أعضاء اتحاد الكتاب المفصولون: إعادة عضويتنا خطوة نحو استقلال الثقافة السورية

رحّب عدد من الأدباء السوريين المعاد إليهم الاعتبار، بقرار اتحاد الكتاب العرب بإعادة عضويتهم بعد أن تم فصلهم في فترة النظام البائد، بسبب مواقفهم الوطنية التي كانت إلى جانب ثورة الشعب السوري وتطلعه نحو الحرية، ونضاله ضد القمع والاستبداد.

وشمل القرار إعادة عضوية كل من: برهان غليون، خلدون الشمعة، مرح البقاعي، ياسر الأطرش، علي نجيب إبراهيم، المثنى الشيخ عطية، وعبد الواحد علواني.

وعبّر عدد من هؤلاء الأدباء عن تقديرهم لهذه الخطوة، مؤكدين أن هذه المبادرة تعكس تحولاً مهمّاً في سياسة الاتحاد نحو تعزيز استقلاليته الثقافية والفكرية، وتحرره من أي تبعية سياسية.

وفي تصريح خاص لوكالة سانا، قال الشاعر ياسر الأطرش: “في عام 2012، جمد اتحاد الكتاب عضويتي بسبب مواقفي المناصرة للثورة السورية، فما كان مني إلا أن أعلنتُ استقالتي من الاتحاد الذي انحاز بشكل تام إلى رواية النظام البائد، وتخلى عن قيمه ومبادئه التي من المفترض أن يتحلى بها، وعلى رأسها أن يكون حيادياً ومناصراً للشعب، فهو بالأساس منظمة شعبية”.

وأضاف الأطرش: “انتسبتُ إلى اتحاد الكتاب العرب عام 1998، وكنت من أصغر الأعضاء سناً وقتها، وعملت باجتهاد لتحقيق التوازن بين الحقيقي والزائف، إذ كان الاتحاد يضم مئات الضباط والأميين المحسوبين على النظام، كنا نرفع سقف المطالب بقدر ما نستطيع لتحقيق استقلالية الاتحاد وعدم تبعيته للنظام، ولكن حزب البعث كان متحكماً بتسمية رئيس الاتحاد”.

وتابع الأطرش: فقدت المؤسسات الأدبية التقليدية، ومنها اتحاد الكتاب العرب في سوريا، أهميتها القديمة بسبب تغير وسائل الإنتاج الثقافي في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، وسيطرة القطاع الخاص على حقل الثقافة غالباً، وباتت هذه المؤسسات تعاني لتسجيل حضورها في المشهد.

وشدد الأطرش على أن المؤسسات الثقافية بحاجة إلى إعادة تفكيك وتركيب وفق آليات جديدة ومعاصرة تسمح لها بالعودة إلى سوق الإنتاج الثقافي بكفاءة، بعيداً عن الاعتماد على دعم السلطة.

وحول إدارة الاتحاد الجديدة التي يترأسها أحمد جاسم الحسين وقدرتها على إعادة الاتحاد إلى مساره الصحيح، قال الأطرش: “هذا ما يمكن أن تنتهجه قيادة الاتحاد الجديدة التي تتسم بالحكمة والمهنية، وهو ما تجسد في قراره بفصل رموز النظام البائد وداعميه من صفوف الاتحاد، ورد اعتبار وإعادة عضوية بعض المفصولين، وتأتي أهمية القرار من كونه جاء بالاسم، لأننا فصلنا بالاسم ولا نعود إلا به”.

واختتم الأطرش تصريحه بالقول: “يقول الراحل علي عزت بيجوفيتش (إن المثقفين والفنانين والشعراء هم ضمير العالم)، ومع أن هذه النظرة تبدو متفائلة، إلا أننا يجب أن نسعى إلى تحقيقها جزئياً على الأقل، فنكون ضمير الأمة والشعب، وهذا يتحقق بالانتماء والاستقلالية والمسؤولية، وأرجو أن يكون الاتحاد منبراً وحاملاً لهذه القيم الوطنية الأخلاقية الإنسانية”.

من جانبه، عبّر الكاتب عبد الواحد علواني عن سعادته بقرار إعادة عضويته، قائلاً: “أسعدني أن يبادر اتحاد الكتاب العرب إلى إعادة عضوية من تم شطبهم من قبل الإدارة السابقة المرتبطة بالنظام البائد، وكنت أرسلت مع بداية الثورة السورية رسالة انسحاب من اتحاد الكتاب الذي يؤيد نظاماً مجرماً يحارب شعبه”.

ولفت علواني إلى أنه في سنة 2015 ترأس الاتحاد شخص ذو عقلية أمنية، وكان أحد أولى قراراته فصلي من الاتحاد، ولكن لم يؤرقني هذا الأمر، بل أراحني جداً من الانتماء إلى مؤسسة سلطوية فاسدة.

وتابع علواني: مع سقوط النظام البائد واستعادة اتحاد الكتاب لهويته الوطنية، والتي تكللت مع الرئيس الجديد للاتحاد أحمد جاسم الحسين، تمت إعادة عضويتي مع مجموعة من كتابنا الذين نعتز بهم، لنستعيد الثقة بهذه المؤسسة التي نتمنى لها أن تكون مستقلة وراعية لحرية الفكر والكلمة، ومحصنة ضد الفساد الإداري والمالي، وأن تكون للكتاب السوريين على اختلاف انتماءاتهم، وخارج العصبيات والامتيازات الخاصة.

واختتم علواني تصريحه قائلاً: “الكتّاب وحرية الكتابة من أهم المؤشرات على تطلع الدولة نحو النهوض، ومن الأسباب الجوهرية لتألق الإبداع الفكري والحضاري”.

الشاعر ياسر الأطرش

  • شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة سراقب.
  • يتميز بأسلوبه السهل والعاطفي الذي يمزج بين الرومانسية والهموم السياسية والاجتماعية.
  • يعكس شعره مشاعر الحنين للوطن ويعالج قضايا الحروب والانقسامات السياسية، وتركز قصائده على القضايا الإنسانية والتاريخية.
  • صدرت له عدة مجموعات منها: لمهيار أرجوحة من حمام – أنا إنسان.
  • حصد العديد من الجوائز بينها: جائزة سعاد الصباح للإبداع الأدبي – جائزة اليونيسيف لأدب الأطفال.

الكاتب عبد الواحد علواني

  • كاتب وباحث سوري معاصر، يتميز بأسلوبه السردي الواقعي والواضح الذي يعكس هموم الإنسان العربي.
  • من مؤلفاته: تنشئة الأطفال وثقافة التنشئة، دماء من أجل السماء.
  • يمزج في كتاباته بين التأمل في الطبيعة الإنسانية وواقع الحياة اليومية، ما جعله واحداً من أبرز الأسماء في الأدب العربي المعاصر.
المزيد...
آخر الأخبار