عبرت كلمة السيد الرئيس أحمد الشرع التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين عن نبض الشارع السوري ونقلت صوت الناس فكانت أصدق تعبير عن آمال ومطالب السوريين وتطلعاتهم المستقبلية بعد أن حصلوا على حريتهم وانعتقوا من نير النظام البائد وتحرروا من العزلة العربية والدولية التي فرضت على سوريا وقيدتها وأدت إلى تراجعها وجمودها وتأخرها في جميع الميادين والمجالات .
ركزت كلمة السيد الرئيس على جملة من القضايا الإستراتيجية التي تعمل سوريا اليوم ضمن إطارها بعد أن وضعت العجلة على الطريق الصحيح وتسير وفق رؤية حكيمة ومن أهم هذه القضايا المطالبة بإلغاء العقوبات بشكل كامل وهذا الأمر مطلب جماهيري محق كي تنطلق سوريا بكل قوة وعزيمة في بناء مستقبل مشرق يطمح إليه جميع أبنائها دون أية عراقيل أو عواقب .
وإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية و التهديدات المستمرة ضد سوريا منذ 8 من كانون الأول وإلى اليوم، ضرورة ملحة وهنا على المجتمع الدولي أن يأخذ دوره المطلوب في هذا المجال ويوقف هذه الاعتداءات التي تشكل عقبة كبيرة في طريق الاستقرار والسلام في سوريا وتشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلام الدولي وتجلب العقبات والمشاكل الإنسانية التي نحن اليوم في غنى عنها .
واستعرض السيد الرئيس في كلمته ما تعرض له الشعب السوري من مآس وويلات و تعذيب واعتقالات وتهجير قسري وبراميل متفجرة وأسلحة كيماوية وتصفيات ميدانية في السجون وغيرها الكثير من شتى أنواع وألوان العذاب وفنونه ,لكن إرادة الشعب السوري وصموده وعنفوانه وشجاعته تحدت كل ألوان العذاب وكانت الأقوى, فانتصر في معركته المشرفة ونهضت سوريا من تحت الركام بعزيمة شعبها وبدأت تتابع مسيرتها في البناء و الإعمار الشامل وفق خطط مدروسة تستند إلى ركائز قوية يشارك بها كافة أبناء شعبها بما يؤسس لدولة مؤسسات قوية وفق قوانين ناظمة تضمن حقوق الجميع.
أثلجت كلمة السيد الرئيس صدور السوريين وعكست آمالهم وتوجهاتهم في بناء بلدهم وإعادة الرونق والألق والحضارة لسوريا النابضة بالحياة والتي امتازت وعبر العصور بمكانتها وموقعها الاستراتيجي ومركزا من مراكز الإشعاع الحضاري والثقافي العالمي.
سوريا ستبقى شامخة بكل عزة وإباء تروي حكاية عشق صنعت الانتصار وفصولا من المجد والازدهار تنطلق بكل ثقة واقتدار نحو مستقبل مشرق.
العروبة – محمود الشاعر