دار مفيد الأمين في حمص القديمة … وثيقة أثرية وتاريخية هامة

تشتهر مدينة حمص بالعديد من المعالم الأثرية القديمة التي تحكي تاريخا  غنيا وعريقا ،ومن بينها قصر مفيد الأمين الذي لا يعتبر مجرد بناء  قديم ،بل إرث حضاري  لمدينة حمص، يحتوي على قيم تاريخية تستحق الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

وللاطلاع على أهمية  قصر مفيد الأمين المعروف أيضا بـ “دار مفيد الأمين ” التاريخية والأثرية حدثتنا أمينة متحف التقاليد الشعبية (قصر الزهراوي ) رجاء البلال قائلة: تقع دار مفيد الأمين  في  قلب مدينة حمص القديمة،  في  حي الحميدية منطقة باب  تدمر ، بالقرب من جامع السراج ضمن أسوار المدينة القديمة، وهو من أهم الدور المملوكية ،تم بناؤه ليكون دارا للحكم ويعتبر دار الحاكمية الثانية بعد قصر الزهراوي الذي يعود لنفس الفترة ، بناه أحمد شهاب الدين كجك أحد القادة المماليك البحرية (الكوجكية )لإدارة الحكم القضائي في القرن السابع الهجري على أنقاض مبنى سابق، حيث ينسب المؤرخون الدار لأهل القديس مار اليان الحمصي وعائلته الذين سكنوا بها وذلك لوجود أقبية بداخله والتي تعود للقرن الثالث الميلادي، حيث كان والد القديس الحاكم الوثني لمدينة حمص في تلك الفترة .

يتميز بمدخله الشرقي ذي الأقواس المزخرفة إضافة إلى صورة الكأس والزهرة، اتخذها الكواجكة شعارا لهم، وتعلو مدخل الدار أيضا حجر نقش عليها” الله حق”

و يتميز أيضا بإيوانه وقبابه ومقرنصاته الجميلة والكتابات العربية بخط جصي نافر  مثل (نصر من الله وفتح قريب ) (لا اله إلا الله )إضافة لواجهاته الهندسية المبنية من حجارة حمص البازلتية .

وعند الدخول إلى الدار توجد باحة سماوية مكشوفة على طول البناء المتجه من الجنوب إلى الشمال، وتتوسط الباحة بحرة مبنية من الحجر إضافة إلى بئر ماء .

وأضافت: يتوسط البناء قاعة كبيرة مقببة مبنية من الأجر المشوي فيها مقرنصات جميلة وحنايا ركنية للقاعة أربع مداخل تؤدي إلى غرف الدار المسقوفة بعقود حجرية ،رقم الدار بشكل كامل لتوظيفه كمركز أري توثيقي لمدينة حمص عام 2009 من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.

يعتبر المبنى وثيقة أثرية وتاريخية هامة بين أيدينا وذلك لوجود الزخارف والكتابات العربية والرموز المميزة وأيضا وجود الأقبية دليل لتعدد الثقافات وتعاقبها .

المبنى مسجل ضمن عداد المباني الأثرية منذ عام 1967 لصالح المديرية العامة للآثار والمتاحف .

أخيرا يمكننا القول: إن  المباني  التاريخية القديمة تعد  جزءاً مهماً من الذاكرة لذلك من الضروري الحفاظ عليها من الاندثار والضياع.

هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار