الفــــــحص الطبي قبل الزواج يحد من الأمراض الوراثية

تأتي أهمية الفحص الطبي للشاب و الفتاة قبل إقدامهما على الزواج من خلال الحرص على وجود أسرة سليمة صحياً خالية من الأمراض المعدية التي تنتقل بالزواج أو بالوراثة لأن حدوث أي مرض معد لدى أحد طرفي الزواج يؤثر على الطرف الآخر و على الأبناء مستقبلاً، لذلك وضعت الدولة مشروعاً وطنياً للفحص الطبي ما قبل الزواج .

مشروع وطني
عن هذا المشروع و فائدته تحدث الدكتور فادي الطرشة فقال: مع بداية عام 2008 بدأت انطلاقة المشروع الوطني الهام بتطبيق الفحص الطبي ما قبل الزواج للمقبلين على بناء أسرة جديدة في فروع نقابة الأطباء بالمحافظات ،و هو مشروع حضاري و مهم تم تطبيقه في معظم دول العالم و في العديد من الدول العربية و قد تمت دراسة هذا المشروع بكل تفصيلاته من قبل لجنة متخصصة في وزارة الصحة و بمشاركة فعالة من نقابة الأطباء المركزية حيث تم وضع الأسس و الشروط اللازمة لتطبيقه و مراقبة العمل به.
أهداف المشروع
يهدف المشروع إلى الحد من انتشار الأمراض الوراثية و التي يمكن الوقاية من حدوثها عبر الأخذ بالنصيحة الوراثية المعتمدة على الفحوص المخبرية الدقيقة و دراسة النمط الوراثي للخاطب و المخطوبة ، تأتي أمراض الدم الوراثية كالتلاسيميا و فقر الدم المنجلي في مقدمة الأمراض المستهدفة ،هذه الأمراض تثقل كاهل أسر المصابين بها و تستنزف مواردها و تسبب لها المعاناة و الكآبة كحال أبنائها فضلاً عن العبء المادي الكبير الذي تتحمله الدولة لتقديم الرعاية و العلاج للمصابين طيلة حياتهم. كما أن هذا المشروع يستهدف كشف و تدبير بعض الأمراض الانتانية الخطيرة التي قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء و تلازمهم مدى العمر مثل التهاب الكبد المصلي ( B ) و التهاب الكبد ( C) و عوز المناعة المكتسب « الايدز » و قد عملت فروع نقابة الأطباء على تجهيز عيادة الفحص الطبي ما قبل الزواج و بدأ العمل فيها و تضم عيادة الفحص السريري و المخبر الخاص باستقصاء الأمراض السابقة من خلال إجراء التحاليل النوعية إضافة إلى عيادة الاستشارة الوراثية ،حيث يقوم الاختصاصي بالأمراض الوراثية بتوضيح خطورة هذه الأمراض و نسبة حدوثها فيما إذا كان أحد الأبوين او كلاهما حاملاً لتلك الأمراض، و هذه الاستشارة تتيح للمقبلين على الزواج اتخاذ القرار الصحيح المناسب.
يحد من الأمراض الوراثية
إن تطبيق الفحص الطبي ما قبل الزواج سيسهم في بناء الأسرة السليمة و بالتالي في الارتقاء بالمستوى الصحي للمجتمع و في الحد من توارد الأمراض الوراثية و نجاح هذا المشروع منوط بتضافر جهود كافة الجهات المعنية به و الالتزام بتطبيق الأسس الفنية و المخبرية و العمل على تطويرها و المساعدة على تفهم أهميته من قبل المجتمع .
و أضاف: قد يجد البعض أن إجراءات الفحص الطبي ما قبل الزواج مكلفة مادياً مع أن الكلفة المادية للفحوصات غير مرتفعة إلا أنه مهما كانت الكلفة المادية للفحص الطبي ما قبل الزواج مرتفعة تبقى الطمأنينة و الضمانة الصحية لطرفي الزواج و الأبناء فيما بعد قيمتها تفوق قيمة الفحص الطبي بعشرات المرات.
رفعت مثلا

المزيد...
آخر الأخبار