قرأْتُ شعرَكَ فاستمطرْتَني عبقاً
وشعَّ حرفُكَ رعداً كاد أو برقا
ورحْتُ أقبسُ من أندائه شغفاً
لأقبسَ النّورَ منْ لآلائه شفقا
فإنَّما الشّعرُ عطرُ الرّوحِ فاحَ ندىً
فيه القوافي خزامى أينعَتْ ورقا
منك القوافي رؤى للضَادِ معجزةٌ
والشِعرُ لولا قوافٍ منك ما ائتلقا
يا شاعرَ الجرح في آلام أمَتهِ
فكم جراحاتُها ساهرْتَها قلقا ؟!
كأنَك الأمُ تحنو وهي مثخنةٌ
بالجرحِ لكنْ تُداري همَّها بتُقى
كانتْ قوافيكَ طبَّ الجرحِ شافيةً
وخيرُ ما بلسمَ الأدواءَ ما حرقا
غنَيْتَ شعرَكَ ألفاظاً مموسقةً
تشدو النفوسُ بها فكراً ومنطلقا
بشعرِكَ الحرفُ يندى عطرَ داليةٍ
وقد سكبْنَ بأقداحِ الرؤى عبقا
تُجلي البيانَ بسرٍّ أنتَ كاشفُهُ
والسِّرُ أجملهُ ما ظلَ منغلقا
يا سيِّد الشّعرِ فاح الحرفُ منسكباً
فإنَما الشّعرُ نبضُ القلبِ ما خفقا
د. وليد العرفي