تغيير الثقافة في رابطة الخريجين الجامعيين … الحلاق :ثقافة التغيير يعني التخلص من كل ما انتهت صلاحيته المعرفية والاجتماعية والاقتصادية

بدعوة من رابطة الخريجين والجامعيين قدم الباحث محمد راتب الحلاق محاضرة بعنوان ثقافة التغيير –تغيير الثقافة «عن الهوية والقيم والانتماء «وذلك بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية في مقر الرابطة حيث رأى المحاضر أن تغيير الثقافة يرمي إلى تقويض ثقافات الشعوب وهوياتها وخصوصيتها وتدمير منظومة القيم السائدة بقصد إكراه تلك الثقافات والقيم على التماهي مع ثقافة وافدة تتمثل في ثقافة العولمة وقيمها التي تخدم في النهاية فلسفة اقتصاد السوق ، منوها أن تغيير الثقافة مطلب خارجي يدعو إلى التخلي عن القيم القريبة ولاسيما التي تدعو إلى المقاومة والممانعة والحفاظ على الهوية العربية فالخارج يدعو إلى تغيير المناهج التعليمية ولا سيما مناهج العلوم الإنسانية بعد التهكم على مقومات هذه العلوم.
وأشار إلى أن ثقافة التغيير تعني الشغل على الهوية ونقد القيم التي تقوم عليها نقداً موضوعياً وعقلانياً يستجيب لأسئلة المرحلة التاريخية الراهنة لتكون هذه الهوية أكثر كفاءة وكفاية في مواجهة أعباء الوجود في عالم متغير من أهم سماته القول أن الحق للأقوى ولا يعطي أية أهمية لقوة الحق.
ونوه «الحلاق» بإدعاء دعاة تغيير الثقافة إلى تغيير مناهج تعليم العلوم الإنسانية وليس العلوم الطبيعية لتبديل منظومة القيم لتغيير السلوك والمزاج العام لتقبل إحلال هوية مستوردة من وراء البحار أو من وراء النهر محل الهوية العربية عن طريق تبني ثقافة الآخرين وقيمهم بدعوى أن ما نجح في مكان لابد أن ينجح في مكان آخر مع أن التجارب قد أثبتت سذاجة نقل الثقافات والهويات نقلاً أفقياً بطريقة الفك والتركيب .
وأشار إلى أن ثقافة التغيير ثقافة عقلانية تضع تراث الأمة فوق غربال النقد العقلاني الصارم للتخلص من كل ما انتهت صلاحيته المعرفية ولم يعد قادراً على الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الواقع المتحرك والمتجدد والتخلص من الترهات والأحقاد المتوارثة التي لا تستند إلى أي مبرر عقلي .
وتحدث عن نوعين من القيم الأولى مثالية متصورة في الذهن والثانية واقعية متمثلة في السلوك ورأى أن العلاقة بين القيم الإيجابية والسلوك غير واضحة ، وتكون أقل وضوحاً في بعض المواقف والمراحل .
ورأى أن مؤسسات المجتمع تقوم بعيداً عن نوايا الأفراد وأمزجتهم ومصالحهم الشخصية، ومجموعة القواعد والأسس التي تحفظ المجتمع وتماسكه هي التي تشكل منظومة قيم المجتمع وتوجه سلوك أفراده وتحدث عن دور الخارج في تمزيق نسيج المجتمعات العربية والوصول بها إلى العشائرية والطائفية والمذهبية والإقليمية وقال : لخروج العرب من حالة انسداد الآفاق التي يعيشونها لا بد من احترام منظومة القيم العربية بالمعنى الحضاري الذي يميّز العرب عن بقية الأمم .
وأضاف : لا بد من إعادة تقنين المنظومة المعرفية ومراجعتها للتخلص مما انتهت صلاحيته المعرفية والاجتماعية والاقتصادية ولم يعد يمتلك إجابة عن أسئلة العصر لإعادة بناء اللحمة الوطنية والاجتماعية التي تهمشت في أكثر من مكان بفعل تآمر الخارج وعقوق بعض أفراد الداخل وانشغالهم بمصالحهم الشخصية
عبد الحكيم مرزوق

 

المزيد...
آخر الأخبار