ظاهرة إشغالات الأرصفة حلولها ما زالت قاصرة…. واقعٌ فرضته الظروف المعيشية الصعبة تحت مظلة الحاجة.. رغم إيجاد أماكن خاصة للبسطات تنظيم 50 ضبط مخالفة يوميا ..
تعد ظاهرة إشغالات الأرصفة من قبل أصحاب البسطات والمحال التجارية من الظواهر السلبية التي مازالت الجهات المعنية غير قادرة على ضبطها بالشكل الأمثل والذي يضمن سلامة الطريق للمارة ويتكفل بعدم قطع أرزاق أصحاب تلك البسطات وربما تحديد أماكن كأسواق بديلة لها.
والملفت للنظر أنه حيثما توجهنا في أحياء وشوارع المدينة نلحظ إشغالات الأرصفة والتي تتسبب بازدحام كثيف يعيق الحركة في أغلب الأحيان.. نرى البسطات التي تعرض موادا غذائية واستهلاكية بالإضافة إلى الزيوت و المعلبات والألبسة…الخ، والتي يجدها الكثير من المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود ملجأ لهم خاصة في ظل ارتفاع أسعار الكثير من المواد إلا أن انتشار هذه الظاهرة يترافق (كما ذكرنا) بحالة من الفوضى وعرقلة لحركة سير المشاة عدا عن تشويه المنظر الحضاري للمدينة .
” العروبة” جالت في بعض الأحياء وتحدثت مع بعض المواطنين و أصحاب البسطات حول هذه الظاهرة .
أحد المواطنين قال: انتشرت البسطات مؤخرا بشكل كبير بسبب الظروف المعيشية القاسية التي دفعت الكثيرين للجلوس على قارعة الطرقات وافتراش الأرصفة وبيع ما تيسر لهم من بضائع لكي يوفروا مصروف عائلاتهم لتصبح هذه البسطات سبيلا أمام الكثيرين لسد رمقهم، نأمل أن يكون هناك مراعاة لظروف العائلات التي فقدت مصدر دخلها بسبب الحرب وان يكون هناك حل ناجع لهذه المعاناة يتمثل بنقل البسطات المخالفة وإيجاد مكان مناسب لها. وتساءل لماذا لايتم تنظيم هذه الظاهرة طالما أصبحت أمرا واقعا..
أحد المارة الذين التقيناهم عبر عن انزعاجه من عدم إيجاد الجهات المعنية حلا مناسبا، مشيرا أن بعض شوارع المدينة تشهد انتشارا كبيرا لهذه البسطات التي باتت تشغل الأرصفة و الطرقات أحيانا مما يعيق حركة المشاة وتضطرهم للنزول إلى الشارع الضيق أيضا مما يعرض حياتهم للخطر .
وأضاف آخر: إن إشغال الأرصفة مظهر غير حضاري وغير لائق مؤكدا أنه لا يتسوق من هذه البسطات رغم أن أسعارها أرخص من المحلات مرجعا السبب أن بضاعتها غير معروفة المصدر ولا رقابة عليها .
بالمقابل تلاقي البسطات قبولا عند الكثير من الزبائن فإحدى السيدات أشادت بالبضائع المعروضة فيها مؤكدة أن أسعارها رخيصة قياساً بالمحال التجارية التي لا نجرؤ على الدخول إليها و نكتفي بالنظر إلى البضائع المعروضة على الواجهات.
ملاحقة أصحابها
احد أصحاب البسطات رفض ذكر اسمه تحدث عن الظروف الصعبة التي مر بها وفقدانه لمنزله وعمله مبينا أن البسطة هي السبيل الوحيد الذي يقيه نوعا ما من مد يده للآخرين, مشيرا إلى الصعوبات التي تواجهه خلال العمل وتمنى على الجهات المعنية إيجاد حلول تضمن حقوق الجميع.
ظروف معيشية
إحدى السيدات أكدت أن الظروف المعيشية الصعبة أجبرتها على العمل وافتراش الطريق بعدة أنواع من المواد الاستهلاكية لتأمين احتياجات عائلتها ,متحدثة عن تدهور حالتها الصحية جراء الجلوس في الشارع لساعات طويلة من أجل العمل.
تراخيص سنوية
اشتكى احد أصحاب المحال من انتشار البسطات أمام المحال التجارية قائلا : لسنا مع قطع الأرزاق بالمقابل لكن نحن ندفع رسوم وضرائب كبيرة, وأصحاب البسطات لا يتكلفون أي قيمة، نأمل مراعاتنا وتخفيض الضرائب ..
حملات في أنحاء المدينة
أيمن عوض مسؤول شعبة إشغالات الأرصفة قال :نقوم يوميا بتنظيم حملات في جميع أنحاء المدينة لقمع الإشغالات على الأملاك العامة و ننظم يوميا ما يقارب 50 ضبط مخالفة ، وأكد أنه يتواجد عناصر من الدائرة مع سيارة جوالة يوميا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء ضمن عدة مناطق منها كرم الشامي طريق حماة و محيط القلعة ومحيط الجامعة ، مشيرا أن الهدف من هذه الحملات منع انتشار البسطات العشوائية وإرسالها إلى الأماكن التي تم تحديدها من قبل مجلس المدينة ،علما انه تم تنظيم الأماكن منذ أكثر من شهر و إبلاغ أصحاب البسطات من تاريخ إعلان المواقع وهي كالتالي يومي السبت والأحد في محيط القلعة ، الاثنين في شارع طريق تدمر (دوار المواصلات )،الثلاثاء الرصيف المقابل للحديقة البيئية حي الشماس ، الأربعاء :الشارع الواصل بين جسر بابا عمرو والمساكن الغربية ،الخميس محيط الكراج القديم على كورنيش طريق حماة والهدف من ذلك تنظيم الأسواق وعدم التجاوز على الأملاك العامة كما تتواجد عناصر دائمة في شارع الخراب لتنظيم العمل وتطبيق التعليمات التي تقتضي عدم وضع طاولات وكراس وتجاوزات على الأملاك العامة ويتم استئناف الحملات في كل من حي كرم الشامي _طريق حماة _الحميدية _الزهراء _وادي الذهب ليتم تنظيم الأسواق ومنع التجاوزات أيضا.
هيا العلي