محطة معالجة منصرفات الصرف الصحي في الحولة لم تر النور .. خطر بيئي وصحي يهدد المنطقة .. تحتاج إلى إعادة تأهيل وميزانية واعتماد مالي كبير

مشروع محطة معالجة منصرفات  الصرف الصحي في مدينة الحولة يُعد من أكبر المشاريع الحيوية، لكن لم يُكتب له النجاح خلال السنوات الماضية، رغم الجهود الكبيرة والأعمال المتواصلة.

وبعد الانتهاء من التوصيلات وتركيب الأجهزة والمعدات، تعرضت هذه المحطة لأعمال تخريبية وإهمال وسرقات، أعادت الأمور إلى نقطة الصفر.

رئيس بلدية كفرلاها المهندس هاني الأحمد، يقول: إن المحطة تحتاج إلى إعادة تأهيل وميزانية واعتماد مالي كبير، لسد النقص وصيانة المعدات والتجهيزات التي تعرضت للتخريب, فهي الآن بحاجة لصيانة المضخات الغاطسة، وتوصيل الكهرباء، وتأمين المحولات، وإصلاح خط المجمع الرئيسي المقطوع قبل المحطة بحوالي 100 متر  علماً أن منظمة ADRA تعهدت بهذه الصيانة وإعادة التأهيل، بالاتفاق مع الخدمات الفنية.

تلوث مياه الشرب

يضيف : هذا الواقع الصعب سبب اختناقات في خطوط الصرف، وتراجع المياه إلى الشوارع والمنازل في كثير من الأحياء، وحدث تلوث في مياه الشرب، كما حصل في مدينة كفرلاها وغيرها عام 2022، عند فحص العينات المأخوذة, كما تقوم البلدية وبشكل دائم بخطط إسعافية لتسليك الخطوط وتعزيل وتنظيف الريغارات، واستبدال الشبكات المعطّلة، ومتابعة شكاوى المواطنين، وتخفيف نسبة التلوث، والمحافظة على البيئة.

ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي

المهندس أحمد شنو، أحد المشرفين السابقين على المحطة، قال: “كانت الأمور تسير على ما يرام، واستلمت شركة الصرف الصحي المشروع عام 2012 بعد مرحلة التشغيل الناجحة، وبدأت المضخات والمحولات بالعمل, فقد تم تشغيل 6 مضخات منزلية لضخ منصرفات الصرف الصحي، و4 مضخات مطرية لفصل الشتاء”.

هذا المشروع الرائد، الذي لم يُكتب له النجاح، بلغت تكلفته 105 ملايين ليرة في تلك الفترة، ويضم مبان إدارية، ومراكز تحويل، وخزانات وقود تحت الأرض  إلا أن المحطة تعرضت لأعمال تخريب وسرقات وإهمال، , و فقدت الكابلات والمحولات (محولة 630 ك.ف)، وأنظمة التحكم، وهناك مضخات مغمورة بالمياه على عمق 7 أمتار,لذلك، فإن إعادة تأهيل هذه المحطة وصيانتها، وتعويض النواقص من محولات ومولدات وتجهيزات، يجب أن يكون هو الهدف الرئيسي في المرحلة المقبلة ، ومن ثم الانتقال للعمل في إكمال محطة المعالجة وربطها مع محطة الضخ.

أما بالنسبة لحدوث بعض حالات التلوث في مياه الشرب، فقد تكون ناجمة عن ارتفاع منسوب منصرفات الصرف الصحي والتعدي غير النظامي على شبكات المياه, لذا  فإن الأنسب هو استبدال الشبكات القديمة بخطوط جديدة تناسب المرحلة القادمة.

و قامت منظمة ADRA بجولة اطلاعية على هذه المحطة، بهدف إيجاد تمويل واعتماد مالي كبير للمساهمة في إنجاز المشروع وتعويض ما تم فقدانه من معدات وتجهيزات

تلوث وانسداد لخطوط الصرف

محمد بكور، رئيس بلدية تلدو، قال: تعرضت المحطة للسرقة، وتخريب المضخات الرئيسية، وانسداد في خطوط الصرف، ما أدى إلى تلوث كبير. الخط الرئيسي مسدود عند المحطة، و تحوّلت مياه الصرف نحو النهر والأراضي الزراعية، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات، إضافة إلى تلوث مياه الشرب”.

متوقفة تماماً

رئيس بلدية تلذهب، رامي حسنو قال: المحطة متوقفة تماماً، وهناك تلوث كبير في مياه الشرب، لأن المضخات مغمورة بمياه الصرف الصحي، ولا نعرف إذا كانت صالحة أو معطلة والكهرباء غير متوفرة، واللوحة الإلكترونية تعرضت للكسر، والشفاطات الكبيرة والصغيرة مغمورة بمياه الصرف.

وهناك ساقية فرعية لتخفيف الضغط من الحفرة إلى المجرى المائي  و جاء في كتاب من مديرية البيئة والموارد والصرف الصحي عام 2023، أن المتعهد الذي قام بأعمال الصيانة في المحطة، قام بفصل خط الصرف، ولم تتم عملية إعادة وصل الخط من جديد، فأصبحت المياه تعود إلى منطقة الحولة، وخاصة تلذهب، مما سبب تلوثاً واختلاطاً لمياه الصرف مع مياه الشرب,علماً أنه تم أخذ عينات للفحص، وأثبتت النتائج وجود تلوث كبير، نتجت عنه أمراض وأوبئة.

أما بالنسبة لشبكة الصرف في القرية، هناك انسدادات واختناقات كثيرة، وتسرباً في الشوارع، وارتداداً للمياه إلى المنازل وتعمل البلدية على إيجاد حلول إسعافية و فتح الانسدادات ومعالجة الأمور حسب الإمكانيات,والأهم الآن هو إعادة تشغيل المحطة وتأهيلها.

العروبة- يوسف السليمان

 

 

المزيد...
آخر الأخبار