المياه في «الأعور» بالقطارة…الحفر الفنية المكشوفة أدت لتكاثر الحشرات وانتشار الأمراض

قرية الأعور إحدى قرى ناحية الرقاما التابعة لمحافظة حمص تقع شرق الطريق السريع بين حمص ودمشق حيث تتوضع بين قريتي المظهرية و النزهة , وتبعد عن مركز مدينة حمص حوالي 20 كم يتجاوز عدد سكانها 700 نسمة يعتمدون على الزراعة ,خصوصا زراعة اللوز والعنب والزيتون ,الواقع الخدمي فيها شبه مقبول الا أن الحرب التي مرت على بلدنا أثرت على جميع مناحي الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطن , وعانت الأعور كغيرها من قرى الريف من نقص الخدمات , ولإلقاء الضوء على الواقع الخدمي فيها زارت العروبة القرية والتقت عدداً من الأهالي ومختارها اسعد سليمان ويوسف الجوراني رئيس الجمعية الفلاحية .

المياه شبه معدومة
أشار الأهالي إلى أنهم يعانون العطش الشديد , وتشرب القرية من بئر تل الشيخ الذي يبعد عنها مسافة 10كم , حيث يتم ضخ المياه للقرية كل أربعة أيام ولمدة ساعة واحدة فقط ..؟! وتساءل البعض : كيف سنتمكن من تعبئة خزانات منازلنا خلال ساعة واحدة فقط ..فلا نكاد نرى المياه حتى تختفي , وأكدوا أنهم مضطرون دائما لشراء مياه الشرب من الصهاريج بشكل مستمر علما أنهم لا يعرفون مصدرها , حيث يبلغ سعر البرميل الواحد 250ل.س , مما يشكل عبئا ماديا كبيرا يثقل كاهل سكان القرية .

حفر فنية
أوضح المختار أنه تم تزويد الأعور بشبكة الصرف الصحي في عام 2017 , وقسم العمل على مرحلتين . «المرحلة الأولى «تبدأ من المصب في قرية المظهرية حتى قرية الأعور إلا أنه لم يكتمل العمل فيه بعد .
و «المرحلة الثانية «لم ينفذ منها شيء حتى الآن , لذلك يتم استخدام الحفر الفنية المكشوفة من قبل الأهالي , مما يجعلها مرتعا وبيئة مناسبة للحشرات القارصة والذباب , إضافة لانتشار الروائح و الأمراض الجلدية والتنفسية عدا عن التلوث البيئي في الوقت الذي يفترض فيه أن يعيش أبناء الريف بجو نظيف صحي ! ويتساءل قاطنو القرية عن أسباب توقف العمل في هذا المشروع الصحي .. لكن ومع الأسف دائماً تعلق الأسباب على شماعة الحرب وتداعياتها ..!!؟
وكما نعلم أن أخطر ما ينتج عن الاعتماد على الحفر الفنية هو تسرب المياه الآسنة إلى المزروعات ..لاسيما أنه كما ذكرنا سابقا أن أهل القرية يعملون بالزراعة ويأكلون من منتجات ما يزرعون , كما يقوم البعض ببيع الفائض من تلك المنتجات للآخرين ولكم تخيل الضرر الحاصل ؟!!.

كل /50/ يوماً مرة
يوجد معتمد واحد لتأمين مادة الغاز المنزلي وتوزيعه على البطاقة الذكية ويؤكد كل من التقينا بهم أنه لا يتم استبدال اسطوانة الغاز وتأمينها إلا كل 50 يوماً فقط وبشكل دائم وليس لفترة مؤقتة ولهذا الوضع تداعياته عند المواطن وصعوباته الكثيرة .

مخصصات غير كافية
يقول المختار أنه تم في العام الماضي توزيع دفعتين من مادة المازوت المنزلي على أهل القرية كل دفعة بواقع 100 ليتر بوجود وإشراف عضو مجلس بلدي والمختار ورئيس الجمعية الفلاحية وأمين الفرقة الحزبية . وتم توزيع 50 ليتراً كدفعة أولى من المازوت الزراعي وبعدها 40 ليتراً كدفعة ثانية ..ومع ذلك كمية المازوت الزراعي غير كافية لاستكمال أي عمل زراعي من «حصاد ونقل مواسم «ٍوغير ذلك ..

الواقع مقبول
بين رئيس البلدية صبوح داوود أن قرية الأعور تتبع إدارياً لبلدية النزهة ويوجد جرار زراعي خاص بتجميع وترحيل القمامة إلى المكب ,ويخدم الجرار كل القرى التابعة إدارياً للبلدية .وحصة قرية الأعور مرة كل ثلاثة أيام بالإضافة لوجود حاويات على شكل براميل للحفاظ على نظافة القرية بشكل دائم .

مركز صحي
لا يوجد في الأعور مركز صحي أو نقطة طبية أو عيادة طبيب خاصة أو حتى صيدلية و مما يضطر الأهالي الاعتماد على المراكز الصحية الموجودة في القرى المجاورة أو الذهاب إلى مراكز ومشافي المدينة متكبدين عناء السفر وأجور النقل الخاصة المرتفعة..

التعليم جيد
يوجد مدرسة ابتدائية في القرية بكادر تدريسي من ضمن الملاك وعلى سوية جيدة من الكفاءة , بالإضافة لمدرسة إعدادية و ثانوية في مبنى واحد تقع بين قريتي الأعور والمظهرية والجدير ذكره أن هذه المدرسة شيدت بالعمل الشعبي ليدرس فيها طلاب الثانوية « الفرع العلمي» , أما طلاب الفرع الأدبي يدرسون بثانوية قرية النزهة و طلاب الثانوية الصناعية يدرسون في مدارس الرقامة .
الخبز مقبول
أوضح الأهالي أنه يتم استجرار مادة الخبز من مخبز قرية المضابع , ويوجد معتمد في القرية لتأمين وتوزيع الخبز للمواطنين .. و أكدوا أن نوعية الخبز مقبولة والمخصصات كافية ..

الطرق ترابية
كافة الطرق في القرية ترابية ,باستثناء الطريق العام الوحيد فهو مؤهل ومقبول إلى حد ما . ويذكر الأهالي أنه تم تعبيد الطريق الواصل بين قريتي الأعور –الفحيلة وهو بطول 2كم على نفقة الأهالي , كون جزء منه من جانب قرية الأعور , إلا أن العمل توقف فيه ..يتمنى الأهالي إكمال العمل فيه نظراً للخدمات التي يقدمها هذا الطريق كما يتمنون ترميم الطريق المعبد وإعادة تأهيله من جديد .

كثيرة ولا تحصى
إن من يقصد طريق حمص – المظهرية – الأعور لا يكاد يلتقط أنفاسه من صعود وهبوط السيارة التي تقله جراء كثرة المطبات المزعجة وطريقة تموضعها بشكل مؤذ ولا نبالغ إن قلنا أن أمام كل باب منزل تقريباً يوجد مطب اسفلتي ..؟! فهل ستبقى هذه المطبات بشكل عشوائي تزعج المارة والسيارات على حد سواء ..؟!
حيث يوجد حوالي 20 مطباً ما بين قرية الأعور وخط الفوسفات على الطريق , وتمنى محمد أحد سكان القرية على الجهات المعنية عدم السماح لأي كان بوضع أو إزالة أي مطب إلا بموافقة الجهات المعنية وعدم ترك هذه الأمور لمزاجية بعض المواطنين …

منعطف خطير جداً
أشار أحد السكان أنه عند نقطة تقاطع قرى كل من الرقامة والأعور والدرداء يوجد منعطف تم تنفيذه بشكل غير فني على الإطلاق – على حد الرصيف – وقد أدى ذلك إلى وقوع الكثير من الحوادث المرورية التي أودت بحياة الكثير من المواطنين ولم تتحرك أية جهة لمعالجة ذلك … لذلك ناشد الأهالي في القرية الجهات ذات العلاقة العمل للحد من الحوادث والموت الذي يتربص بالمواطنين عند ذلك المفرق …!

المعاناة كبيرة
تحدث الأهالي عن معاناتهم في التنقل من والى القرية , واعتمادهم على السيارات العابرة والتي تكون مكتظة بالركاب كالعادة ..و اضطرارهم في اغلب الأحيان إلى الاستعانة بسيارات خاصة وهي مكلفة ماديا وترهق كاهل السكان , والسبب يعود لعدم وجود سرافيس أو باصات عاملة على خط القرية بشكل خاص.
وكان لأحد سائقي السرافيس كلام آخر حيث قال : إن كلام الأهالي غير دقيق, فقلة عدد الركاب هي السبب , فنحن لا نستطيع الذهاب إلى المدينة براكب واحد أو اثنين لأسباب كثيرة .. كما أننا نقوم بتنظيم الدور , ونخدم أهل القرى حتى الساعة الرابعة بعد الظهر.

المقسم ضوئي
تتبع قرية الأعور إلى مركز هاتف قرية المظهرية ومع انقطاع التيار الكهربائي تنقطع الاتصالات كون المقسم ضوئي مما يجعل القرية «خارج نطاق التغطية» عند انقطاع الكهرباء .

التيار الكهربائي ضعيف
أكد المختار أنه تم تزويد القرية بشبكة الكهرباء منذ ثمانينات القرن الماضي ولم يطرأ عليها أية عملية استبدال , ولا حتى صيانة وقد أصبحت عملياً قديمة وبحاجة لترميم وصيانة معاً , وأشار الأهالي إلى ضعف التيار الكهربائي في القرية , الأمر الذي أدى إلى التسبب بتعطل عدد من الأدوات المنزلية الكهربائية ..
وبالنسبة لإنارة الشوارع بينّ السكان أنه تم إنارة جزء من الشارع العام فقط بالمصابيح وبقي الجزء الآخر دون إنارة حتى الآن , ما يعرض المشاة العابرين لهذا الطريق لخطر الحيوانات الشاردة بالإضافة لحوادث السير..

تحقيق وتصوير نبيلة إبراهيم