السياحة تنتعش في المحافظة بعد عودة الأمن والأمان .. منح تراخيص وإعفاءات ضريبية و جمركية بالإضافة للقروض تسهيلاً لعودة كافة المنشآت للعمل
سورية التاريخ والحضارة .. ما إن تذكر الشرق حتى يمر بخاطرك سورية مهد الحضارات ومتحف التاريخ , تزينها آلاف المواقع الأثرية والتاريخية المنتشرة في جميع محافظاتها , حيث تكثر المباني والقلاع والمواقع الأثرية السورية التي بنيت منذ بدايات التاريخ ناهيك عن المواقع الأثرية والأماكن السياحية الواقعة ضمن المدن السورية ,وخصوصاً حمص التي خرجت من ركام الحرب وحطامها لتنبري كزهور وسط أرض تفوح منها رائحة البارود لتتربع وسطها أشهر المطاعم الأنيقة بمظهرها وحجارتها الأثرية ولتعاود نشاطها متجاوزة كل الدمار والضرر اللذين لحقا بها في سنوات الحرب و لعل أكثر ما يلفت النظر قيام العديد من المنشآت السياحية بالعمل و معاودة نشاطها من جديد وكأنها تعيد إنعاش الحياة في هذه الأماكن التي فقدت روحها مع دوران آلة الحرب فيها .
تطور ملحوظ
ولمعرفة أهم النشاطات التي قامت بها مديرية السياحة في حمص خلال الفترة الماضية والإجراءات المتخذة لإعادة تنشيط السياحة الداخلية والخارجية , إضافة الى الصعوبات التي تواجه العمل .. التقينا المهندس أحمد عكاش مدير سياحة حمص الذي أشار إلى أنه وبعد عودة الأمان وتعافي أكثر المناطق والمدن شهد هذا العام تطوراً ملحوظاً بعدد السياح القادمين إلى سورية عموماً ومحافظة حمص خصوصاً حيث شهدت المدينة في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري ازدياد نسبة توافد السياح والتي وصلت إلى 76 % ,وهي نسبة تزيد بشكل كبير عن العام الماضي , وكان ذلك واضحا من الإقبال الكبير على المهرجانات المتعددة والمتنوعة التي أقيمت في محافظة حمص ريفا ومدينة وخصوصاً بعد عودة تدمر للحياة وبدء عودة أهلها إليها وذلك بالتزامن مع بدء عودة الوفود السياحية لزيارتها ..
وأوضح أن تتالي المهرجانات المقامة في محافظة حمص هذا العام روج للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء , منها «مهرجان حمص الثقافي الأول في الشهر الرابع, ومهرجان «عالعتيق» في الشهر السابع الذي أقيم في قصر الزهراوي وخصص للأعمال اليدوية والتراثية والخط العربي, ومهرجان القلعة والوادي في الشهر الثامن» بالإضافة لمشاركة مديرية السياحة بكرنفال مرمريتا الذي جرى في الشهر الثامن و كان له أصداء ايجابية واسعة ووقع كبير في نفوس الحاضرين .
وتحدث المهندس عكاش عن المهرجانات التي تقام سنويا في منطقة وادي النضارة , والتي تم تنظيمها من قبل البلديات والمجتمع الأهلي,» كمهرجان رباح ومهرجان كفرام ومهرجان صدد ومهرجان اللوز في المخرم» بالإضافة لمهرجان ربلة الذي نظم بالتعاون بين مديرية سياحة حمص ومجلس المدينة منوها بأن هذه المهرجانات تعتبر تقليدا سنويا لأهالي تلك المناطق يقدمون فيها العديد من النشاطات المتنوعة والتي من شأنها جذب السياح من مختلف محافظات القطر لزيارة المنطقة والتعرف على طبيعتها الجميلة .. .
مقومات سياحية
وعند سؤالنا عن سبب التركيز على تنشيط السياحة في الريف الغربي قال : إن السبب يعود لكون منطقة الريف الغربي ومحور ضهر القصير تتمتع بالمقومات السياحية والجمالية كالطقس والمناخ المعتدل والطبيعة الجبلية الساحرة والتي تعتبر عنصر جذب للسياح في الداخل والخارج بالإضافة لوجود أماكن تراثية مشهورة عالمياً « كقلعة الحصن – ودير مار جرجس» .
وأوضح أن وجود مطاعم وفنادق تقدم خدمات مميزة يشكل عنصرا رئيسيا لجذب السياح في الداخل والخارج مشيرا لوجود 20 منشأة إطعام في الوادي وثلاثة عشر منشأة مبيت « فنادق « بالإضافة لوجود مشاريع قيد التنفيذ ضمن قرى الوادي « كفرا – مرمريتا – الحواش ..» وهناك 15 منشأة سياحية للإطعام في محور ضهر القصير وثلاثة فنادق .
خطة مستقبلية
وأضاف :يبلغ عدد منشآت الإطعام في مدينة حمص 60 منشآت منها ثلاثة فنادق «فندق السفير خمس نجوم وفندق حمص الكبير أربع نجوم وفندق بسمان الجديد نجمتان « , ونوه إلى وجود خطة مستقبلية لتأهيل فندق أجنحة اللورد بالإضافة لفندق الاتحاد الرياضي لافتاً لقيام عناصر مديرية سياحة بجولات لتنظيم أضابير ست مقاه «كافتريات» جديدة , وذلك بعد تقديم صاحب المنشأة طلب لمنح المنشأة بطاقة تأهيل مؤقت لمدة ستة أشهر ريثما تستكمل الشروط والمواصفات الموضوعة والمطلوبة من قبل وزارة السياحة , وهذه الخطوة تعتبر نوعا من التشجيع لأي شخص لديه الرغبة في فتح منشأة إطعام في المحافظة .
اختلاف أسعار
وعن اختلاف الأسعار بين منشأة إطعام وأخرى وفندق وآخر أكد أنه وفقاً للقرار 2600 بتاريخ 31/10/2016 تم وضع وتحديد الحد الأعلى للأسعار المسموح به , مثلاً سعر كيلو اللحمة في منشأة نجمتين في الحد الأعلى 11250 ليرة وبذلك يكون سعر الوجبة التي تزن 200 غراماً 2250 ليرة , مع توفر شرط المحافظة على الجودة ، لذلك تختلف الأسعار بين منشأة وأخرى ويضاف إليها كلف التشغيل العالية والتي يقصد بها « قيمة الاستثمار –اليد العاملة –المشتقات النفطية ..الخ « ما أدى إلى زيادة الأسعار واختلافها علماً أن أسعار المطاعم في محافظة حمص أرخص من باقي المحافظات .
تدمر تاريخ وحضارة
تشهد مدينة تدمر السكنية والأثرية عودة مطردة للحياة الطبيعية والحركة السياحية في ظل حالة الأمن والأمان التي تعيشها المنطقة بعد تطهيرها من الإرهاب وللجهود التي تبذلها الجهات المعنية في محافظة حمص لاستكمال تأمين البنى التحتية والخدمية وجميع المستلزمات التي تعيد الألق لهذا المعلم والمقصد السياحي العالمي ,لذلك تقوم مديرية سياحة حمص بدراسة ستة مواقع « فنادق » للاستثمار ولإعادة تأهيلها ,سيتم طرحها بملتقى الاستثمار السياحي الذي سيقام في 17/10 من العام الحالي علماً أنه كما ذكر المهندس عكاش يوجد في مدينة تدمر 18 فندقاً و13 منشأة إطعام ,تعرضت جميعها للضرر بنسب متفاوتة, مشيرا لقيام بعض أصحاب المنشآت بتأهيل منشآتهم دون الحاجة لوسيط من قبل مديرية السياحة ..
والجدير ذكره : تم إقامة حفل غنائي على مدرج مسرح تدمر بتاريخ 30/8 من هذا العام كان الحضور كبيرا و ملفتاً بتفاعله الرائع مع فعاليات هذا الحفل .
تسهيلات
أكد المهندس عكاش على تقديم جميع التسهيلات الممكنة واللازمة لمنح ترخيص لأي شخص لديه الرغبة بالعمل في منشآت جديدة قائمة أو ترخيص إشادة, وذلك عن طريق منحه إعفاءات ضريبية و جمركية بالإضافة للقروض .. وتقوم المديرية بدور الوسيط لتسريع وتسهيل المعاملات مع الجهات المعنية الأخرى « كهرباء – صرف صحي – حفر آبار …إلخ» ..
سياحة داخلية
وبين أنه بهدف النهوض بالواقع السياحي وتشجيع السياحة الداخلية والشعبية ذات التكاليف المنخفضة وبالتعاون بين مديرية السياحة والجهات الرسمية والمجتمع الأهلي تم إقامة العديد من المهرجانات في المحافظة ريفاً ومدينة بالإضافة لطبع بروشورات للتعريف بالمناطق الأثرية والسياحية والفنادق ,بالإضافة للأفلام الترويجية لهذه المناطق مؤكداً الإقبال الكبير على الجناح الخاص بوزارة السياحة ضمن معرض دمشق الدولي.
خطط مستقبلية
بالإضافة للملتقى الاستثماري المذكور سابقاً الذي سيطرح فيه العديد من المواقع للاستثمار منها أربعة مشاريع في محافظة حمص وستة مواقع في مدينة تدمر , أكد المهندس عكاش : أن العمل قائم على استغلال المقومات السياحية التي تتمتع بها بلدنا من خلال المجتمع المتحضر وانخفاض أسعار الخدمات الطبية لجذب السياحة العلاجية يضاف إليها العمل على إقامة مهرجانات متنوعة وتزويد العاملين في القطاع السياحي بالكفاءات والمهارات المطلوبة من خلال تكثيف الدورات وتوفير سبل إقلاع المشاريع السياحية المتعثرة والمتضررة وتفعيل وتطوير منتج السياحة الدينية بما يلبي احتياجات الزوار المحليين والدوليين وتكثيف الجولات الرقابية على المنشآت السياحية لضبط الأسعار وجودة الخدمات المقدمة وتقديم التسهيلات اللازمة وتجهيز أماكن السياحة الشعبية «جلسات شعبية» .
معارض خارجية
ولفت إلى أنه كنوع من أنواع الترويج للسياحة الخارجية اشتركت وزارة السياحة بعدد من المعارض الخارجية كمعرض «سوق السفر العربي» الذي يعتبر الحدث الأهم على مستوى قطاع السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا, شاركت فيه سورية ممثلة بوزارة السياحة والعديد من الجهات العاملة في القطاع السياحي لأول مرة منذ عام 2011 وأكد أن هذه المشاركة تكتسب درجة كبيرة من الأهمية لأنها دليل على بدء تعافي السياحة السورية بالتزامن مع مرحلة إعادة الإعمار في مختلف المجالات إضافة لأهمية الاستثمار والفرص الاستثمارية المتاحة كما شاركت وزارة السياحة السورية بمعرض « مناطق ومعالم أثرية « في ايطاليا ومعرض « فيثور» في اسبانية .
منوها أنه تم خلال هذه المعارض توجيه دعوات لبعض الوفود والمكاتب السياحية لزيارة المعالم الأثرية في سورية عموماً ومحافظة حمص خصوصاً حيث أشار لدعوة 40 صحفياً أجنبياً كانوا في معرض دمشق الدولي لحضور الحفل المقام في تدمر مبيناً ردة فعلهم الايجابية عند حضورهم .
ضرورة حتمية
وأضاف يعد الاهتمام بالواقع السياحي ضرورة حتمية كونه من القطاعات التي يمكن إعادة إحيائها بتكاليف أقل من القطاعات الأخرى « الصناعي أو الزراعي», والنهوض به يتطلب أجوراً بسيطة مقابل ما يحققه من ايرادات تعود بالنفع على باقي القطاعات ومن أهمها تأمين المحروقات « المازوت والغاز» للمنشآت السياحية كي تستمر بعملها والتي تندرج تحت بند ارتفاع كلف التشغيل وهي من أهم الصعوبات التي تواجه القطاع السياحي يضاف إليها استنزاف اليد العاملة الخبيرة وقيمة الاستثمارات العالية .
دورات
وأوضح قيام وزارة السياحة بدورة أدلاء سياحيين ضمن مديرية سياحة حمص انتسب إليها 40 متدرباً بعد خضوعهم لفحص مقابلة للتأكد من لغتهم الانكليزية ومعلوماتهم السياحية والثقافية وأكد أن المديرية بصدد إقامة دورة شيف ودورة للغة الآرامية بالمديرية في المستقبل القريب .
ضبوط ومخالفات
وأشار إلى أنه من خلال الجولات المكثفة بشكل يومي من قبل عناصر الضابطة في المديرية بالإضافة لجولات الضابطة المشتركة مع الجهات الأخرى « مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومديرية الصحة والمحافظة و مجلس المدينة ومديرية البيئة» تم تنظيم 29 ضبطاً مخالفاً من أول العام الحالي وحتى تاريخه تتضمن مخالفات عدم الإعلان عن الأسعار و تقاضي زيادة أسعار – وجود مواد منتهية الصلاحية .
الضمان الصحي
وعن هموم العاملين في قطاع السياحة قال رئيس نقابة عمال السياحة وليم السبع : إن موضوع تنظيم العمالة المؤهلة مهم جدا وذلك من خلال حمايتها وحفظ حقوقها , وتشميلها بالتامين الصحي والحوافز ما يؤثر بشكل ايجابي على تنظيم عمال قطاع السياحة وتحصينهم من هجرة مهنهم , ونوه انه لتطوير قطاع السياحة لابد من رفع مستوى أداء العامل وتحصيل حقوقه وتحصينه من خلال رفع مستوى معيشته وحفظ حقوقه وتأمينه صحيا كما ذكرنا سابقا وصقل خبرته وتطويرها باستمرار من خلال العديد من الدورات التثقيفية التي تعرف السياح على كافة المواقع الأثرية الموجودة في بلدنا وأهميتها التاريخية ..
بقي ان نقول :
قطاع السياحة من القطاعات الهامة التي تدعم الاقتصاد الوطني بشكل حقيقي ما يؤثر بشكل ايجابي على الهيكل الاقتصادي والتكوين الاجتماعي والبيئي لبلدنا الحبيب , لذلك نأمل أن تتكاتف وتتكاثف الجهود للنهوض بهذا القطاع لتعود سوريتنا الحبيبة لألقها ورونقها المعهود ..
شذاالغانم