المواد الغذائية على أرصفة الشوارع خطر محدق بالصحة

أضحت أرصفة الشوارع والأسواق الشعبية  من  أكثر الأماكن التي يتم فيها جذب المستهلك وإغرائه بتشكيلات  واسعة من البضائع والمنتجات المتنوعة من المعلبات  والسردين والمرتديلا و المواد التموينية والاستهلاكية والزيوت وحتى مختلف أنواع  البسكويت والموالح ، والتي يتم عرضها تحت أشعة الشمس بكميات كبيرة  في ظل ظروف غير صحية ، مما يهدد صحة المستهلكين و الإصابة بأمراض مختلفة، ورغم ذلك تحظى  هذه البضائع بإقبال على شرائها ، دون الاكتراث بالتحذيرات الصحية من مخاطر وجودها لساعات طويلة تحت أشعة الشمس والغبار , ناهيك عن أماكن فرشها في بعض الأحيان بالقرب من حاويات القمامة.

وبالمقارنة بين أسعار تلك المواد التي تباع على  قارعة الطرقات  وفي المحلات التجارية نجد أن أسعارها أقل ،مما يسرب الشك  بمدى صلاحيتها و تطابقها  مع المعايير الصحية ، حيث يقع المستهلك  ضحية جشع هؤلاء  الباعة الذين لا يهمهم سوى تحقيق الربح على حساب  المواطن  وقلة وعيه أحيانا  مستغلين إما جهله بمخاطر هذه المواد أو حاجته لها كون أسعارها أخفض من أماكن أخرى .

ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة المتمثلة بانتشار وبيع المواد الغذائية وما تلحقه من أضرار ومخاطر على حياة وصحة المستهلك  ” العروبة “جالت في بعض الأحياء والأسواق الشعبية فكانت اللقاءات التالية:

كشف لنا أحد المواطنين  أنه يفضل شراء ما يحتاج إليه من مواد غذائية  من الباعة  الذين يعرضون بضائعهم على أرصفة الشوارع  نظرا لأسعارها  المقبولة  مقارنة بالمحال التجارية ، ،منوها أنه حريص على التأكد من تاريخ الصلاحية المكتوب على المواد.

من جانبها قالت سوسن  (موظفة) أنها  دائما تقصد هؤلاء الباعة وما يبيعونه في الطرقات والشوارع وتشتري معظم احتياجاتها منهم ،نظراً لأسعارها المعقولة قياسا للمحال التجارية  والتي لا تتناسب مع دخلها وقدرتها الشرائية  .

أحد أصحاب البسطات أشار أنه يدرك بأن المواد التي تباع على الأرصفة قد تتراجع جودتها بسبب تعرضها للشمس و قد تكون بالأساس جودتها أقل إلا أنها مقبولة السعر وتتماشى مع القدرة الشرائية للمواطن وتلاقي  رواجاً من المستهلكين , مشيراً أن زبائنه من كافة شرائح المجتمع.

ويقول أيمن  صاحب “محل تجاري: نحرص على السمعة الحسنة بين المستهلكين  من خلال  اقتناء البضائع والمنتجات من مصادر معروفة ” وكلاء وتجار ” ،خاصة فيما يتعلق بالسلع المستوردة و المعلبة منها وهذا يتطلب منا أن نكون حذرين في انتقاء البضائع ومعرفة المغشوش منها أو منتهية الصلاحية .

أسباب كثيرة

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك وائل برغل  أرجع سبب انتشار ظاهرة بيع المواد الغذائية على البسطات والأرصفة إلى عدة عوامل أبرزها الوضع الاقتصادي الذي يدفع بعض الأفراد إلى العمل كباعة جوالين وبيع مواد غذائية منخفضة التكلفة دون الالتزام بالشروط الصحية ، وقلة الوعي الصحي لدى شريحة من المستهلكين والباعة حول مخاطر شراء وبيع الأطعمة المكشوفة ، وإقبال المستهلكين على الأسعار المنخفضة لهذه المنتجات مقارنة بالمواد المغلفة والموثوقة  منوها أن المخاطر الصحية تكمن في التلوث الجرثومي والبكتيري ،كون الأغذية المكشوفة تتعرض للهواء والغبار والملوثات البيئية مما يزيد احتمالية تكاثر البكتريا ويمكن أن يؤدي تناولها إلى التسمم الغذائي ،كما أن انتقال الطفيليات ” الحشرات” مثل الذباب يلوثها بالبويضات والطفيليات مما يسبب أمراضا معوية وحساسية.

أما التلوث الكيميائي  يكون من خلال  تعرض المواد الغذائية  للغبار أو الغازات المنبعة من عوادم السيارات و هذا يؤدي إلى تلوثها  بمواد كيميائية ضارة ،مشيرا أن فساد الطعام وسرعة التلف  وعدم تغطية المواد الغذائية يجعلها تفقد جودتها بسرعة نتيجة التأكسد وفقدان الرطوبة .

و أكد أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص تواصل جهودها للحد من هذه الظاهرة من خلال جولاتها الرقابية حيث نظمت أكثر من 20 ضبطا تموينيا خلال الفترة الأخيرة بحق باعة مخالفين بالإضافة إلى حملاتها التوعوية الميدانية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف كلا من الباعة والمستهلكين بخصوص سلامة الغذاء وضرورة بيع وشراء أغذية ومنتجات آمنة .

وتؤكد المديرية على أهمية تعاون المستهلكين من خلال الامتناع عن شراء الأطعمة المكشوفة والإبلاغ عن أي تجاوزات قد تهدد الصحة العامة وأن الحفاظ على سلامة الغذاء مسؤولية مشتركة بين الجهات الرقابية والمواطنين .

 مصادر غير معروفة

المهندس الغذائي فراس داوود من فريق  التقصي  المركزي في مديرية صحة حمص أكد  على أهمية اقتناء المواد المستوردة أصولا والخاضعة للرقابة التموينية والصحية و  عدم شراء المواد  المعروضة في الأسواق من مصادر غير معروفة والتي تم إدخالها بطرق غير شرعية، حيث  تكون المواد الأولية المستخدمة في التصنيع غير مطابقة للمواصفات أو معرضة للفساد،أو تعرضت للفساد سابقا ، وبذلك يساهم تعرضها لأشعة الشمس في فقدان  صلاحيتها  ويجعلها بيئة مناسبة  لكثير من الأحياء الدقيقة الممرضة.

مشيراً أنه إذا  كانت المواد المعلبة المستوردة أصولا وخاضعة للتحاليل تكون سليمة بشرط أن يتم حفظها ضمن الشروط المدرجة على العبوات وغالبا في مكان جاف بعيد عن أشعة الشمس لتفادي ظاهرة التأكسد وتحلل بعض المواد الكيميائية المكونة  لها .

موضحاً أن تعرض المواد الغذائية المعلبة المعدنية إلى أشعة الشمس يكون تأثيرها على المادة الغذائية ذاتها في ظهور ظاهرة “التزنخ” وتشكل حموض دهنية حرة وظهور رائحة كريهة وبذلك تصبح من المواد المسرطنة .

وكذلك الأمر بالنسبة لمادة الزيوت عند تعرضها للشمس يؤدي إلى تأكسد الزيت وارتفاع رقم البيروكسيد وتغير في لون المادة إضافة لخطر الانحلال المادة المعبأة فيها وأغلبها من المواد المسرطنة .

هيا العلي

 

المزيد...
آخر الأخبار