الخلــود لمـواكـب الفـجر والنــور

عندما نتحدث عن التضحية والشهادة في سبيل الوطن وكيفية تجسيد عشقه واقعاً ملموساً تبرز عظمة الشهادة .. ومعنى تقديم الروح في سبيل الحفاظ على الوطن وطهارته وقداسته وبقائه حراً منيعاً، فالوطن يشمخ بتضحيات أبنائه ، فالشهادة في سبيل الوطن حياة لا تعرف الموت ، إنها خلود ، في جوهرها تكمن أسمى معاني التضحية والفداء والحب …
في كل يوم نزفّ من رددوا بصادق أفئدتهم ، قسماً أن نفديك بالأرواح أيها الوطن فكانوا أوفياء له يوم الفداء وكان بهم شامخاً منتصراً، نزف مواكب الفجر والنور بأكاليل الغار والنصر في عرس تبتهج الرياحين اخضراراً وتفوح رائحة البخور عرفاناً وتستنفر أزاهير الأرض وتنحني أشجار الوطن الباسقة تواضعاً ويعلو نشيد الوطن ولحن الشهيد الخالد ..
فتحية الإجلال والإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار قناديل الوطن ومنارات الأجيال وتحية التقدير والفخر والاعتزاز لذويهم الصابرين الأوفياء الذين قدموا المثال الأعظم في الانتماء والوفاء للوطن والاستعداد للذود عنه بالأرواح مجسدين قول السيد الرئيس بشار الأسد : «الشهداء وعائلاتهم يمثلون الشجاعة بقيمتها ولا بد من تكريس هذا المفهوم لتعزيز منعة وقوة وصمود سورية »
اللقاءات مستمرة مع أهالي الشهداء لتوثيق السيرة العطرة لأبطال الكرامة والشرف والإخلاص ..

زوجة الشهيد البطل عمران كرمو الخضور :
مؤمنة بوطني و رجاله الأبطال
معارك البطولة والشرف خطت وتخط بزنود وزناد وعزائم لتكمل مسيرة النصر السوري وترسخ نبلهم في الذود عن الحمى ..رجال الوطن الأبطال عزة ماضينا وشموخ حاضرنا وغدنا الواعد ..رجال قدموا الأرواح صوناً للأمانة ..منهم الشهيد البطل عمران كرمو الخضور الذي ارتقى إلى العلياء شهيدا بتاريخ 10/2/2014
في بيت متواضع تزهو جدرانه بقصص بطولات لشهداء أبرار وتئن شوقاً لأحباء غائبين .. كان اللقاء مع السيدة لونا زوجة الشهيد البطل عمران كرمو الخضور ..حدثتنا قائلة : لقد قدم الأبطال كل إمكانياتهم من أجل القضاء على الإرهاب على امتداد مساحة الوطن وشاركوا في التصدي لأخطر مخطط استعماري غربي تتعرض له سورية والمنفذ من قبل عملاء وأطراف إقليمية ودولية الذين دعموا التنظيمات الإرهابية والتكفيرية بكل ما أمكنهم من مال وسلاح فارتكبوا أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق أهلنا ..تصدوا لهذا المخطط بإرادة لاتلين وعزيمة لاتفتر وعهد على الصمود إما الشهادة أو النصر قدموا الأرواح والدماء الزكية فأزهرت مزيداً من الإرادة والعزيمة والإصرار، ازهرت الانتصارات المستمرة في مواجهة الإرهاب ..
وأضافت :زوجي عمران من أبناء سورية .. الرجال الأبطال الذين تسابقوا للالتحاق بقافلة الشهداء كان الوحيد لأهله والمعيل لأخواته بعد وفاة والديه ،طيباً وحنوناً محباً لأولاده كريماً وسخياً كان يطلب مني إعداد كميات كبيرة من الطعام ليقوم بإيصالها الى الأبطال في مناطق التماس مع المجموعات المسلحة أحوالنا المادية كانت جيدة بفضل عطاء الله وعطاء الأرض المزروعة بأشجار الفستق الحلبي في قريتنا .«معان » والتي أحرقها الإرهاب المسعور بحقده وغيه وشره ..
شارك البطل عمران في المعارك مع رفاقه ضد الإرهاب بأرياف حلب وإدلب وحماة بثبات واندفاع وحب كان يقول : نحن نزداد حماسة يوماً بعد يوم في الوصول لهدفنا المنشود بتخليص كامل الأراضي السورية من الإرهاب بعزائمنا سنكمل درب البطولة في مواجهة قوى الشر والعدوان .
في مزارع القبارية بحماة تعرض عمران مع الأبطال لهجوم مسلح من قبل الإرهابيين خاضوا معركة قاسية استطاعوا التصدي لهذا الهجوم بقتل العديد من أفراد العصابات وتدمير بعض آلياتهم وإجبار من بقي على التراجع والانسحاب ..
بتاريخ 10/2/2014 وفي منطقة –كوكب – اندلعت نيران المعارك بسبب هجوم كثيف
للمسلحين من صوران – أصيب البطل عمران بطلقة في صدره نزف الدماء إلا أنه لم يترك سلاحه ظل يقاوم ويقاتل فانهال عليه الرصاص إلى أن ارتقى شهيداً في سبيل الوطن .. رحمة ونور لروحه وأرواح شهداء الوطن الأبرار .
تتابع زوجة الشهيد حديثها بكبرياء وشوق : لم تنته القصة بعد , مازلنا نعيش الوجع كل يوم بل كل دقيقة .. بنفس تاريخ استشهاد البطل قامت العصابات المجرمة بالهجوم على قرية معان واختطفت ابنتي سلاف سنة أولى – صيدلة – وابني كرم في الصف الحادي عشر اللذين كانا بزيارة عند عمتهم والتي تم اختطافها أيضاً مع بعض الأقرباء ..
اتصل المسلحون معنا عدة مرات يخبرونا تارة أنهم قتلوا الشابة سلاف وأخرى أنها بخير ولاتزال حية .. لقد رأيناها على شاشة إحدى المحطات الناطقة بالعربية مصابة في رأسها وركبتها أما الشاب كرم فلم نسمع عنه أي خبر ..
قررت أنا كأم من سورية تعرف معنى الكرامة والكبرياء, تعيش غربة العقل والقلب والروح أن أذهب إلى قرية اللطامنة – لأسأل عن ولدي برفقة شابة تريد السؤال عن أهلها أيضاً .. عند حاجز الطيبة قدمت رجائي وإصراري لأبطال الجيش العربي السوري كي يسمحوا لنا بالدخول إلا أنهم منعوني خوفاً وحرصاً على حياتنا .
مشيت مع رفيقتي والألم يعتصر قلبي والحلم بعناق ولديّ يخنقني وطيفهما يناديني لا تحزني أمي إنه القدر ..
ركبنا بسيارة – تكسي – الى معان كي أتقصى الأخبار بعد حوالي الربع ساعة فوجئنا بأن السائق كان مع المسلحين ولولا عناصر الجيش لما كنا على قيد الحياة الآن ..
مازلت إلى اليوم أعيش على الأمل فأنا مؤمنة بالقضاء والقدر ومؤمنة بوطني ورجاله الأبطال الذين يعملون على ازالة جليد الفراق وإزاحة أثقال القهر المرة عن صدورنا … أسمع صوتهم , صرخة الحق وصرخة الإرادة الوطنية في وجه الغزاة القتلة بخطوات معمدة بالفداء والدماء ..
والدة الشهيد البطل الملازم شرف وسام يحيى الجوخدار :


بالشهادة نحيا وننتصر
كفكفي دمعك أم الشهيد .. صبراً فألم الشوق ثقيل حمله .. شهيدك عرين المجد ابن سورية التي ما انهزمت يوماً .. وقف بوجه من شرد ودمر وحرق وفجر وقتل لا أعرف هل أشاطرك الحزن أم الفرح حزنك على فراق ولدك أم فرحك بالشهادة التي حصل عليها – شهادة الحق ويالها من شهادة ..
أقف أمام صورته أحدثه .. يا شهيدنا .. يا حبيب الله نم قرير العين أيها الفارس فأنت عند ربك حي ترزق سلام على روحك الطاهرة .. الشهيد البطل الملازم شرف وسام يحيى الجوخدار .
تحدثنا السيدة نادية والدة الشهيد بكل فخر وصبر قائلة :
مقدسة هذه الأرض ، ترابها المجبول بدماء الشهداء يرفض الدنس ويأبى الذل والهوان، أرض حماها الله وباركها تراباً وماء وهواء بشراً وحجراً ولأنها محمية من الخالق فهي لا ترضى بالهزيمة ولا ترضخ للخنوع كانت دائماً مقبرة للغزاة وفي كل حقبة كانت تلفظ الطامعين المدنسين لأرضها ولأنها أرض الخصب لم تلد إلا الأبطال والمقاومين والقادة العظام ,وأبناء سورية الأبطال سطروا بدمائهم ملاحم البطولة والعزة والشرف يقفون اليوم في وجه أشرس هجمة استعمارية إرهابية عرفها التاريخ لنعيش الزهو والنصر والشهادة والبطولة والصمود ..
ماذا أحدثكم عن وسام الذي توج قلبي بوسام فخر وعز وكبرياء …. عشقه لوطنه حكاية تفوق كل حكايات العشق بالعالم فنحن السوريين علمنا العالم معنى الصمود .. كان رجلاً منذ طفولته متواضعاً يحب الخير شهماً ومقداماً تطوع البطل في صفوف الجيش العربي السوري خاض عدة معارك ضد العصابات الإرهابية المجرمة في أحياء حمص وريف دمشق أصيب في إحدى المعارك لم ينتظر شفاء جراحه بل عاد لمتابعة تنفيذ المهام القتالية غير آبه بتعليمات الأطباء ، كنت أخاف عليه كثيراً كان يقول مبتسماً نحن يا أمي من نرعب العدو بصمودنا وتحدينا نحن لانستسلم ننتصر أو نموت عندما تسمعين صوت الرصاص فاعلمي أن هناك من لايعرف للذل طريقاً سأرفع علم وطني ليرفرف عاليا في السماء سأغرسه في قلبي …
في مهمة مؤازرة الأبطال بحرستا ، خاض البطل وسام أعنف معركة ، «معركة الأنفاق» كان الاشتباك وجهاً لوجه مع الإرهاب الشيطاني قدم صورة رائعة مع رفاقه عن الاستبسال والشهامة
أصيب وسام بطلقات نارية في قلبه فارتقى شهيداً بتاريخ 18/8/2015 وأضافت : روحه ستبقى في وجداني ، ستبقى محفورة بداخلي ، ونار فراقه لن تبرد بالدموع لكن العزاء هو أنه شهيد الوطن ,.. من دمه ودماء رفاقه الشهداء سيصنع النصر الأكيد ، كل الرحمة لأرواحهم الطاهرة النقية والمجد والخلود لروح ولدي الشهيد وسام..
كما تحدثت زوجة الشهيد قائلة :ظنوا أنهم قتلوه وانتصروا وما عرفوا أننا شعب بالشهادة نحيا وننتصر وبدماء شهدائنا نكتب التاريخ ونصنع المجد .. رصاصهم المسموم أصاب قلبه لأنهم لم يستطيعوا النيل من كبريائه وصموده ..
ليس أهله وأولاده وأنا فقط من سيذكر البطل وسام بل سيبقى في ذاكرة الوطن وفي ذاكرة التراب الذي ارتوى من طهر دمه ، شوارع وحارات وأزقة حمص ودمشق وحرستا ، وكل الأماكن التي تشهد على بطولته ورجولته ..
لطالما حدثني عن الشهادة ومنزلة الشهيد ، في آخر زيارة له أخذ العديد من الصور واختار صورة شخصية له وطلب تكبيرها وتعليقها بعد نيله شرف الشهادة قائلاً : عشقنا الموت فصمدنا في سورية لنتعلم كيف نكون شهداء . كما قام رحمه الله بتصوير مقطع فيديو قبل تنفيذ آخر مهمة ظهر فيه يقول : يا رصاص احك للموت قصتنا مات الموت وما متنا ، هي آخر سهرة معكم يا شباب سهرة الوداع سأقول فيها للعدو وجه رصاصك حيثما شئت في جسدي أموت أنا اليوم وتحيا غداً بلادي .
هي ذكرى الكلمات الأخيرة جاء ملفوفاً بعلم البلاد بوجه مبتسم يشع بنور الإيمان شيع بموكب مهيب إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء ..
أعاهد روحه أن أكمل مشوار حياتي في تربية الأولاد – يحيى – يوسف – هديل – يونس ومتابعة تحصيلهم الدراسي والعلمي ليليق بهم اسم أولاد الشهيد ..
الرحمة لروحه ولأرواح شهداء الوطن الأطهار ..
أشقاء الشهيد البطل محمود محمد الجوخدار:


دماء الشهداء ستزهر فجراً ونصراً
ستبقى سورية حرة ، أبية ، عصية على المتربصين بها ، ستبقى عزيزة مكللة بالشموخ بفضل تضحيات رجالها الذين قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل أن نحيا جميعاً ..
الشهيد البطل محمود محمد الجوخدار من الأبطال الذين تسابقوا للالتحاق بقافلة الشهداء وكتب تاريخ استشهاده بأحرف من نور وضياء بتاريخ 14/3/2013
أشقاء الشهيد تحدثوا قائلين : انتصرت سورية على الإرهاب الذي جاء لينفث سموم حقده الأسود ، ينشر الظلام والهمجية والبربرية لأن دماء الشهداء ستزهر فجراً وتشع نوراً يدحر الظلام ، ويتوج مستقبلها القريب بأكاليل الغار ..
كلنا فداء الوطن ، وكلنا نحمل السلاح ونخوض المعارك ضد الطغاة والشهيد محمود اختار الشهادة التي يستحقها … تميز بطيبة وأخلاق وإنسانية إضافة لشهامته ورجولته .
خاض محمود المعارك ضد قوى الشر والإرهاب في أحياء حمص فكان قدوة لكل مقاوم عاشق لتراب الوطن ..
بتاريخ 14/3/2013 في معركة – آبل – كان محمود مع رفاقه الأبطال في مهمة قاوموا المجموعات المسلحة وأجبروهم على التراجع ، فقاموا بإطلاق القذائف على محمود ورفاقه ، فارتقى عدد منهم إلى العلياء جميعاً ..
الرحمة كل الرحمة لأرواحهم وهنيئاً لهم الخلود في جنات النعيم نحن اليوم نكمل مسيرتهم حتى إعلان الانتصار على الإرهاب الغاشم .
لقاءات : ذكاء اليوسف

المزيد...
آخر الأخبار
جراء العدوان الإسرائيلي على المعابر الحدودية… أضرار كبيرة تلحق بمعبر الدبوسية الحدودي وجسر قمار بريف... الصرف الصحي في الفحيلة وتل زبيدة ينذر بتلوث بيئي... عبد النور :نطالب بتوسيع المخطط التنظيمي ... كلية العلوم الصحية بجامعة البعث تكرم 260 طالباً وطالبة من خريجيها الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... البدء بأعمال إعادة تأهيل الطريق الدولي بين معبر جديدة يابوس والحدود اللبنانية قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة عدد العروبة 15638 'pdf"ليوم الأربعاء 27-11-2024 مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق بعلامة ٩٣ وبتقدير امتياز...منح الطالب يوسف غازي كاجان درجة الدكتوراه في الرياضيات