بعد تحرير سوريا من نظام الأسد، تشهد العلاقات الدولية لدمشق مرحلة جديدة من التأسيس، وتأتي زيارة الوفد الروسي الرفيع إلى العاصمة السورية لترسم معالم هذه المرحلة الجديدة.
في قصر الشعب بدمشق، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع الوفد الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي ألكساندر نوفاك، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
هذه الزيارة التي تأتي في إطار مساعي إعادة تعريف العلاقات بين البلدين، تمثل نقلة نوعية من منطق الهيمنة إلى شراكة تقوم على أسس جديدة من الاحترام المتبادل والشفافية والاعتراف الكامل بسيادة سوريا.
وقد جاءت الزيارة تتويجاً لجهود دبلوماسية سابقة شملت زيارة وزير الخارجية السوري إلى موسكو، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لإعادة تقييم الاتفاقيات السابقة بين البلدين.
خلال المباحثات، أكد الجانب السوري على أن أي تعاون مستقبلي يجب أن يخدم مصالح الشعب السوري أولاً وأخيراً، وأن يقوم على أساس من المنفعة المتبادلة واحترام السيادة الوطنية, هذا الموقف يعكس رؤية جديدة تدرك أهمية الموقع الجيوستراتيجي لسوريا، وتستثمره لتحقيق الاستقرار الإقليمي وموازنة النفوذ في المنطقة.
من جهة أخرى، تدرك سوريا الجديدة أهمية الدور الروسي كعضو دائم في مجلس الأمن، وقدرته على التأثير في القرارات الدولية المتعلقة برفع العقوبات ودعم مشاريع إعادة الإعمار,كما أن للتعاون مع روسيا بعداً أمنياً مهماً في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
على الصعيد الاقتصادي، يمكن للشراكة مع روسيا أن تساهم في تلبية الاحتياجات الأساسية للسوريين، وتلعب دوراً محورياً في إعادة إعمار البنية التحتية واستثمار القطاعات الحيوية.
وقد أبدى الجانب الروسي خلال الزيارة اهتماماً خاصاً بمشاركة سوريا في الفعاليات الإقليمية والدولية المقبلة.
ختاماً، تمثل هذه الزيارة خطوة مهمة نحو بناء تحالفات دولية تدعم عملية إعادة الإعمار والاستقرار في سوريا، مع الحفاظ على السيادة الوطنية والقرار المستقل.
إن إقامة علاقة متوازنة مع روسيا يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي والدولي، ويعزز فرص سوريا في تجاوز إرث الماضي وبناء مستقبل أفضل لشعبها.