شح المبيعات في معارض الكتب ينذر بتراجع القراءة إلى مستويات مخيفة

رغم أن بعض الكتب يباع في معرض الكتاب بقيمة خمسين ل .س وهو سعر لا يكفي ثمن ربع سندويشة فلافل .إلا أن نسبة المبيعات لا تزال خجولة تؤكد هذه النسبة أننا في أزمة قراءة حقيقية ,يتفق الجميع على أن مواقع التواصل الاجتماعي تتحمل جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية رغم أن أزمة القراءة تسبق انتشار مواقع التواصل وكنا حينها نعزو السبب إلى التلفاز,والمعروف أن هذه الأزمة متشابهة في معارض الكتب التي تقيمها الدور الخاصة أوتلك التي تتبناها مؤسسات ثقافية رسمية تباع فيها منشورات تلك المؤسسات مثل معرض الكتاب في فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص أو معارض الكتب في مديرية الثقافة حيث تباع منشورات الهيئة السورية للكتاب.
زرنا بعض تلك المعارض وسألنا المعنيين عنها عن أسباب تراجع نسبة القراءة : رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب عبد الرحمن بيطار قال: يعرض الاتحاد كتباً متنوعة تغطي أنواعا من الأجناس الأدبية والشعر والقصة والمسرحيات والرواية بالإضافة للدراسات النقدية والسياسية حيث يساهم هذا المعرض الدائم في فرع الاتحاد في تطوير أو تسهيل تقديم المطبوعات بأسعار معقولة ليستفيد منها القارئ وخاصة فئة الشباب كما تتوفر في المعرض الدوريات الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب ,حيث يصدر الاتحاد مجموعة من الدوريات مثل الموقف الأدبي الشهرية ومجلة التراث العربي الفصلية ومجلة الآداب الأجنبية ومجلة الفكر السياسي ,وأضاف: إن مطبوعات الاتحاد ليست ربحية لذلك أسعارها رمزية ،تباع بسعر مغر جدا فالإصدارات قبل عام 2005 سعرها خمسون ل س وهناك حسم 50% للإصدارات بعد هذا التاريخ وأضاف بأن عدد عناوين الكتب بلغ 200عنوان
الكتب المتعلقة بأدب الأطفال قليلة جداً
الناقد والمسرحي محمد بري العواني أشاد بالعدد الكبير للروايات الموجودة في المعرض وهي إصدارات جديدة ، حيث يتناول قسم منها الحرب الكونية على سورية وتحليلها ووجهات نظر وأطروحات محددة وتحليلات وكتب سياسية صدرت حول الحرب ومنها المترجمة وهي هامة جداً ومنها المؤلفة وانصح أصدقائي بالحصول على هذه الكتب وخصوصاً المترجمة فهي تنقل عين وعقل الآخر ؟ وتصل الحسومات لحد 50% من سعر الكتاب ولا أتصور أن يجد القارئ كتاباً مدققاً وصادقاً أكثر من مطبوعات اتحاد الكتاب العرب ومطبوعات وزارة الثقافة، وأنا عندما أفكر باقتناء كتاب، فإنني أميل نحو الدراسات الأدبية بالعموم ونقد الشعر بالخصوص وبالتحديد النقد والدراسات المسرحية والنصوص المسرحية وأنا كعضو جمعية أدب الأطفال المصنف كاتب طفل أميل إلى كل ما يصدر للأطفال من قصص ودوريات ومسرحيات ودراسات نقدية ، ولكن ضمن هذه الظروف الكتب المتعلقة بأدب ومسرح الأطفال قليلة ليس لعدم وجود كتاب ولكن لأن الحيز ضيق ولأن أطفالنا لا يقومون باقتناء هذه الكتب بل الكبار من يقومون باقتنائها لذلك حركة بيعها بطيئة، ولكن أرى بأن ما يصدره اتحاد الكتاب العرب بسورية في أدب الأطفال هو أفضل الآداب على مستوى الوطن العربي…

لا يوجد مبيعات
في معرض الكتاب الذي أقامته إحدى دور النشر في المركز الثقافي منذ فترة وجيزة, وجدنا عناوين كتب شيقة , مثل رواية بهار لعامر حميمو ,ورواية شباك أمينة للروائي المعروف أسعد اللامي ورغم زيارتنا للمعرض وقت الذروة الساعة 12 ظهرا إلا أن القاعة كانت خالية من أي زائر ,فسألنا الشاعرة ليندا عبد الباقي عن أحوال الثقافة من خلال معرض الكتاب فقالت: لا يوجد أي مبيعات على الإطلاق وإن لم تشتر مديرية الثقافة بعض النسخ , فهذا يعني أنني تجشمت عناء السفر مجانا رغم أنني أشارك في معارض الكتب منذ أكثر من تسع سنوات داخل سورية وخارجها ولكن هذا لا يشفع لأحد في زمن سيطر فيه الانترنت على كل شيء حتى بات الكتاب الإلكتروني أكثر تداولا من نظيره الورقي رغم علاقة الورق الحميمية بذاكرتنا ورغم المخاطر الصحية من الإفراط في استخدام الشاشات إلا أن كل ذلك هباء في ظل سيطرة كل هذا الزيف والتيه .
وعن الحل لمشكلة تراجع القراءة والمبيعات من الكتب قالت ألاحظ من خلال المعارض التي أقيمها أن البعض يفتش عن الأسماء الرنانة ولا أحد يعير أدنى اهتمام لأدب الشباب وهذا شيء مزر للغاية ويتطلب تدخل المؤسسات الرسمية لإنقاذ أدب الشباب وإعطاء الأهمية للكتاب والكاتب معاً,حيث الدخول بمرحلة اليأس من شأنه أن يؤثر على علاقة الأفراد بأرضهم وتراثهم .

mymonaali@gmail.com

المزيد...
آخر الأخبار