مشفى الهلال الأحمر … الحاجة ماسة لوجود جهازي تصوير طبقي محوري ورنين مغناطيسي

 

تعرض القطاع الصحي في سورية لاعتداءات العصابات الإرهابية المسلحة خلال سنوات الحرب بعد أن شهد قفزات نوعية وكبيرة في مستوى الأداء العملي والتقني والفني قبلها , وتقديم الخدمات الطبية مجاناً لجميع المواطنين , ولكن الإعتداء على المشافي والمراكز الصحية في جميع المناطق والبلدات والقرى أثر على مستوى تقديم تلك الخدمات .
مشفى الهلال الأحمر السوري من المشافي التي عملت خلال الحرب ،ففي الوقت الذي فقدت فيه حمص معظم مشافيها ،جاء مشفى الهلال الأحمر ليسد الفراغ ولموقعه في حي الغوطة أهمية كبيرة ، سواء لسكان الحي أو للوافدين من مناطق مجاورة .
العروبة التقت الدكتور معتز الأتاسي أمين سر منظمة الهلال الأحمر السوري و رئيس مجلس إدارة فرع حمص وتحدث عن الخدمات التي يقدمه المشفى والصعوبات التي تعترض عملهم …

وحدة الكلية
يتألف المشفى من الأقسام التالية :نسائية وتوليد –العناية المشددة –غسيل الكلية –الاسعاف –العمليات الجراحية العينية قسم الحواضن ,بالاضافة إلى العيادات التخصصية بكافة اختصاصاتها ،بما فيها الأشعة والمخبر .
وأضاف : يقدم مشفى الهلال الأحمر للمواطنين جلسات غسيل الكلى بشكل مجاني ، منوها إلى أن عدد جلسات غسيل الكلية كان في عام 2015(17) جلسة شهرياً وارتفع حالياً ليصبح (519)جلسة بشكل شهري و وصل عدد جلسات الغسيل المقدمة ضمن المشفى خلال العام الماضي إلى 3539 جلسة بالمجان مع العلم أن تكلفة الجلسة الواحدة عادة تكلف مريض الكلى بحدود 25 ألف ليرة سورية , وتعتبر وحدة الكلية في الهلال الأحمر من أحدث الوحدات في محافظة حمص وتعمل ضمن ثلاث ورديات بشكل يومي .
عمليات مجانية
وتابع :يقدم المشفى خدمات طبية متنوعة من عيادات شاملة و أقسام مختلفة « نسائية و حواضن و عناية مشددة و عمليات تنظيرية و عينية و غيرها بسعة 50 سريراً و 8 حواضن , ونسعى إلى زيادة عدد الأسرة ضمن خطتنا المستقبلية , و يتقاضى أجوره بحسب تسعيرة وزارة الصحة و التأمين لتغطية نفقاته الطبية و الإدارية و الفنية ، مع العلم أن المشفى يجري عمليات مجانية خاصة بقسم الولادة الطبيعية و القيصرية ضمن معايير معينة و خاصة للمهجرين من منازلهم و الفقراء و ذوي الشهداء مقدمة من قبل منظمة الصليب الأحمر الكندي ، ووصل عدد الولادات الطبيعية والقيصرية خلال الشهر الماضي مثلا إلى (150) ولادة ,من بينهم (125)عملية ولادة مجانية لافتا إلى أن عدد العمليات المجانية التي قدمت خلال العام الماضي تجاوز ال 1500 عملية, أما بالنسبة لقسم الحواضن فيستقبل بمعدل (50) طفلا من حديثي الولادة شهرياً …
خدمات اسعافية
و أضاف : يساهم المشفى حاليا بشكل كبير في تقديم الخدمات الصحية و الطبية و الاستشفائية للمواطنين مع باقي المشافي الحكومية و الخاصة و فيما يخص العمليات العينية قال:وصل عدد العمليات إلى حوالي (100)عملية شهرياً ،وبلغ عدد العمليات في العام الماضي (800)عملية عينية, وبلغ عدد الخدمات المقدمة من استشفاء و عمليات خلال عام 2017 ( 4856 ) خدمة طبية .
أما قسم العناية المشددة فالمتوسط الشهري للاستشفاء فيه بمعدل (50) مريض شهريا.
منوها إلى أن قسم الإسعاف بالمشفى يقدم خدماته الاسعافية للمواطنين بشكل شبه مجاني « بأسعار رمزية وهي أقل من الحد الأدنى لتعرفة وزارة الصحة» , ويعمل قسم الإسعاف ضمن ثلاث ورديات على مدار الـساعة و يراجعه من (250 – 300 )مريض يوميا ، عدا عن خدمة سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر والبالغ عددها (14) سيارة و المزودة بطاقم طبي كامل ،من ذوي الخبرات العالية في نقل المرضى إلى المشافي ( ريفا ومدينة) ، على مدار ال 24 ساعة و بشكل مجاني بمجرد الاتصال على الرقم 133، وقد كان لهذه السيارات دورا مهما في سرعة وصول ونقل الجرحى والمصابين جراء الأعمال الإرهابية خلال سنوات الحرب إلى المشافي …
عيادات متخصصة جديدة
و أضاف الدكتور الأتاسي :أن المشفى بصدد افتتاح أقسام أخرى كالجراحة العامة و العظمية و الأطفال و الداخلية و البولية و غيرها خلال فترة قريبة ليصبح مشفى عاما لجميع الاختصاصات و يساهم بدوره بشكل فعال مع المشافي الحكومية في تقديم مختلف الخدمات الصحية لأهالي حمص , و بين أنه يوجد عدد من المراكز الصحية و العيادات المتنقلة التابعة للمشفى , وأن هناك ( 5 ) عيادات متنقلة تجوب الريف بشكل يومي ويتوفر ضمنها الاختصاصات الأساسية ( نسائية – أطفال – داخلية ), و تقوم بتقديم الخدمات الطبية للمواطنين في الريف و المناطق النائية .
كما تم خلال الآونة الأخيرة فتح عدة نقاط طبية في عدد من المناطق التي لا يوجد فيها مراكز صحية .
دورات تدريبية
و أشار إلى أن فرع حمص أقام العديد من الدورات التدريبية على الإسعاف الأولي من خلال كادر متخصص من الفرع لعدد كبير من المتطوعين و العمال و الموظفين في الدوائر الحكومية ، و قام بنقل كميات كبيرة من الأدوية و المساعدات الطبية للمدنيين في المناطق الساخنة بالتعاون مع المنظمات الدولية و السلطات الحكومية بالمحافظة ويبلغ عدد الكادر الطبي والتمريضي حوالي /150 /طبيباً وممرضاً.
وتابع حديثه : بالنسبة للخدمات التي قدمها المشفى خلال النصف الأول من هذا العام فكانت كالتالي : ( 639) ولادة طبيعية ,( 900 ) ولادة قيصرية ,( 129 ) عملية نسائية ,( 425) عملية عينية ,أما حالات الاستشفاء ( 301) مريض في العناية المشددة ,(250) حديثي الولادة ، وحالات الاستشفاء في قسم الأمراض الداخلية ( 261) مريضاً .
مشفى عام
ولدى سؤالنا الدكتور الاتاسي عن سبب تحويل المشفى من مشفى للحروق إلى مشفى عام قال: إن مستلزمات معالجة الحروق باهظة الثمن وكلفتها عالية وتشكل عبئا ماديا على المريض ، بالإضافة إلى أن كلفة معالجة مريض واحد مصاب بالحروق «حسب درجته» تعادل بشكل تقريبي تكلفة معالجة حوالي (20) مريضاً عاديا , لذلك اتجهنا ليكون المشفى (مشفىً عاماً) لتقديم الخدمة الطبية لأكبر شريحة من المرضى..
صعوبات
ذكر الدكتور الأتاسي بعض الصعوبات التي تواجه عمل المشفى ومنها عدم وجود جهاز تصوير طبقي محوري ورنين مغناطيسي , حيث يضطر المشفى للاستعانة بالمشافي الأخرى ، وسبب ذلك عدم توفر الإمكانيات المادية اللازمة لشراء تلك الأجهزة.
وختم حديثه قائلا : كما نسعى إلى توسيع المشفى ، واستيعابه لأكبر عدد ممكن من المرضى ، وربما في المستقبل القريب سيتم افتتاح عيادات ومراكز صحية متنقلة تابعة لمشفى الهلال الأحمر .
رهف قمشري  – ت :الحوراني

 

المزيد...
آخر الأخبار