رفع العلم الإسرائيلي في السويداء خيانة عظمى

في الأيام الأخيرة،شهدت السويداء مشهداً مثيراً للقلق مع رفع العلم الإسرائيلي خلال احتجاجات محلية، وهو أمر لا يمكن تفسيره كرد فعل عفوي على الأوضاع الأمنية الأخيرة، بل يبدو جزءاً من مخطط أعمق يستهدف استغلال الظروف الصعبة لتمرير أجندات تقسيمية.

الأمر يكتسب خطورته من سياقه المريب، حيث سبقت الحدث تصريحات إسرائيلية حول “حماية الدروز” في سوريا، وتلاه تغطية إعلامية عبرية مكثفة ربطت بين الاحتجاجات ودعوات للتدخل الإسرائيلي، هذا التنسيق الإعلامي المسبق يكشف عن وجود قنوات اتصال بين بعض المحتجين وأطراف إسرائيلية، خاصة مع تصريحات مسؤولين إسرائيليين متناقضة تارةً بالوعد بالحماية وتارةً أخرى بالتنصل من أي التزام.

هنا يبرز دور ما يسمى بـ”حزب اللواء” الذي يحوّل المطالب المحلية المشروعة إلى خطاب انفصالي، مستغلاً معاناة الناس تحت الوضع الاقتصادي الضاغط و مشاكل الخدمات الأساسية لتمرير أجندة التقسيم.

في خضم هذه الأحداث الخطيرة، تبرز مسؤولية المثقفين وأبناء السويداء الشرفاء في التمييز الواضح بين المطالب المشروعة وبين أي محاولة للاستقواء بالعدو الإسرائيلي.

فالصمت أمام هذه التجاوزات يعادل التواطؤ معها، والتاريخ لن يرحم من يقفون متفرجين أمام محاولات تمزيق النسيج الوطني السوري.

لقد حان الوقت ليقف الجميع أمام مسؤولياتهم، فالسويداء التي عُرفت بوطنيتها ورفضها للاختراقات الأجنبية يجب أن تبقى حصناً منيعاً ضد كل محاولات التقسيم.

الحدث ليس عابراً بل هو اختبار حقيقي للوعي الوطني، فرفع العلم الإسرائيلي على الأرض السورية يمثل خيانةً للدماء التي سالت دفاعاً عن وحدة التراب السوري.

المطلوب اليوم موقفٌ واضح من الجميع، خاصة المثقفين الذين عليهم أن يكونوا صوت الحكمة والوحدة بدلاً من الوقوع في فخ الخطاب الطائفي أو الانفعالي.

السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وشعبها الأصيل قادر على تمييز الصديق من العدو، والحق من الباطل.

وفي النهاية، ستظل سوريا موحدة بقوة إرادة أبنائها ورفضهم لكل أشكال التقسيم أو الاستقراء بأعداء الوطن.

المزيد...
آخر الأخبار