يعتبر مركز الطب الشرعي بحي الوعر بحمص من المراكز الهامة في القطر لدوره الأساسي في إيضاح الحقائق وكشف المستور في العديد من القضايا والجرائم ووضعها في خدمة القضاء.
و للاطلاع على واقع الطب الشرعي بحمص والصعوبات التي تعترض العمل التقت “العروبة ” رئيس المركز الدكتور محمد شاهين الذي أوضح أن المركز يقدم العديد من الخدمات منها خدمة فحص الأحياء غير المقبولين في المشافي والمزودين بطلب معاينة من القضاء أو الشرطة المختصة وفحص الوفيات بمختلف مسبباتها والكشف الطبي على الوفيات بعد التواصل مع الشرطة وحضورها مع القاضي المناوب.
وعن آلية التعامل مع الجثث بيّن د. شاهين أن الجثث المعلومة الهوية تسلم إلى ذويها أصولا بأمر قضائي أما المجهولة فيتم التعامل معها وفق بروتوكول عالمي يتضمن إعطاء رمز للجثة مع التوثيق الفوتوغرافي والتركيز على ما يمكن أن يؤدي إلى الاستعراف عليها لاحقا مثل ملامح الوجه إذا كانت واضحة أو الملابس أو وشم على الجسم إذا وجد أو المقتنيات وفي حالة تحلل الجثة نقوم بأخذ عينة من العظم لتحليل البصمة الوراثية DNA مع العلم أنه يتم الاحتفاظ بالجثث المجهولة لمدة أسبوعين في البراد ثم ترسل للدفن بالتنسيق مع الجهات المختصة والدفاع المدني
وذكر د. شاهين أن المركز مجهز بـ ٢١ براداً وهو عدد كافٍ في الظروف العادية (خارج حالات الكوارث الطبيعية والحروب ) ويعمل بالمركز حاليا كادر طبي مكون من ٦ أطباء اختصاصيين في الطب الشرعي بالإضافة إلى كادر تمريضي وإحصائي مع إداريين عددهم جميعا ١٨ ,مشيرا أن المركز قدم ١٥٥٠ خدمة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي حيث بلغ عددالوفيات٨٨٥ منها ٤٥٠ وفاة طبيعية و٤٣٥ وفاة غير طبيعية وعدد معاينة الأحياء ٦٦٥ حالة.
ونوه د. شاهين أن الصعوبات بالعمل تتمثل في التعامل مع جثث متحللة في ظل غياب عدد كاف من المستخدمين فهناك حاجة لأربعة مستخدمين تم تأمين اثنين منهم مؤخراً والحاجة إلى تأمين سيارة خدمة لتنقل الأطباء إلى مكان الكشوف و سيارة أخرى خاصة بالمركز لنقل الجثث من المشافي إلى المركز بهدف التشريح أو الفحص والدراسة.
وأضاف: من الصعوبات الطارئة حالياً عدم وجود أطباء مقيمين لاختصاص الطب الشرعي على مستوى سوريا بسبب ضعف المردود المادي وصعوبة العمل مع العلم أن جميع الأطباء الشرعيين في سوريا أعمارهم متقدمة وهو بمتوسط عمر ٥٥ سنة دون وجود جيل شاب مقيم في هذا الاختصاص.
العروبة -عصام فارس