مع بزوغ الشمس وحلول الصباح الجميل حمل أشياءه الخاصة في حقيبة سوداء وخرج مودعا والدته بابتسامته المعهودة على وجهه الأسمر بتقاطيعه الناعمة . خرج مسرعا يلاقي صديق عمره على باب المنزل وغادرا فرحين لوح بيديه لأمه المتعلقة عيناها بخطواته التي بدأت تتلاشى وهو يركب السيارة التي تنقله إلى مكان جديد مضت الأيام والشهور وأصبح لرقمه الخليوي رنة خاصة ولجمال صوته وكلماته لون آخر من الشوق . لم تكن تدري ولا حتى هو بأن الرحلة ستكون أطول بكثير من حدود الوقت . كانت اللحظات تمر بسرعة وهي تلتقط صورة بكاميرا جوالها لوجهه الأسمر وكنزته الحمراء وجلسته على الكرسي .. بقيت الصورة وآخر اتصال يحدثها بشوق :أمي يا حنونة أنت أجمل أم في العالم ،وستبقين أجمل أم ….كانت كلماته تشق الأثير إلى الروح حفرت في ذاكرتها…. مع مضي الوقت على رحيله مازالت الصورة كما هي الشاب الأسمر العشريني المتكئ على كرسيه يلتقط نرجيلته ،شاخت هي من الدموع والذكريات وهو كما هو لم يتغير … أيقونة معلقة على صدرها ولوحة عز في صدر بيتها تحدثه نجمة ..تراه قمراً في كل شهر ، غادرها روحا إلى السماء ولكنه بقي موجودا في كل لحظات حياتها التي استمرت إنها رحلة الخلود في الجنة ….
حياة عواد
المزيد...