علامات الإزعاج بادية على محياها المصفر, وقد ذاب بعض المكياج حتى اختلطت الألوان كما في لوحة سريالية ,تغدو وتروح كأم عروس تنتظر خروج ابنتها من صالة التجميل وهي توقن أنها وافقت على زواج وحيدتها لأنها لا تملك خيار الرفض لمجرد الرفض …سألتها سبب قلقها فقالت: بقي ربع ساعة فقط وسيصل البروفسور مدير مركز الأبحاث المتعلقة بالبحوث الشمسية والأمواج الكهروطيسية وسيخذلني الجمهور كالعادة… تركتني أستنتج بمفردي أن الجمهور لن يأتي ليحضر تلك المحاضرة القيمة ,قلت لها بعض المراكز الثقافية يكون الموظفون أنفسهم هم الجمهور .وبعض المراكز يكون الجمهور من طلاب المدارس أو طلاب الدورات المهنية أو الحاسوبية وبعضها يتغلبون على هذه المشكلة بتأليف رابطة أصدقاء المركز, وهم من المثقفين الذين يواظبون على حضور الندوات ويشاركون فيها أحياناً أخرى.
إلا أن مديرة المركز الثقافي حوقلت تعوذت وقالت: إن أصدقاء المركز من النساء مشغولات بصناعة المكدوس ,أما الرجال فمشغولون في رحلة سياحية ….
وصل البروفيسور ليجد الصالة خاوية على عروشها من أي حضور … خيَّرته مديرة المركز الثقافي أن يلقي المحاضرة في مكتبها على مسمعي ومسمع المديرة فقط ,أو أن تسجل له النشاط على الورق ….صمت …ثم خرج …ولم يعد .ولن يعود..؟!
ميمونة العلي
المزيد...