تحية الصباح….الأقوَى… حِبَال «الّلاءات»!

عقول جليديّة
بِحرقة أعصابٍ كان يتحدّث، لكأنّ ما حدثَ، كان أمراً فظيعاً.. الأمر مُفادُه: أنّ «س» زار يوماً أحد أصدقائه بمنزله، جلسا داخل الحديقة.. بدايةً، لفت نظره أنّ هناك مقعدين أخضَرَين، من تلك التي نراها بالعادة في حدائقنا العامّة.. سأل: «من أين لك بهذين المقعدين يا صاحبي»؟ أجاب الصّاحِب: «إذا لم أسرقهما أنا من تلك الحديقة العامّة، التي بلا حارس، فسيسرقهما غيري بكلّ تأكيد، وما دُمتُ أسكن جوارَ الحديقة، فأنا أحقّ من غيري بسرقة المقاعد .
الأزْهار
قالوا لنا منذ نعومة أظفارنا: «ازرَعْ ولا تقطعْ»، وحين كنّا نطوف بحدائقنا العامّة بزيارة استجمام وتنفّس وراحة، كان يلفت نظرنا عبارة جميلة بِفَحواها والمضمون تقول:»الوردة بيدكَ لك، في الحديقة للجميع».. لكن ماذا عن شخصٍ مُشوّهٍ عقلياً، رآه أحدُهم، وهو يجرّ شجرة صغيرة، عبارة عن غَرْسَة متواضعة، زرعتها «مصلحة الحدائق» للتوّ، كان هذا المَوْتُور نفسياً وخلقياً، قد اقتلعها من جذورها، ليزرعها بحديقة بيته الخاص.. وحين اعترضه أحد المارّة الشّرفاء مُؤنّباً، قال المُشوّه رُوحيّاً وذوقيّاً ببلادةٍ منقطعة النظير: لقد راقت لي، فاقتلعتُها من الجذور، وهأنذا أسوقها لمنزلي كما ترى»، وأضاف لسائله بلسانٍ أعْوَج: «ثمّ ما علاقتك أنت؟ اذهب بحال سبيلك، وإلّا رأيتَ شيئاً لا يعجبك».. مضى الشخص المُعترِض، وهو يمضغ قهره النفسي، مُتمتماً: «مَنِ الجهة المعنيّة، التي يُناطُ بها أمرُ محاسبة مثل هذا المُشوَّه عقلياً ونفسياً ولفظياً ووطنياً بآنٍ معاً»؟!
غِياب النّواطير
بانزعاجٍ واضح، وقهرٍ له أنياب وأظافر، قال لِجارٍ له: والله يا صاحبي، ما لكَ عليَّ يمين، كانت الحاوية قريبة منه جدّاً، على بعد بضعة أمتار، مع هذا فقد ارْتأى جارنا العتيد الجاهل «فالح»، أنْ يخالف النّاموس الاجتماعي، وأفقَ الإحساس بالنظافة، فيرمي كيس القمامة أرضاً، وقتها تطاير كثير من محتويات الكيس البلاستيكي الشفّاف، انتشرت بالمكان رائحة مُنفّرة، تبعث على التقزّز والغثيان والامتعاض.. السؤال السّاخن بهذا السّياق: ألم تكن «الجهة المعنيّة» بالنظافة، قد أصدرت منذ سنوات أمراً، يلتزم المواطنون بموجبه، برمي فضلاتهم والقاذورات، من السابعة مساء، حتى التاسعة ليلاً، حسب منطوق ذاكرتي، فأين هي مفاعيل هذا الأمر؟ هل جفّفتها حرارة الصّيف، فأضحت «أثراً بعد عين»، وزوبعة في فنجان؟!
زمامِير السيّارات
بأسَى وحسرة قال لقريبٍ له: هل تصدّق يا «ممدوح»، أنّني حين زرتُ دولة «ماليزيا» النظيفة جداً، مدّة أحدَ عشرَ يوماً، لم أسمع زمّوراً واحداً، على الإطلاق؟ صدّق أو لا تصدّق، فالزّمور عندهم سُبّة وشتيمة ولعنة وإهانة للمشاة، ولذا لا يلجأ أيٌّ من السائقين، إلى استخدام مثل هذا الأسلوب «الدّيماغوجي» السّاقط، البعيد عنْ روح القانون، وعنْ إشراقات الذّوق العام! هل يتعلّم سائقو السيّارات في وطننا، أنّ استخدام الزمّور أمرٌ ليس من التحضّر والتمدين والأخلاق في شيء؟ ثمّ أليس استخدام الزمّور ممنوع منعاً باتّاً، بنصّ «قانون السّير الجديد»؟ وهل من عقوبة رادعة، تمنع السادة السائقين منْ تلويث آذاننا بهذه الأصوات، التي هي بالفعل مصدر رئيسي لإقلاق راحة المشاة والسكان والعجائز والأطفال والمرْضَى والجَرحَى والمُعوّقين، من الجنسين؟ اللهمّ إني قد كتبتُ، نبّهتُ، أشرتُ، هل من آذان تسمَع؟ ومن عقول «تدمَع»؟
سيّارات الإسعاف
لاستخدام زمامير ومواويل و «ويواوات» سيّارات الإسعاف المُعتبَرة، حديث ذو شجون وشؤون وعيون.. فنحن جميعاً، نرى سيّارات الإسعاف، نسمع أصواتها «المُمَوْسَقة» أنيناً وزعيقاً، حين تعبر أمامنا خطفاً، بعضها بالفعل يكون بمهمّة إسعاف حقيقية، يؤدّي السائق المحترم عمله الإنساني خلالها على خير ما يُرام.. لكنّ بعضها الآخر، يكون موضوع الإسعاف فيها خُلّبياً، أي «فالصو»، بمعنى لا يتوافر داخل السيّارة أيّ مريض، أو أيّة مريضة، بحالة إسعاف سريع.. السؤال القاهر المُوجِع المُمِضّ: لماذا تستخدم زمور سيّارتك، أيّها السّائق العتيد – العنيد، وليس فيها سوى ربطات الخبز، والخضروات، والفاكهة، والفرّوج السّاخن، وسندويتش «الشّيش أو الشّاورمة»، وما شابه.. ألمْ نتعلّم بعدُ، أنّ قيادة السيّارة – أيّة سيّارة – «ذوق وفنّ وأدب وفكر وأخلاق وتربية، وعلم نفس أيضاً»؟!

وجية حسن

المزيد...
آخر الأخبار
العريضة بريف حمص الغربي الأغزر مطرا . في احتفالية أيام الثقافة السورية .. محاضرة في  ثقافي حمص بعنوان : "الوطن في  الأدب العربي قديمه وحدي... في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة