بما أننا مقبلون على فصل الشتاء فإنه وكما درجت العادة يكثر الاحتطاب الجائر من أجل التدفئة بديلاً عن المازوت الذي ارتفع سعره كثيراً, وبات من الصعوبة بمكان الاعتماد عليه بالتدفئة وخصوصاً في القرى الباردة التي تقع في المرتفعات الجبلية مما ينعكس سلباً على الغطاء النباتي وما يزيد “الطين بلة”و يفاقم المشكلة هو أن الحرائق في الصيف الماضي التهمت مئات الدونمات من الأراضي الحراجية وكذلك الزراعية. والاحتطاب الجائر ظاهرة تنذر بكارثة بيئية إن لم يتم منعها وقمعها, فتوجهنا إلى المهندس عدنان نبهان مدير فرع الهيئة العامة لإدارة وحماية أملاك الدولة بحمص وسألناه عن الخطوات التي اتخذها فرع الهيئة للحد من الاحتطاب الجائر فقال: إن عناصر المديرية يقومون بجولات دورية على المناطق الحراجية وتنظيم الضبوط بحق كل من يتعدى على الغابات ويحتطب منها بشكل جائر ومصادرة الأحطاب , و بلغ عدد الضبوط المنظمة بحق المخالفين منذ بداية هذا العام 72 ضبطاً حراجياً, وكمية الأحطاب المصادرة 53825 كغ,فيما بلغ عدد ضبوط مصادرات الفحم 4 وبلغت الكمية المصادرة 12300 كغ.
وسألناه عن عدد الحرائق والمساحات الزراعية والحراجية التي تعرضت لحرائق هذا العام فأجاب: بلغ عدد الحرائق منذ بداية العام حتى تاريخه 163 حريقاً و هذه الحرائق التهمت مساحة تقدر بـ 2597,170 دونماً , منها11 حريقاً في المواقع الحراجية ومساحتها 875 دونماً, و22 حريقاً في جوانب الطرقات, و مساحة هذه الحرائق 72,720 دونماً, فيما بلغ عدد حرائق الأراضي الزراعية 130 حريقاً و مساحتها 1649,450 دونما.
وأشار نبهان أن مهام دائرة الحراج تتمحور في تنفيذ أحكام قانون الحراج وقانون الضابطة الحراجية وإدارة جهاز الضابطة والإشراف عليه ومتابعة الدعاوى الحراجية بكافة أنواعها وتقديم الدفوع اللازمة بالتعاون مع الوحدة التنظيمية بالهيئة ودراسة طلبات الجهات بتخصيصها لأراضٍ حراجية . وتخديم مناطق الغابات بالطرق الحراجية وخطوط النار و العمل على تغطيتها بأبراج المراقبة والمخافر الحراجية وتجهيزها بالتعاون مع الوحدات الإدارية المختصة بالهيئة , و من مهام الدائرة أيضاً إدارة الغابات بشكل مستدام وحفظ مساقط المياه وحماية التربة من الانجراف و إدارة تنظيم الغابات وتنفيذ الأعمال الفنية التي تؤدي إلى استدامتها و تحسينها و تطويرها وتنظيم استثمار الغابات والمنتجات الخشبية وفق القوانين والأنظمة المرعية وكذلك إنتاج الغراس الحراجية وتنظيم عملية توزيعها والعمل على زيادة المساحات الخضراء بالتحريج الاصطناعي بما يتلاءم و الظروف المحلية لكل منطقة وإعادة تأهيل الغابات المتدهورة و المحروقة بالأنواع المناسبة كما تحرص المديرية على المساهمة في تثبيت الكثبان الرملية والحد من الزحف الصحراوي بالتنسيق مع الجهات المعنية , ودراسة وصيانة التنوع الحيوي وإقامة المحميات الحراجية وإدارتها بشكل مستدام وفق خطط إدارية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ونشر الوعي البيئي, وإبراز دور الغابات وخدماتها المباشرة وغير المباشرة واعتماد النهج التشاركي بالتعاون مع السكان المحليين بهدف تنمية الغابات وتطويرها وحمايتها, وتحسين الواقع المعيشي للسكان المحليين بهدف تنمية الغابات وتطويرها وحمايتها وفق قانون الحراج وتعليماته التنفيذية بالتعاون مع الجهات المعنية, و وضع الخطط الإنتاجية والاستثمارية بما يتناسب وعمل المديرية, وتطوير الثروة الحراجية وإعداد برامج لتأهيل الكوادر الوطنية للعاملين في الحراج بالتنسيق مع الوحدات التنظيمية المختصة بالهيئة. ومن المهام أيضاً التحري عن الآفات في المشاتل والمواقع الحراجية والتنسيق مع الجهات المهنية للوقاية و المكافحة.
وبالتأكيد مهام كبيرة كهذه يعترضها كثير من الصعوبات حددها نبهان قائلاً: أهم الصعوبات هي نقص عدد الحراس والخفراء الحراجيين ما يؤثر على عمليات الحماية والإبلاغ عن المخالفات وكذلك نقص عدد العمال الزراعيين في دائرة الحراج فيتسبب هذا بصعوبة تنفيذ خطة إنتاج الغراس والنوع الاصطناعي وقلة عدد السائقين اللازمين للقيام بجميع المهام في فرع الهيئة, وكذلك نقص عدد الآليات و قِدمها مما يكلف مبالغ طائلة بالإصلاح , إضافة إلى قدم منظومة الاتصالات اللاسلكية المستخدمة في إطفاء الحرائق.
العروبة – مها رجب
