رغيف الخبز … الأزمة المتجددة …نقص مخصصات المخابز من الدقيق انعكس سلباً على المواطن..المعتمد يتحكم بالكميات الموزعة على سكان الأحياء والوافدين

يعاني أهالي محافظة حمص من أزمة متجددة بالحصول على رغيف الخبز فهم تائهون ما بين مطرقة تشبث أصحاب الأفران بالتطبيق بشكل ٍ مزاجي لقرار ٍ عفا عليه الزمن بمنع البيع المباشر لمادة الخبز للمواطنين من الأفران وسندان مزاجية المعتمد في التعامل مع المواطنين والنقص في المخصصات اليومية للأفران « حسب ادعاء بعض أصحاب المخابز» مما تسبب بنقص في عدد الربطات المخصصة للمعتمدين لبيع الخبز للمواطنين ,وبالتالي عدم تمكن المواطن من الحصول على كفايته وعائلته من مادة الخبز الأساسية لأي أسرة ,مما دفع المواطن للتوجه نحو شراء الخبز السياحي وهو ما شكل أعباء ً مادية إضافية تثقل كاهل هذا المواطن المنهك أصلا ً من ارتفاع تكاليف الحياة نتيجة لقلة الدخل مقارنة بمتطلبات الإنفاق اليومي…

وللإطلاع على الواقع الجديد لمادة رغيف الخبز ومدى المعاناة كان لا بد من اللقاء مع مواطنين باتت هذه القضية وهاجس تأمين رغيف الخبز لعائلاهم شغلهم الشاغل..
غير مسجل لدى المعتمد
يقول المواطن خليل من حي الزهراء : سكنت في الحي منذ أشهر ، ولم أتمكن حتى الآن من الحصول على ربطة خبز من المعتمد في الحي والحجة في ذلك أن اسمي غير موجود في قوائم المسجلين من أهل الحي لدى هذا المعتمد ، ولا يمكنه بيعي ربطة خبز إلا في حال عدم استلام أحد الأهالي لمخصصاته ، وهذا أمر نادر الحدوث مما يضطرني لشراء خبز سياحي ، أو البحث مطولا ً عن معتمد آخر يوجد لديه فائض للسبب الذي ذكرته سابقا ً ، وأحيانا ً أعود بخفّي حنين من جولة تقارب الساعتين فألجأ حينها لأحد أفران الخبز السياحي والذي يعادل سعر الربطة الواحدة فيه سعر ثلاث ربطات من الخبز العادي ، وأنا ليس لدي القدرة المادية على هذا المصروف الزائد وبعد مراجعة مختار الحي قام بإرسالي لأحد المعتمدين لتسجيل اسمي وزودني بورقة ممهورة بخاتمه الدائري كإثبات ، إلا أن المعتمد أبلغني أن تسجيل اسمي يحتاج لزيادة الكمية المخصصة لي من المخبز وبالتالي زيادة مخصصاته وهو أمر صعب تطبيقه ويحتاج لموافقات ووقت طويل ، أي بقي الأمر على حاله وحالتي يوجد مثلها حالات عديدة مشابهة وأرجو إيجاد حل لهذه المشكلة .
التخفيض بسبب النقص
وقال المواطن عماد من حي العباسية : كنت اشتري يوميا ً ثلاث ربطات خبز لأسرتي من المعتمد وهو حاجتنا المستهلكة فعليا ً ، إلا أنه ومنذ فترة خفض المعتمد الكمية التي سجلت عليها إلى ربطتين يوميا ً والحجة أنه تم تخفيض كمية المخصصات التي يسلمها له صاحب المخبز بسبب تخفيض كمية الدقيق للمخابز, وربطتين غير كافية لي ولأسرتي البالغ عدد أفرادها / 7 / أشخاص خصوصا ً وأن أطفالي بحاجة لوجود سندويشات في حقائبهم عند الذهاب إلى المدرسة وهذا يزيد من الاستهلاك اليومي من المادة, فنحن بحاجة لأربع ربطات خبز في فصل الشتاء, وبالتالي فأنا مضطر للبحث مطولا ً عن حاجتي من الخبز وأحاول الحصول عليه من أحد الأفران الاحتياطية الموجودة في الأحياء المجاورة والتي لم تعد تعطي المواطنين سوى ربطة واحدة فقط وبالتالي أكون مضطرا ً للذهاب لمخبز آخر حيث لا قدرة مادية لي على شراء الخبز السياحي باستمرار .
نقص الوزن
في حين قال المواطن باسم من حي النزهة : كنا سابقا ً نطالب بتحسين نوعية وجودة رغيف الخبز دون أن يسمعنا أحد أما الآن فلم يعد يهم موضوع الجودة بل جلَّ ما نريد تأمين ربطة الخبز بشكل يومي وبكل سهولة ويسر دون مشاكل وتدافع منذ الصباح حيث من فترة قريبة ودون سابق إنذار فاجأنا المعتمد بوجود نقص بعدد الربطات وبالتالي سيكون مضطرا ً لتخفيض الكمية على المسجلين مسبقا ً لتغطية هذا النقص وإرضاء الجميع واعتقدنا أن الأمر اضطراري ولأيام معدودة إلا أنه أوضح أن هذا الحال سيدوم بسبب ازدياد الطلب على المادة بعد افتتاح المدارس ، وحاليا ً نعاني ونتعب كثيرا ً لتأمين الخبز لعائلاتنا حيث في أغلب الأحيان نقضي وقتا ً طويلا في التدافش من قبل الراغبين بالحصول على الخبز دون الفوز ولو بربطة واحدة مما يؤدي لبدء رحلة طويلة من البحث عن المادة وأكد عدد من الأهالي وجود نقص في الربطة وخاصة في الريف حيث لا يتجاوز بعضها 800-900 غ عدا عن سوء نوعية الرغيف المنتج وهو ما يؤدي إلى هدر كبير.
زيادة الطلب
المعتمد حسام قال : فوجئنا بتخفيض عدد الربطات التي من المفترض أنها مخصصة لنا لبيعها للمواطنين وعزوا السبب لقرار بإنقاص كمية الطحين المخصصة للمخابز, ونحن لم نحرم أحد من الخبز ولم ننقص على أحد حقه ولكن سابقا ً كنا نعطي كل مواطن ما يريد من المادة ولا سيما في فصل الصيف حيث تغادر كثير من العائلات للريف أو للاستجمام والاصطياف مما يتسبب بوجود فائض ومن الطبيعي حدوث ضغط مع بداية افتتاح المدارس وزيادة على الطلب كما أننا نعطي للمواطن حقه بموجب القرار الصادر عن الجهات المعنية والذي يعطي لكل 3 أشخاص ربطة واحدة فقط وبالتالي لو كان عدد أفراد الأسرة 7 أشخاص فحقهم الحصول على ربطتين فقط وهذا ما لا يعجب المواطن معتبرا ً أن الكمية غير كافية لتغطية حاجة عائلته وعن سبب الازدحام قال : يحاول البعض أن يحصل على ما يريد من ربطات الخبز دون إعطاء أي اهتمام لحاجة جيرانه ويعتقد أنه في حال الوصول أولا ً إلى منفذ البيع فهذا سيخوله الحصول على ما يريده وبما أن الجميع يحاولون الوصول أولا ً فإن حالة من الفوضى والازدحام تتشكل نتيجة التدافع .
المخصصات قليلة
أبو عدنان صاحب مخبز قال : مخصصات المخابز من مادة الطحين قليلة لا تكفي احتياجات أهالي الحي ورغم مطالباتنا المتعددة بزيادة المخصصات لم نتلق أي رد , ولا وجود لأي تعليمات لتخفيض وزن الربطة أو تصغير حجم رغيف الخبز وبالتالي لا يوجد أي حل سوى تخفيض كميات المعتمدين بشكل نسبي لتغطية حاجة المواطنين من الخبز ونحن كأصحاب مخابز لم نستطيع بيع الخبز من المخبز مباشرة بسبب وجود قرار يمنع هذا الأمر وفي إحدى المرات تصادف بيعي لأحد جيراني المضطرين ربطة خبز واحدة مع وصول دورية من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك فقامت الدورية بتحرير مخالفة تموينية بحقي وتغريمي بمبلغ مادي كبير ومن حينها امتنعت عن بيع الخبز من الفرن مباشرة لأي كان ومهما كانت الأسباب خصوصا ً وأن دوريات حماية المستهلك لا تفارقنا لمراقبة جودة ونوعية رغيف الخبز ووزن الربطة وعد أكياس الطحين, لمعرفة إن كان هناك نقصا في عدد الأكياس المستجرة أو بيع للمادة بشكل مخالف ..
مازن صاحب فرن قال : نقوم بخبز كميات الدقيق حسب القوائم التي نستلمها ويجب أن تكفي أهالي الحي نظريا ً ولكن على أرض الواقع يوجد مشكلة كبيرة فالقوائم المعدة مسبقا ً لم تلحظ السكان الجدد في الحي وبالتالي ازدياد عدد أهالي الحي أوجد نقصاً في كميات الخبز إضافة إلى أنه خلال العام الدراسي يزداد طلب الأهالي على مادة الخبز من أجل تزويد أولادهم بسندويش للمدرسة رغم أن كمية الدقيق المخصصة لنا لا تزداد خلال فصل الشتاء أو ايام المدرسة بل تبقى على حالها مهما ازداد الطلب على رغيف الخبز ونحن لا يمكننا تعويض هذا النقص إلا إذا زادت مخصصاتنا من الطحين وهو ما نطالب به بشكل دائم ومنذ سنوات ولكن دون جدوى ..
يحسن من الجودة
وعن سوء نوعية الخبز أكد عدد من أصحاب المخابز أن السبب الرئيسي هو نوعية الدقيق التي تسلم لهم إضافة لنوع الخميرة فكل مطحنة لها نوع دقيق فيه نسبة من النخالة تزيد أو تنقص ففي حال كانت نسبة النخالة عالية ونوعية الخميرة سيئة عندها يكون الخبز سيئاً حتما ً ومن الأسباب التي تجعل الخبز سيئا ً أيضا ً طريقة استلام وتكديس المعتمدين لربطات الخبز حيث يضعونها فوق بعضها بعضا ً مما يؤدي إلى ازدياد رطوبتها نتيجة البخار وبالتالي تردي نوعية الخبز.
الإنتاج يغطي المحافظة
قال المهندس بسام الحسن مدير فرع المخابز بحمص : أنه يتم خبز ما يقارب 450 طنا من الدقيق يوميا ً ,حصة المخابز الآلية منها 180 طنا ً وهذه الكمية كافية وتغطي حاجة المحافظة بالكامل ,وبين الحسن أن الخبز المنتج من الأفران هو للمائدة فقط أما الخبز الخاص بلف السندويش فيكون أصغر حجما ً وينتجه أحد الأفران في المحافظة ، وأنه في حال وجود نقص في كمية الخبز بأحد الأحياء فيجب أن تتقدم لجنة الحي بطلب زيادة مخصصات مرفق بقوائم بأسماء وعدد الوافدين الجدد للحي إلى لجنة الدقيق ليتم زيادة الكمية بعد دراسة الطلب .
اختلاف الجودة
وعن أسباب اختلاف جودة الرغيف بين مخبز وآخر بين الحسن أنه يعود للوضع الفني للمخبز وعمر خطوط الإنتاج فيه إضافة لنوعية وجودة المواد الأولية ونوع الخميرة وفاعليتها ولدرجة الحرارة تأثير كبير على العجين ودور هام في جودة الرغيف..
وأشار إلى أنه يتم حاليا ً استخدام نوع جيد من الدقيق والخميرة الطرية ومن المفترض أن يُنتج رغيف جيد موضحا أن لطريقة استجرار ربطات الخبز من المخبز إلى المعتمد وتكديسها دور بارز في جعل الخبز يبدو سيئا ً .
مخبز الوعر والخط الثالث
وعن مخبز الوعر قال الحسن إن في مخبز الوعر 4 خطوط تم تحديث الخطين الثاني والثالث بتكلفة بلغت / 40 / مليون ليرة سورية كما قدم فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خط حديث وبمواصفات عالية وهذا سيؤدي حكما ً لزيادة كمية الإنتاج في المخبز
قريبا ً في الخدمة
وعن مخبز الزهراء الذي تقرر إنشاؤه بعد زيارة الوفد الحكومي برئاسة رئيس مجلس الوزراء لمدينة حمص كشف الحسن أنه تم تنفيذ المشروع من قبل مؤسسة الإنشاءات العسكرية التي سلمت البناء وبقي بعض الآلات التي يجب تركيبها حتى يبدأ المخبز بإنتاج الرغيف للمواطنين وعن كمية المخصصات اليومية للمخبز أشار إلى أنه سيتم التنسيق مع مديرية التجارة الداخلية لتقدير الحاجة التموينية الفعلية للمنطقة ..
الإرهاب يدمر المخابز
وأشار إلى أن العصابات الإرهابية المسلحة دمرت المخابز في المناطق التي كانت تسيطر عليها وألحقت بها أضرارا ً كبيرة فمثلا ً مخبز القريتين مدمر بالكامل تقريبا ً وأنه سيتم تشغيل خط إنتاج إسعافي في أحد المباني الحكومية ريثما تتم إعادة تأهيل المخبز القديم مشيرا ً إلى أن الكلفة التقديرية لإعادة التأهيل تقدر بحوالي / 250 / مليون ليرة سورية أما بالنسبة لمخبز تدمر فأوضح أنه مدمر بنسبة / 80 % / وحاليا ً يعمل خط إنتاج واحد في أحد المباني الحكومية لتغطية حاجة المدينة ريثما يتم إعادة تأهيل المخبز الأساسي والذي تبلغ القيمة التقديرية لإعادة تأهيله حوالي / 200 / مليون ليرة سورية وعن مخبز الرستن قال: المخبز مدمر بالكامل بفعل العصابات الإرهابية وتقدر الكلفة الإنشائية لإعادة تأهيله بحوالي / 113 / مليون ليرة سورية وأشار إلى أنه تم تشغيل خطي إنتاج في قبو النادي الرياضي بشكل إسعافي ريثما تتم إعادة بناء المخبز الأساسي وينتج يوميا ً ما يقارب / 18000 / ربطة .
الازدحام وهمي
وعن الازدحام أمام الأفران الاحتياطية والنقص فيها أشار الحسن إلى أن هذا الازدحام وهمي وسببه هو إصرار المواطنين على الحصول على الخبز من المخبز مباشرة رغم أن الكميات المخصصة لهذه الأفران موزعة على المعتمدين ويمكن للمواطن الحصول عليها من معتمد الحي مباشرة ولهذا السبب يبدو أنه يوجد نقص في المخابز, إنما في حقيقة الأمر لا يوجد أي نقص في الكميات أبدا ً
أما عن تكديس ربطات الخبز فأشار الحسن إلى أن المسؤول عن متابعة الموضوع هو مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك موضحا ً أنه لا يجوز وضع أكثر من / 5 / ربطات في السلة الواحدة والتي من المفترض أن يؤمنها المعتمد نفسه وشدد على أهمية التعاون ما بين المعتمد والمخبز مطالبا ً المعتمدين بالتعامل مع ربطات الخبز بشكل جيد والتقيد بأصول نقل ربطات الخبز.
295ضبطاً تموينياً
قال المهندس رامي اليوسف مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك : إن الكميات التي تنتج من الخبز يوميا ً ممتازة والمادة متوفرة بشكل كبير ولم يتقدم إلينا أي مواطن بشكوى حول عدم حصوله على مادة الخبز وفي حال وجود أي نقص يتم عرض الموضوع على لجنة التعليمات رقم / 5 / حيث يتم معالجة الموضوع فورا ً ، وأضاف يوجد دورية بشكل دائم مهمتها التأكد من جودة رغيف الخبز ووزن الربطة وعدم تهريب الدقيق , وتم تنظيم / 295 / ضبطا تموينيا منذ بداية العام وحتى تاريخه بحق عدد من المخابز بمخالفات متنوعة منها / الوزن والجودة وتهريب الدقيق ووضع ربطتين في كيس واحد / وكشف اليوسف أن مخبز الضاحية يقوم بتوزيع ما يقارب / 5000 / ربطة يوميا ً , ومخبز الإنشاءات يوزع ما يقارب / 4000 / ربطة يوميا ً عبر نافذة البيع الموجودة في هذه المخابز ، كما أشار إلى أن حمص لها خصوصية تنفرد بها عن باقي المحافظات وهي بيع مادة الخبز عن طريق المعتمدين لكامل الكمية التي تنتجها المخابز الخاصة يوميا ً في حين أنه يتم بيع ما تقارب نسبته / 20 % / من إنتاج المخابز العامة بشكل مباشر للمواطنين عبر نافذة البيع الموجودة في كل مخبز ونسبة / 80 % / تباع للمعتمدين .
يوسف بدور – شذا الغانم

المزيد...
آخر الأخبار