مهرجان البردة الدولي يجمع شعراء العرب في دمشق وحمص وإدلب احتفاءً بالرسول والوطن

تجلى الشعر النبوي الذي جادت به قرائح شعراء سوريين وعرب، بقصائد ملأى بالصدق والعاطفة، مع انطلاقة الامسيات الشعرية اليوم في دمشق والمحافظات، وذلك ضمن أيام مهرجان البردة الدولي الذي انطلق أمس.

دار الأوبرا في دمشق احتضنت كوكبة من الشعراء الذين اجتمعوا في المدينة التي طالما امتدحها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وباركها، بأجمل القصائد والأشعار، وسط حضور ثقافي وجماهيري مميز.

قدّم الأمسية الشاعر أيمن الجبلي، فيما استهل الفعاليات الشاعر الفلسطيني محمود مفلح الذي ألقى قصيدته بعاطفة حارة ومكثفة، جمعت بين الشوق الروحي والحماس الوطني، مع الأمل بالنصر، بأسلوب عمودي جزل وسهل، مباركاً للشعب السوري انتصاراته.

ومن العراق، شارك الشاعر محمد نصيف بقصيدة عبّر فيها عن الحنين والشوق إلى لقاء الرسول الكريم، بأسلوب بسيط وسهل من الشعر العمودي، مبيّناً فضل النبي في هداية الأمتين العربية والإسلامية.

أما الشاعر السوري حسين العبد الله، الحائز على جائزة البردة العالمية، ألقى قصيدة تغزّل فيها بدمشق، معبّراً عن فخره بالنصر وفرحته بتحقيق حلمه بتحرير سوريا، وقدم قصيدة في مديح النبي بأسلوب عمودي مزج الأصالة والجزالة.

ومن فلسطين أيضاً، شارك الشاعر وصانع المحتوى مصطفى مطر، الفائز بجائزة الشارقة للإبداع، بإنشاد قصائد تغزّل فيها بدمشق وأهلها، فيما جاءت قصيدته في مديح النبي الكريم باستخدام استعارات لفظية جديدة جمعت التراث والواقع.

ومن الكويت، أطلّ الشاعر فالح بن طفلة، مقدّماً قصائد تتحدث عن الشوق إلى دمشق، والتحية لشهداء الثورة السورية، ومديح الرسول الكريم والسير على نهجه، بكلمات عذبة رقيقة ولغة سهلة.

كما شارك الشاعر السوري محمد عارف قسوم، بقصيدة اعتبر فيها النبي محمد عليه الصلاة والسلام رمزاً للجمال، متضمناً اقتباسات قرآنية بأسلوب جزل ومتين.

ومن سلطنة عمان، ألقى الشاعر مطر البريكي قصائد عبّر فيها عن أمنيته بأن تمطر سماء دمشق خيراً وحباً كما عهدها، مقدماً قصيدة في المديح النبوي بالشعر الحر، بألفاظ حديثة وأسلوب سهل ممتنع.

وأبدع الطفل إبراهيم الحلقي في قصيدته التي ألقاها بتشجيع من وزير الثقافة محمد ياسين الصالح، وحملت عنوان “ما بين موتين”، عبّر فيها ببراءة عن حبه لدمشق وعشقه لترابها.

فيما ألقى وزير الثقافة قصيدة عمودية بعنوان مديح الرسول كرمز للهدى، افتتحها بتحية سلام نبوي، وعبّر فيها عن عاطفة حارة جمعت الحنين الروحي بالفخر الوطني، بأسلوب جزل وسهل.

وفي القسم الثاني من الأمسية الشعرية التي قدّمها عبد الرحمن أسعد، استهل الأمسية الشاعر السوري خالد المحيميد الذي عبّر بعاطفة صادقة عن مشاعره عند وصوله إلى دمشق بعد طول حرمان منها، مقدماً أبياتاً تفيض شوقاً.

ومن فلسطين، شارك الكاتب والشاعر جهاد الترباني الذي ألقى كلمة وقصيدة مؤثرة استحضر فيها تضحيات الشهداء وآلام الثكالى، وتحدث عن تجربته في تأليف كتابه “مدرسة محمد”، مؤكداً أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تمثل مدرسة متكاملة في الإنسانية.

كما ألقى الشاعر حسن المطروشي من عمان، قصيدته “اليتيم البهي” التي حملت شكراً للمهرجان الذي أعاد للشعراء شعورهم الحقيقي بالانتماء، فجاءت كلماته مفعمة بالحنين والدفء الروحي.

ومن تونس، قدّمت الشاعرة سمية اليعقوبي قصيدة بعاطفة صادقة وإيقاع متزن، امتزجت فيها الصور والمعاني حول دمشق الحرة ومديح الرسول صلى الله عليه وسلم، في شعر الشطرين اتسم بسلاسة الأفكار وتكاملها.

ومن الكويت، ألقى الشاعر مشعل الحربي قصيدته بشغف وحرارة، متحدثاً عن الرسول الذي جاء لينشر الدعوة للتوحيد، كما أهدى أبياتاً في مديح الثوار الذين ساروا على نهجه، مقدماً شعراً عمودياً بعاطفة قوية ولغة جزلة.

ومن اليمن، شارك الشاعر عامر السعيدي الذي عبّر عن حبه الكبير لدمشق وواكب الثورة السورية بقلمه، فألقى قصيدة مديح نبوي ربط فيها بين صفات الرسول صلى الله عليه وسلم والأخلاق.

ومن الجزيرة السورية، عبّرت الشاعرة آمال محمد عن سعادتها الغامرة بزوال الطغاة وعودة الفرح، وقدمت قصيدة جزلة وسهلة في الوقت نفسه، تمزج بين الانفعال العاطفي والصدق الوطني.

أما الشاعر موسى سويدان، فأبدع في قصيدته التي وصفها بأنها “أغنية مستخرجة من الرماد”، ألقاها بكلمات أشعلت المسرح دفئاً وتألقاً، مقدماً مديحاً نبوياً بأسلوب عذب من الرقة والعمق.

وجاءت كلمات قصيدة شاعر الثورة السورية إبراهيم جعفر من معرة النعمان، زاخرة بالإيمان والثبات والثورة على الظلم.

واختُتمت الأمسية بقصائد للشاعر أنس الدغيم مفعمة بالتواضع الروحي والجمال الوجداني، ليختتم بها ليلة شعرية حملت عبق الإيمان ووهج الإبداع في مهرجان البردة بدمشق.

أما الكاتب والروائي الفلسطيني أدهم الشرقاوي فقد ألقى محاضرة تحدّث فيها عن خصال النبي عليه الصلاة والسلام، القدوة الحسنة للبشرية جمعاء.

وسرد الشرقاوي مواقف عدة من التاريخ حصلت زمن النبي عليه الصلاة والسلام، حملت في طياتها معاني العفو والحب والتسامح وصلة الرحم، حيث قام بإسقاطها على المواقف اليومية التي تحدث في مجتمعاتنا والتي يجب أن نحتذي بها.

وفي المركز الثقافي بمدينة حمص، أكد مدير الثقافة في حمص، محمود جرمشلي في كلمة ألقاها في افتتاح الأمسية الشعرية، أن المهرجان يتجاوز كونه حدثاً أدبياً وفنياً ليصبح احتفاءً بالنور الذي أنار الوجود، وأوضح أن الكلمة تمتلك قوة فريدة في توحيد القلوب على قيم المحبة والصدق، وأن الأدب والفن يظلان دعامة أساسية تساهم في ارتقاء الروح الإنسانية.

وشارك في اليوم الأول للمهرجان، نخبة من الشعراء البارزين، كان من بينهم مدير الثقافة في درعا سليمان الزعبي، ومدير الثقافة خليل الأسود من دير الزور، إلى جانب أحمد رزوق جاويش، إبراهيم بلال البكور، سليمان خالد الجيجان، عبد الكريم جمعة، وعبد الرزاق الأشقر.

وتمحورت قصائد المشاركين حول استلهام الجوانب النبيلة من سيرة النبي الكريم، والتعبير عن صفاته الإنسانية السامية وأخلاقه الرفيعة.

كما تضمنت القصائد لوحات وجدانية رائعة استعرضت جمال المدن السورية، حيث عبر الشعراء عن حبهم لوطنهم ومكانته العميقة في نفوسهم، مجسدين الوطن كحبيبة لا تنفصل عن وجدان عشاقها.

كما استضاف المركز الثقافي في إدلب أمسية ضمن فعاليات مهرجان “أيام البُردة” الدولي، احتفاءً بجمال الكلمة ومديح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء.

وتحدث مسؤول قسم الإنتاج الثقافي في مديرية الثقافة بإدلب عمر فلاحة خلال افتتاح الأمسية الشعرية عن مهرجان البردة كإحياء لتقليد عريق، من خلال نخبة الشعراء العرب والسوريين.

فيما أعرب الحضور عن سعادتهم وفرحتهم بعودة الفعاليات الثقافية والفنية إلى سوريا عموماً وإلى إدلب بشكل خاص، المدينة التي انعزلت على كافة الأصعدة عن الوطن الأم سوريا في ظل حكُم النظام البائد، وأهمية مثل هذه الفعاليات في إعادة الروح الفنية والشعرية إلى أرجاء البلاد.

ويشارك في المهرجان أكثر من 28 شاعراً وشاعرة من 10 دول عربية هي: فلسطين، الأردن، العراق، السعودية، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، ليبيا، تونس، إلى جانب شعراء من سوريا، في أمسيات شعرية وندوات فكرية تتوزع بين دمشق، حمص، اللاذقية، حلب وإدلب حتى 28 تشرين الأول الجاري.

المزيد...
آخر الأخبار