انطلقت حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي في محافظة حمص منذ بداية الشهر الحالي و تستمر حتى نهايته ..
الدكتور محمد عبود رئيس برنامج الصحة الإنجابية في مديرية صحة حمص أوضح لـ “العروبة” أنه ضمن استعدادات مديرية الصحة بحمص للحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي لعام ٢٠٢٥ أقامت المديرية دورتين تدريبيتين على طرق فحص الثدي بأيدٍ خبيرة مدربة بهدف توسيع الخدمة واستقطاب أكبر عدد ممكن من المراكز الصحية لتقديم هذه الخدمة مما يسهل على نساء الريف الوصول إلى أقرب نقطة خدمة.
مبينا أنه تم افتتاح حوالي ١٣٠ مركزا صحيا منتشرة على كامل ريف المحافظة تقدم خدمة فحص سريري للسيدات ,و أنه تم عقد عدة لقاءات مع الكوادر الصحية بهدف توحيد أهداف الحملة والتي تتركز بالدرجة الأولى على رفع الوعي المجتمعي عند السيدات بأهمية الكشف الدوري عن سرطان الثدي ,وكذلك تعليم السيدة خطوات الفحص الذاتي السريري بالشكل الصحيح .
وأضاف :الهدف الثالث هو المسح الأساسي بمعنى أن كل السيدات و العازبات التي تبلغ أعمارهن ٢٠ عاما فما فوق مستهدفين في هذه الحملة التي تهدف للوصول إلى أكبر عدد من السيدات ليتم إجراء الفحص اللازم لهن في المراكز الطبية ..
مبينا أن الحملة لهذا العام تستهدف ٧٠ ألف سيدة مراعاة للأهالي المهجرين الذين عادوا إلى حمص, و بلغ عدد السيدات اللواتي أجرينا فحصا سريريا خلال الأسبوع الأول من الحملة ٢١٤٦٨ منهن ٩٣٥ إحالة للإيكو و ٤٦٦ حالة للماموغراف.
و ذكر عبود أن يتم إجراء دراسة و قصة عائلية وإنجابية و عدد الولادات و الإرضاع الطبيعي لكل سيدة توضع ضمن استمارة لتحديد مدى خطورة الحالة و في حال وجود أي نوع من الخطورة تتم إحالة السيدة إلى وحدة العناية المتكاملة بالثدي, موضحا أنه يوجد في حمص ٣ وحدات عناية متكاملة في كرم اللوز و الزهراء و الوليد تقدم خدماتها مجانا، حيث يجرى فحص سريري مجددا و في حال وجود أي احتمال للإصابة تتم الإحالة إلى التصوير وفي حال كان عمر السيدة فوق ٤٠ عاما يتم تصوير ماموغراف للثدي، وعند وجود كتلة يتم إجراء تصوير إيكو أيضا لتمييز محتوى الكتلة.
أما إذا كان عمر السيدة أقل من ٤٠ عاما فيتم الاكتفاء بالإيكو .
موضحا أنه لا يجرى أبدا ماموغراف للسيدات تحت ٤٠ عاما كونه لا يقدم أي خدمة تشخيصية.
وأوضح عبود أن مديرية صحة حمص تتميز بمتابعة الحالات بشكل مجاني و التواصل مع السيدة لإجراء خزعة موجهة بالإيكو،وهي مجانية أيضا، وفي حال كانت نتيجة التشخيص سرطان تحال إلى فريق متابعة الأورام الذي يقرر ضرورة العمل الجراحي الذي يجرى في المشافي العامة.
مبينا أنه تتم متابعة حالة السيدة المصابة حتى بعد عملية الاستئصال من خلال فريق دعم نفسي و توعوي بهدف الوقاية من عودة سرطان الثدي.
وأشار عبود أن ضمن حملة هذا العام تم تكريم الناجيات من سرطان الثدي ضمن فعالية أقيمت في مركز الخالدية حيث تحدثن عن تجربتهن مع الورم وعن أهمية الكشف المبكر وكيف تم اكتشافه منذ بدايته و عودتهن إلى الحياة الطبيعية و ممارسة أعمالهن و نشاطاتهن.
موضحا أنه بعد التعافي من المرض تتم متابعة السيدة بما يسمى المتابعة المخبرية للواسمات و هي تحاليل مخبرية تكشف احتمال عودة للسرطان وهي تحاليل مكلفة في القطاع الخاص ويتم إجراؤها بشكل دوري كل ٣ أشهر ..
وذكر عبود أن الفحص السريري يجب أن يجرى سنويا,أما السيدات فوق ٤٠ عاما يجب إجراء صورة ماموغراف بشكل روتيني كل سنتين من أجل تخفيف العبء عن أجهزة المامو التي يبلغ عددها ٣ أجهزة فقط تزامنا مع عدم مشاركة القطاع الخاص بالحملة الوطنية هذا العام مؤكداً أن الخدمة مستمرة على مدار العام ولا تقتصر على شهر واحد.
مبينا أنه في هذا العام تم تشكيل فريق جوال يتضمن قابلة و مثقفة صحية، يقوم الفريق باستهداف التجمعات النسائية في كافة الأرياف والمناطق لتعريفها بأهمية الكشف المبكر و إجراء فحص سريري خارج المركز حيث بلغ عدد الحالات خارج المراكز الصحية ٨٥٤٥ سيدة خلال الأسبوع الأول من الحملة .
في جولة لـ”العروبة” في مشفى كرم اللوز التقت عددا من السيدات اللواتي أتين لإجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي:
السيدة فاطمة ٤٥ عاما ذكرت أنها تلتزم بإجراء الكشف كل عام لا سيما أن جميع مراحل الفحص تتم بشكل مجاني بالكامل، مشيرة إلى ضرورة إجراء هذا الاختبار بشكل دوري فالوقاية خير من قنطار علاج ..
السيدة عبير ٣٠ عاما ذكرت أنها تجري الكشف المبكر عن سرطان الثدي للمرة الأولى، و ستتابع ذلك بشكل دوري، مبينة أن الإجراءات بسيطة و سهلة و مجانية وتوفر أموالا طائلة إذا تم تشخيص المرض بشكل مبكر.
لانا قاسم