مكافحة الفساد أولوية لا تؤجل!!

الفساد غول أسود يلتهم الأخضر واليابس،تعددت جوانبه ليسيطر على كل شيء،هو نهج وسلوك استشرى في مؤسساتنا عبر عقود من الزمن،بحيث أصبح معه الفاسدون شبكات تسيطر على الحياة العامة والخاصة على حساب الغالبية العظمى التي وصلت إلى حالة من الفقر المدقع.

شركات وتجارة وأشياء لا نعرفها من التحايل والتلاعب بقوت المواطن الذي وجد أمامه كل الطرق مسدودة ،المال العام كان الهدف الأول لأن لا حسيب ولا رقيب،كل من استلم إدارة أو منصباً،كأن منصبه يخوله على كل شيء،كشفت حالات كثيرة ،وما خفي أعظم بكثير.

هل يستطيع أحد اليوم مهما بلغ من العلم والمعرفة ،أن يعطي أرقاماً لكميات المال المسروق والمنهوب تحت مسميات وذرائع واهية لا تمت إلى الواقع بصلة،شركات ومعامل ومؤسسات وصلت إلى حد الإفلاس وعدم القدرة على العمل والإنتاج،كيف أصبح القطاع العام عاجزاً،وهو القطاع المنتج الذي يعول عليه لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق النهضة العمرانية في كافة المجالات؟؟؟

تحول اقتصادنا إلى اقتصاد  يعتمد على التهريب من خلال شبكات تستغل حاجات الناس،تخرج وتدخل ما تشاء عبر الحدود لصالح المجموعات المسيطرة وفي وضح النهار،وطالما هناك أموال تدخل وتخرج ورقيب يسيل لعابه عندما يراها فهي تمر بسهولة.

اليوم نريد تبديل الصورة والنهج،لقد وصلنا إلى حالة اللاعودة إذا لم نستطع وضع النقاط على الحروف،كل شيء في الوطن هو ملك للوطن وأبناء الوطن،وكل سلوك خارج الإطار يجب أن يوضع له حداً ،عندها بالتأكيد ستتغير الصورة ويشعر أبناء الوطن بالراحة النفسية.

ثرواتنا هائلة ومتنوعة كل دول العالم النافذة تتصارع عليها ونحن غالبيتنا نعيش تحت خط الفقر،عندنا نفط وغاز وزراعة وسياحة وكل مقومات النهوض،وما ينقصنا هو معرفة كيفية إدارة هذه الثروات والاستفادة منها لبناء الوطن ونهوضه من الحالة التي عانينا منها طويلاً.

ومع الإدارة الجديدة التي اتخذت مكافحة الفساد أولوية مهما كانت الظروف،نعتقد أن سوريا ستظهر قدراتها الحقيقية المغيبة،هذه القدرات والإمكانيات لو وظفت لتحقيق التنمية سوف تكون سوريا شكل آخر لا يقل شأنا عن الدول التي حققت نهضة عمرانية وعلمية،العقل السوري منفتح وفعال وبإمكانه إنجاز الكثير عندما تتوفر الإمكانيات والاستثمارات التي توفر كل متطلبات العمل والإنتاج ،عندها فقط نستطيع الوقوف على أرضية صلبة وراسخة لاتهتز مهما اشتدت العواصف والأنواء.

استثمار العقول هو مفتاح الحل لمشاكلنا،لأن الاستثمار هنا في الفكر والأخلاق التي يتبين من خلالها الرث من الثمين،عندها فقط نستطيع القضاء على الفساد واجتثاثه من جذوره،لأن الضمير الحي علامة فارقة في إنجاز ما نصبوا إليه.

عادل الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار