تشخيص أسباب الحرب على سورية والدلالة على مكامن الخلل التي استفاد منها الأعداء للانقضاض على الشباب السوري والتأثير على أفكاره ووضع الآليات التي تحصن الأجيال من الاختراق والغزو الفكري والعمل على نشر الوعي من كافة النواحي التربوية والأخلاقية والاجتماعية ودراسة أسباب تحول بعض الشباب السوريين إلى عدائيين لأخوتهم وبيئتهم وخلفيات هذا التحول من الواجب أن تكون محور اهتمامنا جميعا لتحصين الأجيال القادمة والتركيز على الحالة السلوكية والأخلاق المهنية وقراءة الحالة الوجدانية ووضع آليات مناسبة وفعالة لتلافي ما ذكرناه آنفا .
البداية من الأسرة
هنادي الخواجة مدرسة لغة انكليزية أشارت إلى أن أسباب الحرب الضروس التي شنت على سورية هو استغلال بعض الشباب وتسميم أفكارهم وذلك نتيجة التقصير بتثقيف هذه الفئة وتحصينها من خلال الخلية الأولى في المجتمع « الأسرة « بداية ً ومن ثم عبر المنظمات التي مهمتها تنشئة جيل واع ٍ ومحصن من الاختراق وتفعيل دور الإعلام في نشر الثقافة المجتمعية والتوعية الوطنية خصوصا ً وأن دور الإعلام في الحرب تجاوزت نسبته 70 % كما أشارت إلى أن أعداء سورية بثوا أفكار القتل والإجرام وعن الحلول لتلافي الوقوع بما حصل مجددا ً بينت أنه يجب الاهتمام بفئة الأطفال والشباب ولا سيما من عاشوا في المناطق التي خضعت لسيطرة الجماعات المسلحة التكفيرية وهذا يحتاج لتضافر جهود الجميع لإعادة تأهيل وبناء الفكر الشبابي وتوعية الشباب والتأكيد على الوحدة الوطنية وإظهار جمال سورية بتنوعها وتعدد ثقافاتها وتسليط الضوء على الشباب السوري المبدع والموهوب الذي يحقق نتائج ممتازة في مشاركاته بالمسابقات العلمية العربية والعالمية وهو ما يكشف الوجه الحقيقي للشباب السوري ولسورية الحضارة والثقافة والتاريخ .
للمعلمين دور مهم
وقال المدرس باسل الضايع : من واجب الجميع وضع آليات عمل لتحصين الجيل وبناء جيل أكثر التزاما ً أخلاقيا ً وثقافيا ً واجتماعيا ً وبحث الأسباب الداخلية والخارجية التي ساهمت في اندلاع الأزمة والتركيز على أهمية تفعيل دور المعلم في بناء الأجيال وتحصينها خصوصا ً وأن المعلم من المفترض أن يكون له تأثير كبير على طلابه كونه قدوة يحتذون بها ويقلدون سلوكياتها في معظم الأحيان إضافة لتفعيل دور الإعلام من خلال نشر الوعي في المجتمع ومحاربة الفساد والفاسدين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
ترسيخ وتعميق الانتماء الوطني
وقالت ريم «ربة منزل «تلافي ما حصل في سورية يكون من خلال تبادل الأفكار والآراء والتركيز على طرح الحلول المناسبة لمواجهة الفكر المتطرف والإشارة إلى مراكز الخلل في المجتمع ومحاربة الفساد والفاسدين من أجل بناء مجتمع متطور يعطي مبدأ تكافؤ الفرص والتأكيد على دور المعلمين والعمل بكل الوسائل والخطط التربوية الهادفة لمحاربة تغلغل الفكر الإجرامي المتطرف والتركيز على دور المدرسة والجامعة والأهل في ترسيخ وتعميق الانتماء الوطني والقيم الأخلاقية في نفوس الشباب لنزرع فيهم حب الوطن والدفاع عنه والحفاظ على الأرض والهوية وتعزيز ثقافة المقاومة لبناء الإنسان المتحرر من الجهل والتخلف والمتسلح بالعلم والمعرفة والحفاظ على منظومة القيم والأخلاق الحميدة المتمثلة في تمجيد الشهادة والشهداء والتركيز على مفهوم الشباب المتعلم المقاوم ودوره في الدفاع عن الوطن وحمايته من الأعداء وتجسيد شعارنا الدائم للوطن الولاء .
تشجيع المواهب والكفاءات
عمار طالب هندسة مدنية قال : حين اشتعلت الحرب في بلدي كنت صغيرا ً لم أتجاوز الصف الرابع الابتدائي ولم أكن أدرك ما يحدث من حولي وكل ما كان يشغلني هو الخوف من القذائف والتفجيرات المتنقلة التي حرمتني ورفاقي من اللعب واللهو ومع تقدم السنين فهمت ما يحدث رويدا ً رويدا ً وكيفية استفادة أعداء سورية من بعض السلبيات الموجودة في أي بلد في العالم لكن قوة الإعلام المعادي وقدرته على بث الأفكار المسمومة وغسل عقول الشباب المتعطش للحضارة المزيفة والديمقراطية الوهمية التي يتشدق بها الغرب إضافة لبث الفتنة من خلال قنوات فضائية مغرضة أنشئت خصيصا ً لهذا الغرض ولكن كل هذه العوامل لم تؤثر في عقول كثير من الشباب السوري الواعي المثقف المتجذر في أرضه وخير دليل هو أن الشباب السوري كان نواة الدفاع عن الوطن وبذل الغالي والنفيس في سبيل أن تبقى سورية عزيزة شامخة سواء من خلال الانتساب لصفوف الجيش العربي السوري أو القوات الرديفة أو من خلال الإصرار على الذهاب للمدارس والجامعات وهذا ما كان له الدور الأبرز في إفشال مخططات الأعداء وعن الحلول لتحصين الأجيال قال عمار : يكون ذلك من خلال تفعيل دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمنظمات الشعبية والهيئات الطلابية بشكل صحيح وعلمي وتشجيع المواهب وتحفيز الكفاءات بما يخدم الوطن ويزرع الحماسة في نفوس الشباب لتحقيق هدفهم والعمل على نيل فرصتهم في خدمة وطنهم ومجتمعهم .
الحوار أساس الحل
في حين قالت لين طالبة طب بشري : علمتنا هذه الحرب أن الحوار هو أساس الحل لأي مشكلة وأنه من الواجب العمل على عدم انجرار الشباب وراء الأفكار المسمومة التي تبثها وتروج لها وسائل الإعلام المعادية تحت ذريعة حرية الفكر والتعبير ومقاومتها بكل الطرق ولاسيما من خلال الالتزام بالعادات والتقاليد والتمسك بالوطن والدفاع عنه وطبعا ً هذا يتم عبر تفعيل دور الأسرة التي تعتبر الحلقة الأهم ويكملها دور المدرسة والجامعة والهيئات الطلابية والمنظمات الشعبية والمجتمع المدني ليأتي دور الإعلام الوطني الذي يجب أن يركز على الحوار وبث الندوات الفكرية التوعوية التي ترشد الشباب إلى الطريق الصحيح بلغة عصرية متحضرة .
يوسف بدور