التنمية الصحيحة هي عملية تطور حضاري مجتمعي ومن هذا المنطلق فإن الإنسان يعتبر عصب التنمية ومركز اهتمامها و هدفها الأساسي فهي تهدف إلى تطوير كفاءته وإطلاق قدراته على العمل وذلك من خلال إعادة تأهيله وتدريبه وهذا من شأنه تحسين مستوى الأداء ورفعه وتحديث العمل والإنتاج وزيادته.
فالإصلاح الحقيقي يجب أن يبدأ بالإنسان لأنه عنوان كل خطة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ويعتبر التدريب والتأهيل محور عملية التنمية وبما أن الإنسان صانع التنمية و المستفيد منها والعامل الأهم في صناعة التطوير والرقي واستنهاض الواقع للسير به نحو الأفضل لذلك يجب العمل باستمرار على تأهيله الفني والإداري لمواكبة كافة التطورات التي يشهدها العالم في ظل ثورة المعلومات وهذا يستدعي مجاراة ذلك من خلال الاهتمام بمسألة التدريب في مؤسساتنا وشركاتنا على أن يتم اختيار العناصر التي بحاجة للتأهيل من خلال إقامة دورات تدريبية داخلية وخارجية .
أهمية التدريب
فالتدريب محور هام من محاور التنمية الإدارية , بل هو بالتأكيد أهمها وأبرز مداخلها , لذلك يجب أن يولى باهتمام خاص في الخطط التنموية لتطوير الكوادر البشرية ورفع سوية أدائها وربطها بمستجدات الحاضر وتحسبا لتوقعات ومستلزمات المستقبل , حيث تصبح تلك الكوادر أدوات فاعلة في مسيرة التنمية, فقلة الاهتمام بتدريب وتأهيل العاملين من أهم المعوقات التي تحد من ثمار الجهود التنموية من هنا يجب على المؤسسات والشركات إيلاء عملية تدريب القوى البشرية اهتماماً استثنائيا واستخدام التقنيات لرفع سوية التدريب في ضوء حاجة البلد لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا ,فالتدريب جهد مخطط ومنظم لتزويد الموارد البشرية بمعارف معينة وتحسين وتطوير مهاراتها وقدراتها ,لذلك يحتل التدريب مكانة بارزة في إدارة الموارد البشرية كآلية مستمرة للمواكبة ومواجهة التطورات السريعة التي يشهدها العصر وكلما حقق التدريب أهدافه وخططه أصبح الإنسان في قلب التنمية الحقيقية الشاملة سواء في القطاع العام أو الخاص.
ولكي يحقق البرنامج التدريبي أهدافه يجب أن يكون له خطة موضوعية يكون أساسها حاجة كل مؤسسة وبما يتناسب مع أنشطتها وفعالياتها تبعا لاحتياجاتها الفعلية نحو التأهيل ورفع سوية الأداء لدى العاملين وزيادة قدراتهم ومن المهم في هذه المسألة توظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة لخدمة الأغراض التنموية في كافة قطاعات العمل , مما يستلزم بالضرورة توجيه التدريب إلى تلك التقنية , فالعلاقة بين التقدم التقني والتدريب علاقة قوية ومتجددة حيث لا يمكن الاستفادة من التقنية الحديثة والمتطورة دون تدريب العاملين عليها تدريبا متكاملا يؤهلهم للتعامل معها وتوظيفها بفعالية كما أن التدريب والتأهيل يبتعد عن أهدافه إن لم يتم توظيف واستثمار تلك التقنية في خدمة وتطوير خطط وبرامج التنمية .
فوائد التدريب
يحقق التدريب مجموعة من الفوائد للمؤسسات والشركات تتمثل باستجابة المؤسسة المستمرة لمتطلبات البيئة المتغيرة ومواكبة ما يشهده العصر من تطور ,كما يسهم بتأهيل العاملين لشغل وظائف أعلى في المستقبل بدلا من اللجوء للاستعانة بالخبرات الأجنبية وتخفيض النفقات جراء زيادة الخبرات وتحسن الكفاءات الأمر الذي يبعد الهدر والأخطاء والتكاليف الزائدة وضمان استمرار التشغيل بكفاءة عالية
وبكلمة مختصرة نقول أن التدريب أصبح يحتل مكانة القلب النابض لإدارة الموارد البشرية فهو محرك تنميتها وتطويرها المستمرين وينعكس على استراتيجياتها وعمليات تنفيذها وتقييمها .
المزيد...