صدر حديثاً للشاعر نورس قدور مجموعة شعرية جديدة بعنوان: «أزاهير نمت أرض الجنوب» من 110 صفحات ,تضم أربعين قصيدة وجدانية تنوعت موضوعاتها بين الغزل والحب والفخر بهذا الجنوب الصامد فيقول:في قصيدة بعنوان صرخة شبيبية :
شبيبة شبيبة / شموع مضيئة/ ونور ونار / بدرب انتصار/ وفيها الفداء ومنها الإباء/ وحب لغار /بزهو افتخار/تثور الشبيبة /كبركان نار /على الحاقدين /على المعتدين/ على الخانعين وكل الطغاة.
كما يتغنى بالصمود الأسطوري لسورية المعطاءة ضد الإرهاب فيقول: شبيبة شبيبة /إباء إباء / لتبني العلا / لتفني العدا/ ويوم الوغى / شهيد شهيد .
وينوع الشاعر في موضوعاته حيث يشخص مشرب الدخان الضائع فيعاتبه ويناجيه بالقول: وجئت الليل أبحث عن دخان /فلم أجد الدخان , سألت جاري/ أيوجد عندكم (باكيت)/أضيفها لضيف جاء داري/ أتنسى مشرباً دخنت فيه /يخفف ما أصابك من دوار/ يريح الجسم من تعب بيوم /يفوح العطر منه على الجدار .
ولننتقل إلى موضوع آخر يفاخر فيه الشاعر بسورية الأبية القوية التي ترد الغارة إثر الغارة فيقول مخاطبا ترابها الطاهر الذي روي بدماء الشهداء: أنت يا سورية الحب الذي /أطفأ النار بمن قد أضرما / أنت مهد للحضارات التي /سبقت فيها عصوراً أمما /كنت ما زلت على العهد الذي / ترتقي أعلى المعالي سلما/ كم بنيت الصرح صرحاً شامخاً /لشهيد صار يعلو قمما/ جيشك الباسل جيش صامد /دحر الأعداء جيشاً هزما.
ثم يفتح الشاعر قلبه ويحكي لنا عن جراحات روحه في الغربة والتعب في سبيل الحياة الكريمة فيقول: لم أحسب الأعوام من عمري انطوت /في غربتي عن أسرتي والدار /كم سرت فيها في دروب أقفرت / فيها المسير يحف بالأخطار.
من يجول في حقول المجموعة الشعرية «أزاهير نمت أرض الجنوب «يلاحظ غلبة الهم الوطني على مجمل قصائدها فالشاعر تؤرقه التفرقة والهوان الذي وصلت إليه أمة العرب فيحاول استنهاض الهمم والتذكر بالماضي المشرق للأمة العربية فيقول:هلمَّ إلي يا وطني /تعال نعانق الصحراء/ من أطرافها الكبرى / نفجر ما بها من ماء ونزرع أرضها نخلا/ نجوب …نجوب واحات /ونرسم طرفها نهراً/ يفيض بخصب مجراه / من الأدنى إلى الأعلى.
المحررة
المزيد...