كأنه الأمس زاويتي الأولى في جريدة الثورة تتحدث عن معاناتنا نحن الطلاب الجامعيين في التنقل بين بيوتنا والجامعة المحدثة في دير الزور …
بقيت تلك القصاصة الورقية العزيزة محتفظة في مكانها لأكثر من 15 عاماً تحت زجاج طاولة الدراسة والتي عجز تطور أثاث المنزل عن إزالتها إلا ان الغلّ والقصف خلال سنوات الثورة اجتهد في محو كل شيء – حتى الذاكرة – لكنه عجز فتحولت القصاصة الورقية إلى صورة محفوظة في الذاكرة حالها كحال عشرات الكتب ومئات رسوم الكاريكاتير التي أمضى والدي رحمه الله عمراً في رسمها ونشر مايصلح للنشر و الإبقاء سراً على رسوم كاريكاتير ترصد الواقع المعيشي والسياسي فنخبّئه خوفاً على سلامته ولا تأتينا القوة للتخلص منه فهو نتاج إبداعي يُعرض أمام الأشخاص الثقة فقط بعيداً عن الجدران صاحبة الآذان..
وفي عود على ذي بدء تعتزم الثورة صديقة الدرب ورفيقة الطفولة والشباب العودة للطباعة الورقية.. الصحيفة التي مر عليها كادر صحفي من خيرة الناس حاولوا تمرير رسائل بين السطور ولما استشرس الفساد ضاقت حتى المساحات بين السطور وكانت كورونا الحجة لتغييب التوثيق وحتى التلميح …
وبحجة مواكبة التطور تم الاستغناء عن النشر الورقي ,وحلت مئات بل لنقل آلاف المنشورات اليومية نستطلعها على الأجهزة الذكية وتضيع بينها ذكرياتنا لتتحول لمصفوفات الكترونية..
بعد غياب لسنوات ننتظر عودة جريدة الثورة لتعيد لنا جزءاً من الذكريات، وهل يستوي الإحساس مع مصفوفات الكترونية تصطف عليها آلاف بل ملايين المنشورات يومياً بهوية ولون واحد و تمسح بلمسة..
يعود إلينا التوثيق الورقي المسؤول بعد سنوات غياب فرضتها الضائقة المادية و خسراننا خلال سنوات لمقدراتنا حتى من الورق وعجزنا عن طباعة جريدة تحكي يومياتنا..
تعود إلينا جريدة الثورة بحلّة جديدة أصيلة عصرية
تحاكي التطور و توثق الأهم فالأهم.
قد يبدو الحديث عاطفياً إلا أن للقراءة على الورق طعم يجهله للأسف أبناؤنا وتواصلك مع المحتوي حسياً يختلف عن ضياعه عنك بمجرد كبسة exit أو⬅️
التطور والتغير حالة صحية ونحن معها ونجاريها وبقوة إلا أن التوثيق الورقي يمنح للقارئ قوة تواصل تفوق تواصله مع صفحات ومنشورات لاعدد لها ولا إحصاء..
اليوم ننتظر عودة الثورة ورقياً بحلة عصرية متجددة.
تعود المساحة لأقلامنا والتي يأمل السوريون أن لا يكون فيها اعتبارات للسطور ومابينها وأن تخط الأقلام آراء أصحابها بحرية ومسؤولية هي ديدن الكتّاب والصحفيين السوريين حاملي هم الشعب وطموحه..
(الثورة تعود والعود أحمدُ)
العروبة- هنادي سلامة