تحية الصباح….مهرجان الانتصار .. هنا حمص !!

متألقة على مر الزمان ..حمص ، مدينة يليق بها الفرح ويزدهي فيها الكبرياء ، منذ آلاف السنين ، منذ كان اسمها « أميسا» إلى اليوم ، هي حاضرة في التاريخ وحاضرة في الجغرافيا .
في الجغرافيا هي قلب سورية ، وعقدة وصل بين الساحل والوسط والبادية و هي مركز قديم حديث لعبور القوافل من بلاد الشام عامة إلى الأناضول . أراض خصبة وسهول خضراء فسيحة..ونهر اسمه العاصي ، شريان حياة وعشق أبدي .
في التاريخ كان لحمص الحضور الأقوى بعد دمشق ، بين شقيقاتها من المدن السورية . فكانت مركز «الأجناد» أي مركز القيادة العامة للجيش ، بعد الفتح العربي لها .. واستمر حضورها في الأزمنة اللاحقة.. وكان للساسة الحمصيين ، بما لهم وما عليهم ، دور في المشهد السياسي السوري قبل الاستقلال وبعده ، لاسيما في المجالس النيابية وفي مجلس الشعب الذي تأسس إثر قيام الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد .
هذه الأفكار وغيرها ، كانت تدور في ذهني وأنا اتابع فعاليات مهرجان حمص الثقافي الفني لهذا العام . وهو مهرجان الاحتفال بالانتصار على الإرهاب وهو تحية لشهدائنا وجيشنا وقيادتنا .
حمص ، التي أرادها الإرهاب وكراً له ..كانت أول من هزمه وخرجت عصابات الإرهاب ذليلة من حمص إلى الشمال ..لتعود مدينة الفرح والحب والحياة .
فعاليات المهرجان من قصص و شعر وحفلات في الهواء الطلق في أحياء المدينة كانت تحمل رسالة هي رسالة الانتصار والاستعداد لمرحلة البناء ..كانت تقول « أنا حمص ، ابنة سورية ، لا يليق بي إلا الانتصار ولا يليق بي إلا الفرح والعزة والشموخ .أنا حمص أهلي يعرفون كيف يعيشون وكيف ينتصرون على محن الدهر ..»
عاد للمنابر أثناء المهرجان ، شموخها وزهوها وعادت ساحات حمص الى الألق والسهر والغناء في سهرات تمتد إلى آخر الليل.
ولعل النشاط الأبرز في المهرجان كان محاضرة سماحة مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون الذي تحدث عن (سورية ..تاريخ ورسالة –حمص نموذجاً ).
إنها حمص التي قال عنها المؤرخ المسعودي قبل مئات السنين في كتابه « مروج الذهب »:
« إن من يزور حمص ، أو يمر بها ، مرور المسافر ، ويشرب من مائها ، وينعم بهوائها ..يدفعه الشوق للبقاء فيها أكثر ..أو يعود إليها بعد حين ..».
وجاء في كتاب « معجم البلدان » لياقوت الحموي « في حمص يحس الإنسان بانشراح صدره وتمام عافيته وصفاء عقله».
حمص درة من درر بلاد الشام ، أومن سورية الطبيعية وزهرة عطرة في حدائقها الفسيحة ، حباها الله موقعاً متميزاً لها مكانتها في القلوب ..لازمها الحظ في أغلب الزمان ، فإذا سلاها يوماً عاد إليها أياماً . فلها في كل قلب مكان وفي كل ذهن ذكرى
ولا ننسى أن حمص كانت بعد الفتح العربي تضم مدناً كثيرة تمتد من تركيا شمالاً فضمت أعالي الجزيرة والفرات وحلب وقنسرين و أنطاكية واللاذقية و أرواد وتدمر ..
هنا حمص ، هنا قلب سورية . هنا الفرح بالانتصار الذي صنعه شعبنا وجيشنا وقائدنا .

 عيسى اسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار