لملم ذلك الفنان لوحاته وقفل عائداً إلى محافظته بعد انتهاء معرضه في صالة الفنون التشكيلية في حمص,دون أن يبيع لوحة واحدة تعوض له تكاليف المعرض ,وحال الفن التشكيلي لا يختلف عن حال الفنون الكتابية مثل الشعر والقصة ,وقد سأل صحفي المخرج الحلبي مصطفى العقاد صاحب فيلم «الرسالة» عن سبب قيامه بإخراج أعمال تجارية لا ترتقي لفيلم «الرسالة «فأجاب بأن الحياة «تحتاج أكل عيش « ولا يمكن للمرء أن يأكل لوحات فنية أو أن يشرب الشعر دواء ,ولعل البعض يرى في رصد التمويل لأي نشاط ثقافي ضرورة من شأنها أن ترتقي بالذوق العام وأن ترفع من سوية المادة الثقافية أو الفنية المقدمة في تلك الفعاليات وأن يأخذ المبدع بذائقة المتلقي لمصاف الرقي والوعي الفني , لا أن يُترك المبدع فريسة لثمن علبة الدواء, فنرى تسكع الشعراء في البلاطات من أجل التكسب وهذا يحيلنا إلى موضوع آخر له علاقة بكون الشعر أو الأدب بعامة مهنة أم مجرد هواية لا تطعم من جوع ولكنها قد تؤمن من خوف الآتي المخبأ.
وما يدعوني لهذا الكلام هو حجم الاستنكار الكبير لأي شاعر يتكسّب من وراء المديح رغم أن المتنبي مثلا كان يفعل ذلك.
يجب أن ننتبه لضرورة دعم الثقافة والمثقفين ليتمكنوا من أخذ دورهم الريادي الحقيقي المنوط بهم بفعل نواميس الحياة .
ميمونة العلي
المزيد...