواقع .. نأمل
لانا قاسم

المزيد...
آخر الأخبار