يرسل الأهالي أبناءهم إلى المدرسة وهم مطمئنون على سلامتهم ،بعد تقديم الإرشادات والنصائح بضرورة المشي على الرصيف وعدم العبور في منتصف الطريق وبين السيارات ، لكن ما يحدث من تجاوزات ومخالفات بشأن إشغال الأرصفة وانتشار البسطات والعربات عليها يجعل الأهالي يخشون على أبنائهم من الذهاب والعودة إلى مدارسهم ، مع وجود بعض السائقين المتهورين واضطرار الأطفال إلى السير بين السيارات العابرة لأن الأرصفة لم تعد ملاذاً آمناً للمارة والصغار ،فقد نشرت المحال طاولاتها على الرصيف ،ووضع بعضهم مولدات الكهرباء هناك، وانتشرت الأكشاك واعتدى التجار وأصحاب المحال على الأرصفة مما يشكل تهديداً لسلامة المواطن وأمنه.
الحرب فرضت ظروفاً قاسية على الكثيرين وباعة البسطات يرون في عملهم تحدياً للفقر والعوز ،كما أن الفلاحين القادمين من الأرياف البعيدة يضطرون إلى عرض منتوجاتهم على الأرصفة وتحت الشمس الحارقة بعد أن تعرضت محاصيلهم للخسائر ، لذلك فإن هذه البسطات تعد مصدر رزق للكثيرين ، ونحن لا ننكر حق هؤلاء في العيش الكريم ، لكن المشكلة تكمن في أماكن تواجد هذه البسطات وعرقلتها للمارة وتسببها في الحوادث المؤسفة لذلك لابد من إيجاد بدائل لأصحابها لأننا نؤمن بالمثل القائل ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق)
عن طريق توفير أسواق تجارية خاصة بالأكشاك والعربات تحددها البلديات ، وإيجاد مواقع بديلة يتم تحضيرها لاستيعاب الجميع دون الاضطرار إلى قمع أصحاب البسطات الباحثين عن لقمة العيش ، ومنح رخصة إشغال أملاك عامة ضمن شروط معينة تضمن السلامة للجميع.
إشغالات الأرصفة واقتطاع أجزاء منها تعد على الأملاك العامة ، وانتشار البسطات بشكل عشوائي يعطي انطباعاً غير حضاري ولا يليق بمدننا وشوارعنا فهل تتضافر الجهود لإيجاد حلول وبدائل منصفة ترضي الجميع ؟!!
سمر المحمد