ترجم المعرض الفني التشكيلي “ألوان من بين الركام.” الذي أقامته مديرية ثقافة حمص في ثقافي تلبيسة حجم الدمار ومرارة الحرب ،ولكن بطريقة غير تقليدية وبلوحات إبداعية تشكيلية معبرة.
شارك بالمعرض 50 فنانا وفنانة من هواة ومحترفين وطلاب وخريجين من معهد صبحي شعيب للفنون التشكيلية، نثروا ألوانهم على 130 لوحة عكست رؤيتهم للواقع بأسلوب فني ملفت،وتميزت أعمال المعرض بتنوع مواضيعه التي جسدت جمال تلبيسة وصمودها في وجه الدمار، ووثقت المعاناة الإنسانية واللحظات المؤثرة من واقع الحرب ، ونكهة النصر الممزوج بدماء وصور الشهداء .
محمد سعيد الجبولي معاون مدير الثقافة في حمص قال: جاء هذا المعرض ضمن جهود المديرية المستمرة في دعم الحركة الثقافية والفنية في الريف، وتوفير منصات تبرز إبداعات الفنانين المحليين وتعزز حضورهم في المشهد الثقافي ،مؤكدا على أهمية هذه الأنشطة في تنشيط الحالة الإبداعية ودورها في تعزيز التواصل بين الفنان والجمهور خاصة في مراكز الريف الثقافية.
وأردف قائلا : استطاع الفنانون من خلال لمساتهم الفنية أن يعبروا بعمق عن مواضيع غنية مجسدين آلامهم وآمالهم، وأن يعكسوا صمود شعب بلوحات تحكي قصة وطن لن ينكسر رغم الحرب،والتحديات التي مرت عليه .
رفاه حامد مديرة معهد صبحي شعيب للفنون التشكيلية قالت : يحمل المعرض رسالة أعمق من مجرد عرض فني، فهو خطوة رمزية لإعادة الحياة إلى مكان شهد أثر الحرب والدمار، وأشارت أن إقامة المعرض في هذا المكان تحديدا له رمزية ليكون الفن هو الجسر بين الألم والأمل وبين الخراب والنهضة ، وللتعبير عن قوة الإرادة والإيمان بدور الثقافة والفن في إعادة بناء الإنسان قبل الحجر، وللتأكيد أن اللون يمكن أن ينتصر على الركام وان الجمال لا يموت حتى في أحلك الظروف .
الفنان محمد إقبال سليمان شارك بثماني لوحات تعبر عن الدمار الذي عاشته المدينة، لكنها في الوقت نفسه تحمل رموزا للطفولة والورود ،كإشارة إلى الأمل والقدرة على النهوض من جديد ،وانبعاث الحياة رغم الألم واستخدام رموز الطفولة ليجسد فكرة أن الحياة مستمرة مهما كانت قاسية، و من بين الركام دائما هناك ضوء يولد.
الفنان إيلي باخص شارك بالمعرض بثلاثة أعمال فنية لكل عمل حكاية ورسالة, العمل الفني الأول تناول بريشته مبنى صبحي شعيب باعتباره صرح ثقافي قديم، احتضن على مر السنين العديد من الفنانين والشعراء والمبدعين قدم من خلال رؤية تعبر عن قيمة المكان وأصالته الثقافية، أما العمل الثاني حمل عنوان ” لوحة التاريخ العظيم “والعمل الثالث ركز على أهمية تشجيع ذوي الهمم على متابعة شغفهم والإيمان بقدراتهم .
الفنانة وفاء النجار شاركت بعشر لوحات تنوعت بين المدرسة التعبيرية والانطباعية ،حملت في مضمونها رسائل إنسانية ووطنية تعبر عن الحب والانتماء والصمود .
هيا العلي
