يشعر الناس بالرضا والسعادة في حياتهم حين يضعون هدفاً محدداً نصب أعينهم ويسعون إلى تحقيقه بخطوات ثابتة دون أن يسمحوا لصعوبات الحياة وتحدياتها بالوقوف في وجههم ، لأن من يسعى إلى تحقيق طموحاته يستهلك قدراته كلها لتجاوز المحن وتحقيق هدفه المنشود .
لكن ما يحدث في بعض الأحيان هو أن تكون الطموحات كبيرة والظروف معاكسة لرغبات الفرد ، تعرقل مسيرته وتغيّر اتجاهه فيضيع الأمل ويصبح الهدف بعيد المنال ، وكم أحزنتني قصة ذلك الطالب النابغة الذي حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة وكان جديراً بدراسة الطب لكن الظروف المادية القاهرة لأهله جعلته يدرس في معهد يضمن له وظيفة ً وراتباً شهرياً فور التخرج ، الأمر الذي حدّ من طموحات الطالب وقدراته وحجّمها بسبب عدم توفر المادة ، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى العقول النيّرة والمقدرات المميزة لدى أبنائها .
وهناك فئات كثيرة من أبناء المجتمع يغيب لديهم الهدف من الحياة أو من التعليم بسبب جهلهم بمفهوم الهدف أو لأن ملذات الحياة تلهيهم عن تحقيق أي طموح ضمن وسط اجتماعي طغت عليه الماديات وأصبحت الغاية الوحيدة فيه هي الحصول على المال والاهتمام بالمظاهر الكاذبة .
وفي المجتمعات التي يفتقد أبناؤها لأي هدف أو طموح تكثر الأمراض الاجتماعية وحالات اليأس والانتحار لدى الشباب لأن الحياة تصبح بلا معنى حين يغيب الهدف ، ويعيش الشباب تائهاً ، متخبطاً ، يسير دون هداية في نفقٍ مظلم وأيامه متشابهة ووقته ضائع لا قيمة له ، لذلك يجب تكوين بيئة مناسبة لتربية الشباب وتنشئتهم نشأة صحيحة وجعلهم يؤمنون بأهداف معينة وتحفيزهم على المثابرة على تحقيقها وحمايتهم من تقلبات الحياة لأن الشباب هو ثروة الأمة وهو من يتولى قيادة دفة المجتمع والقادر على النهوض بالبلاد وحمايتها والسير بها نحو النجاح والتقدم .
سمر المحمد