سعى المخرج زين العابدين طيار إلى أن يرسم لنفسه مسارا فنيا متألقا في عالم المسرح على غرار أسماء فنية استطاعت أن تحجز لنفسها مكانا وان تثبت ذاتها على خشبة المسرح ، ليحلق في الأفق الرحب بإبداعه المسرحي محققا نجاحا ملحوظا في عروضه المسرحية .
مشاركات غنية
و عن بداياته و نشاطاته المسرحية حدثنا قائلاً: عشقت المسرح منذ الصغر وبدأت في عمر 14 سنة في المسرح المدرسي و قد كان آنذاك مدير المسرح المدرسي الأستاذ ضيف الله مراد و هو مسرحي معروف على مستوى القطر و قد قدمنا أكثر من ستة أعمال و هي « جسر آرثا – مسرحية المعطف – مركب بلا صياد – نابولي- المليونيرا «
و في عام 2004 سافرت إلى دمشق و تم ترشيحي من قبل المسرح المدرسي لإتباع دورة في الإخراج و التمثيل و كانت الدورة بإشراف أساتذة أكاديميين محترفين و منهم الفنان المرحوم نضال سيجري و في نهاية الدورة كان هناك ورشة عمل عبارة عن من مشاهد و اسكتشات و من ثم عدت إلى حمص للعمل في المسرح المدرسي و عملت كمساعد مخرج مع الأستاذ ضيف الله مراد بالمسرح المدرسي و كان عمري آنذاك 19 عاماً بعدها تقدمت إلى فرقة إنانا للمسرح الراقص و تم قبولي في فحص المقابلة و بقيت أتدرب مدة 9 أشهر و أيضاً عملت مع المخرج العراقي الدكتور حميد صابر عمل بعنوان « الحر الرياحي».
و تابع قائلا : عملت أيضاً مع المسرح الجامعي كممثل ثلاثة أعمال الأول بعنوان» ماريا «و الثاني بعنوان « نساء لوركا « و الثالث بعنوان» شوباش» و أول عمل إخراج قمت به بعمر 22 عاما سنة 2008 و كان بعنوان « غني – ثلاثة فقراء « للكاتب الفرنسي جان لويس كاليفيرت هذا العمل من مسرح بعد الحداثة وتم تقديم هذا العمل مع شباب هواة و هذا العمل رشح للعرض في مهرجان المسرح الجامعي المركزي على مستوى سورية و في مهرجان – طرطوس و قد حصد العمل جائزة أفضل مخرج و جائزة المركز الثاني و جائزة أفضل ممثلة و جائزة تصويت الجمهور و رشح العرض للمشاركة في أغلب المهرجانات السورية و أهمها مهرجان دمشق المسرحي و عرض أيضاً في حمص و اللاذقية ،وفي نفس الفترة كنت اعمل مع المسرح القومي مسرحية للأطفال بعنوان «سندريلا» و كما عملنا مع نقابة الفنانين في مسرح خيال الظل « حكايا كركوز و عواظ « مع المخرج خالد الاكشر .
و في عام 2010 عملت مع المسرح القومي بمسرحية الغابة للمخرج الدكتور سمير عثمان الباش كما عملت مع المخرج سامر أبو ليلى كشريك في مشروع ممول من الأمانة السورية للتنمية فضاء حمص الثقافي و رشحنا لإتباع دورات بالإدارة الثقافية و بتقنيات الاتصال و التواصل وورشة عمل بعنوان «المواطنة الفعالة» كما عملت في مسلسل وادي السايح ،و في عام 2009 عملت مدربا للتمثيل في صالة النهر الخالد في ورشة بعنوان( الأطفال يصنعون مسرحهم )و كان نتاجها عرضا مسرحيا لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 8 سنوات و بعدها عملت ورشة عمل مع شباب يافعين وبعد ذلك التحقت بالخدمة الإلزامية في صفوف الجيش العربي السوري و بقيت لمدة ثماني سنوات .
مازال قائما
و أضاف : بعدها عدت للعمل المسرحي بشغف و اندفاع أكبر و قمت بإخراج مسرحية بعنوان « العطسة « للمسرح القومي عن مجموعة قصص للكاتب الروسي انطون تشيخوف و العرض ما زال قائما و قد عرض في يوم المسرح العالمي قي حمص 7 آذار وفي نهاية نيسان كما قدمنا عروض جماهيرية في حمص و شاركنا في فعاليات مهرجان حمص الثقافي .
كما قدمنا مسرحية العطسة على مسرح الحمراء بدمشق لمدة يومين و نال العرض إعجاب الجمهور و بحضور نخبة من الفنانين المهمين و حالياً نحن مدعوون للمشاركة في مهرجان الماغوط في حماه و لدينا عرض بالشهر العاشر في مهرجان نقابة الفنانين باللاذقية .
متعة حقيقية
و عن العمل بالمسرح الجامعي قال: العمل في المسرح الجامعي مهم جداً و أغلب الفنانين كانت بداياتهم من مسارح الهواة وهذا يفتح للجيل الجديد أبوابا لصقل موهبتهم وتجاربهم المسرحية.وبالنسبة لي عملت بالتمثيل و الإخراج و استمتعت كثيراً في العمل المسرحي فهو متعة حقيقية و أنا أرضي ذاتي عندما أعمل بالمسرح و الممثل المسرحي بحاجة إلى تدريب وتطوير أدواته و ثقافته و المخرج أيضاً بحاجة إلى متابعة و مواكبة الحركة المسرحية و أن تتوفر لديه أرضية ثقافية واسعة و خبرة .
حسب الشخصية
و عن مواصفات اختيار الممثلين قال: اختيار الممثل يرتبط بالدور و بالشخصية المسرحية و في بداية أي عمل مسرحي نقوم بورشة عمل حيث يتم تقييم الممثلين و اختيارهم للعمل في العروض المسرحية و نقوم بدورات إعداد و تطوير أدواتهم و ليونة أجسادهم و تدريب أصواتهم و نختار كل ممثل حسب الشخصية التي تتوافق معها و نحن نتعامل مع الممثلين بطريقة أكاديمية من خلال خبراتنا.
جمهور مندفع
و على أثر انتشار التكنولوجيا على الإقبال على المسرح قال : إن وجود التكنولوجيا و وسائل التواصل الاجتماعي قلل من الاهتمام بالمسرح و السينما و الكتاب و رغم ذلك هناك جمهور عاشق للمسرح و قد لمسنا ذلك من خلال العروض التي قدمناها فقد قدمنا مسرحية العطسة أربع مرات و في كل مرة كان المسرح ممتلئ و كان هناك تفاعل شديد لذلك نحن بحاجة إلى تعزيز ثقافة المسرح في مجتمعنا و ذلك من خلال البرامج الإعلامية و الندوات و البرامج الثقافية و عن طريق إدخال مادة المسرح في المناهج التربوية و تدريسها و بالتالي هذا يساهم في زرع حب المسرح في نفوسهم و بالتالي دفعهم إلى الحضور.
حالة تفاعلية
و عن تفاعل الجمهور مع المسرح قال :من أهم شروط المسرح هو التفاعل بين العرض المسرحي و الجمهور، و المسرح عموماً هو حالة تفاعلية عندما يقدم فائدة و متعة و أي عرض لا يحمل أي قيمة تربوية أو أخلاقية فإنه يفتقد لشرط التفاعل مع المتلقي و أي خلل بالتفاعل مع الجمهور فإن ذلك يقع ذلك على فريق العمل
و من أهم المسرحيين الذين تأثر بهم قال : عند الغرب انطون تشيخوف وعندنا سعد الله ونوس – و فواز الساجر و نضال سيجري و ضيف الله مراد.
و عن أهمية الموهبة و الدراسة الأكاديمية للفنان المسرحي قال: الموهبة عنصر مهم للممثل و يجب أن يكون لديه شغف و التزام و استعداد دائم وان يتدرب باستمرار كذلك الخبرة الأكاديمية ضرورة للفنان و عليه أن يطور ثقافته وخبرات من مصادر متنوعة .
رسالة فكرية
و عن أهمية المسرح في حياتنا قال : للمسرح له دور هام في حياتنا فهو ارتقاء روحي للفكر و رسالته مستمرة و أي عرض مسرحي يحمل رسالة فكرية فهو يؤدي دوره وبالنسبة لي للمسرح له رهبة قدسية خاصة .,
و عن الصعوبات التي تواجه الفنان قال :نحن نفتقد لوجود خشبات مسارح حيث نضطر للتدرب و إجراء البروفات في قاعات ضيقة غير مؤهلة و مجهزة و فيما يخص تأهيل الكوادر نحن نعاني من عدم استمراريتها بعد تدريبها و تأهيلها و نحن بحاجة لدعم مادي و فكري و لوجستي و تطوير الخبرات و المهارات و الخروج من النمطية الكلاسيكية التقليدية و مواكبة التطور الفني و تطور الحركات المسرحية على مستوى العالم و مشاهدة العروض المسرحية.
و بالنسبة لي هدفي أن أصنع شيئاً جديداً و أن أقدم حالة مسرحية جديدة في المسرح وان يكون لي بصمة مميزة وأنا أؤمن بمقولة الكاتب الروسي أنطوان تشيخوف « مطلوب أشكال جديدة .. فإن لم تكن موجودة فالأفضل لا شي» فالمسرح في تطور لذلك لا بد أن يكون لدينا شيء جديد يتوافق مع روح العصر الذي نعيش فيه و العصر يتحدد و الفن يجب أن يتجدد .
المزيد...