أمعن النظام البائد في تمزيق العلاقات بين مكونات الشعب السوري وعمل خلال عقود على خلق حواجز وهمية بين كل الأطياف زارعاً الخوف والرعب من الآخر بناء على ممارسات وأحداث أمنية كان يبتدعها لخدمة مصالحه ولتغييب الحقيقة عن الناس.
جاء التحرير بهمة أبناء الشعب وفي لحظة واحدة أُزيلت كل الحواجز رُفع علم الحدود الخمسة في دمشق مع العلم السوري الأخضر وتدفقت الجموع إلى الساحات محتفلة بالنصر..
مشهد لم يرق لأزلام النظام البائد ومن ورائهم حكومة الكيان ابتدعوا الفتن وأشعلوها في الساحل وجرمانا وفي السويداء..
ردود أفعال كانت قاسية وارتكب البعض انتهاكات تسببت بتأزم الوضع في بنية اجتماعية بنيت على تمزيق المجتمع على مدى عقود وعندما سقط النظام ارتدت الناس لانتماءاتها الأصغر وغاب عن البعض لوهلة أن التكتل هو مقتل أي مكون لأنه سيدخل في لغة الأرقام، لكن ورغم اشتداد الضجيج واشتداد سعار المتنفعين من إراقة الدم السوري لابد من العودة للرشد والصواب فنحن كلنا سوريون ونحن أبناء بنية اجتماعية فسيفسائية وأهدافنا ومصالحنا ستتحقق في سياق الوحدة الوطنية ولا خيار ثان عنها.
وعندما يندمج الكل مع المجتمع يصبح الكل أكثرية في سوريا الموحدة دون إراقة دماء.
وسويداء الكرامة رغم الجرح الذي حصل لن يقبل أشرافها أن تكون طروادة الكيان الإسرائيلي ،نحن اليوم بحاجة إلى الوقت لتهدأ النفوس وتعود لرشدها وصوابها ,فالبنية الاجتماعية لسوريا ترفض أي تقسيم وكل المشاريع التقسيمية هي مشاريع عبثية.
والمرحلة اليوم بحاجة لمبادرة وجرأة وشجاعة والتعويل على المثقفين والحكماء ورجال الدين الأشراف لرأب الصدع وجمع الشتات.
سقوط النظام هو جوهر النصر و لكن لابد من التخلص من الإرث الثقيل للنظام البائد والنهوض بالشعب كله وإشراكه في صناعة المستقبل الذي يليق به,انطلاقاً من مسلَّم أن عقلية بناء الدولة قائمة على التصالح ورأس مال سوريا في وحدتها الداخلية …
العروبة – هنادي سلامة