فكرة…حدائق تعاني الإهمال

ثمة كثير من التساؤلات حول واقع الحدائق بمدينة حمص ، وذلك لأن الواقع الحالي لا يرضي أحداً، فمعظم الحدائق تعاني من الإهمال وعدم الاعتناء ، وهذا يطرح إشارات استفهام كثيرة مفادها ما جدوى وجود مديرية الحدائق في حمص إذا لم يكن دورها فعالاً في صيانة الحدائق وإظهارها بالشكل اللائق ؟ ! ، وهل هذا الإهمال الذي تعاني منه الحدائق سببه تقصير المديرية الغائبة عن الاعتناء بالحدائق ؟أم عدم وجود الأموال اللازمة للعناية بها ؟ وبالتالي العجز عن إيجاد الكادر البشري الذي يمكن أن يقوم بتوفير العناية والاهتمام لتبدو بالشكل الحضاري الذي يفترض أن يكون ؟ ولا شك أن العناية ربما موجودة بحديقة أو أكثر ولكن الغالبية العظمى من الحدائق الموجودة بحمص تعاني من الإهمال وسأورد بعض الأمثلة من الواقع .
أولاً سأتحدث عن شبه حديقة أنجزت العام الماضي في ساحة الحاج عاطف في حي المحطة و وضع لها تصميم جميل وزرعت بالورود والأشجار حيث أصبح منظر ذلك الدوار جميلاً ولكن مع مرور الأيام وبسبب عدم وجود حارس يعتني بتلك الأزهار وسقايتها أصبح شكلها لا يمت لشيء له علاقة بالجمال وبالهدف الذي أنجزت من أجله ولم يتبق إلا شجرتان يابستان بسبب عدم سقايتهما ويباس الأعشاب والورود الجميلة التي زرعت آنذاك وأصبح المنظر يوحي بالقحط والجفاف . وأتساءل هنا إذا كان مجلس المدينة قد دفع عدة ملايين لانجاز ذلك الدوار ووضع الأعشاب والأشجار والورود لماذا تركها لتبدو بهذا الشكل المعيب ؟، هل يعجز مجلس المدينة عن وضع حارس أو مستخدم يقوم يومياً بسقاية أعشاب ذلك الدوار الذي أنجز بشكل جميل ومتواضع وبسيط وهذا العمل لا يستهلك أكثر من عدة ساعات كل يوم حتى يتغير ذلك المشهد من القحط والجفاف إلى شكل جمالي وحضاري .
المثال الآخر الذي سأورده هو حديقة طريق دمشق التي تمتد من الإشارة الموجودة عند تقاطع باب التركمان وساحة الحاج عاطف وصولاً إلى الصالة الرياضية جنوبا فتلك الحديقة أيضاً تعاني من الإهمال وخاصة في الجزء القريب من الصالة الرياضية فهي تبدو بعيدة عن العناية والأعشاب التي كانت تزين الحديقة أصبح مصيرها اليباس بسبب إهمال السقاية اليومية للأعشاب والأزهار التي كانت موجودة بعد أن تم إعادة تأهيلها وصيانتها منذ حوالي العامين وقام محافظ حمص بافتتاحها وبشكل جديد كان لافتاً للنظر حيث أضيفت للحديقة بعض المجسمات ووضعت مقاعد جديدة , ومع مرور الأيام وبسبب غياب العناية التي يفترض أن تتوفر لهذه الحديقة فقد أصبحت في وضع مزر وغير مقبول , وأتساءل هنا عن سبب ذلك الإهمال وهل يعود لعجز مديرية الحدائق بسبب عدم توفير الأموال لاستمرار الصيانة وسقاية الأعشاب وتوفير الإنارة الليلية بشكل يومي حتى تبدو حديقة حضارية بدل أن تكون مرتعاً للعابثين والمنحرفين في الفترات المسائية بسبب غياب الإنارة في أغلب أجزاء الحديقة حتى أن العديد من المارة يخشى العبور أو المرور فيها للطرف الآخر وهذا يستحق من الجهات المسؤولة الالتفات لوضع هذه الحديقة الذي لا يسر أحداً حيث ينبغي وجود حراس ومستخدمين يقومون على خدمتها بشكل يومي لتبدو بأبهى حلة .
والتساؤل الذي يتبادر إلى الذهن إذا كان مجلس المدينة عاجزاً عن تأمين موظفين للعناية بالحدائق فلماذا لديه مديرية اسمها مديرية الحدائق لا تقوم بدورها المطلوب في صيانة الحدائق والعناية بها ولماذا لا يسعى مثلاً لطرح بعض المشاريع الاستثمارية في بعض أجزاء تلك الحديقة للاستفادة من تلك الريوع بتوظيف عمال ومستخدمين وحراس يقومون بالعناية بها ليلاً نهاراً حيث نجد بعض الحدائق أنشئت فيها مقاه ومطاعم مثل حديقة باب هود على سبيل المثال وهي منارة وتعج بالحركة الدائمة..
الإهمال مسيطر على بعض الحدائق ولا يقتصر الأمر على المثالين المذكورين فهناك حدائق أخرى على طريق دمشق تحظى ببعض العناية لكنها تبدو غائبة عن الرقابة وتحتاج من الجهات المعنية إعادة النظر فيها والبحث جدياً بوضع إجراءات تعيد الألق لها والخدمات والاهتمام من خلال تفعيل دور مديرية الحدائق لتقوم بدورها الذي يفترض أن تقوم به حسب الأنظمة والقوانين التي أنشئت لها ..

عبد الحكيم مرزوق

المزيد...
آخر الأخبار