إن من يتجول في الأراضي الزراعية المحيطة بالقرى والبلدات على امتداد المحافظة يرى منظراً مبكياً ، يرى الأراضي السوداء المتفحمة ، والتي أتت الحرائق على كل ما فيها من خضرة ومحاصيل وبمساحات هائلة ، وهذا لم يكن ليحصل لو أن هناك طرقاً زراعية تخترق تلك الأراضي ، وبغض النظر عن أسباب تلك الحرائق سواء أكانت مفتعلة أم لا، فجميع هذه الحرائق تؤدي للنتيجة نفسها وهي خسارة وطنية لا تعوّض ، فالمواسم بمختلف أنواعها من حبوب وتفاحيات وأشجار زيتون وأشجار مثمرة أخرى وحتى الحراجية منها هي ثروة وطنية لا يجوز الاستهانة بها ، ويجب حمايتها من كل خطر قد يقع عليها ، فالحل سهل وليس مستحيلاً ، إنه الطرق الزراعية التي يجب أن تخترق كل هذه الأراضي مهما كانت كلفتها ، فقد يقول قائل إنها مكلفة كثيراً وهناك أولويات ، فله نقول هذه المشكلة ليست أقل أهمية ويجب أن تكون في مجال اهتمام الجهات المختصة ، لأنها تحفظ الانتاج الزراعي وتخدم المناطق وتزيدها حركةً وسهولة في نقل الانتاج والتسويق ، وتحفظ تلك الأراضي الزراعية الشاسعة من الحرائق ، ومهما كانت كلفتها المالية هي أقل بكثير من خسائر المواسم التي تأتي عليها تلك الحرائق ، عدا عن أن الشجرة التي تحترق لن تعود للنمو والإثمار إلا بعد سنوات ، أليست سنوات نموها من جديد هي خسائر متكررة ؟ فكثير من هذه الحرائق بالرغم من وجود سيارات الإطفاء بالقرب منها وهي تحترق إلا أنها لا تستطيع القيام بإطفائها لعدم وجود طرق ممهدة أو معبدة ، فيقف الطرفان المزارع ورجال الإطفاء عاجزين عن فعل شيء والنيران تشتعل فيها وتلتهم الأخضر واليابس أمام أعينهم وقلوبهم التي تحترق معها … وإن لم يتم تعبيدها فعلى الأقل شقّها وفرشها بالحصى ، فهناك طرق زراعية مقرر شقها منذ أكثر من عشر سنوات لا زالت على الورق دون تنفيذ ، وما زالت أراضينا الزراعية تفتقر لكثير من هذه الطرق التي هي جزء لا يتجزأ من عملية الانتاج الزراعي ، وبخاصة أن الزراعة هي عصب الحياة في بلدنا وهي رقم واحد في الانتاج الأهم للوطن وللمواطنين ، فهل من لحظ لهذا التقصير والعمل على تلافيه من الجهات المعنية.
صالح سلمان